دراسة وتأمل الإختلاف بين اليهود والصهاينة
تعدُ اليهودية من الديانات التوحيدية السماوية التي نبيها موسى عليه السلام وكتابها المقدس التوراة، ولذلك يُطلق على اليهود اصطلاحاً الذين يتبعون دين النبي موسى ويعتبرون كتاب التوراة الحالي كتابهم المقدس. تقفُ مقابل التقاليد اليهودية القديمة، الصهيونية، ويجب التمييز بين اليهودية والصهيونية، لأن الصهيونية حركة تشكلت من خلال إساءة استخدام الدين اليهودي، وفقًا لغارودي فإن الصهيونية السياسية هي شكل من أشكال الفساد و الدمار والاستعمار القومي. الدمار والفساد الذي لا ينبع مساره من اليهودية بل من القومية والاستعمار الأوروبي في القرن التاسع عشر. تستخدم الصهيونية نوعًا من الدراسة المختارة بعناية وانتقائية مميزة من التوراة والتي تُبنى على الإنحراف الحقيقي عن نهج الله، وتستخدمها كغطاء لإخفاء مقاصدها السياسية.[1]
قضية فلسطين
منذ عام 1948 عاد الصهاينة إلى أرضهم الموعودة باحتلال أرض فلسطين وأقاموا دولة إسرائيل المزيفة على هذه الأرض المغتصبة. أصبحت هذه القضية هي الخلاف الرئيسي بين اليهود والصهيونية.
يعتقد الصهاينة أن اليهود عانوا عبر التاريخ الكثير من المصاعب وليس من اللائق أن لا يسعوا لتحقيق أهدافهم. ولا تعتقد هذه المجموعة بتدخل الدين في السياسة، وكثيرًا ما عرّف مؤسسو الحركة الصهيونية أنفسهم على أنهم أشخاص غير متدينين وملحدون، وحتى الآن يعتبر معظم قادة الأحزاب السياسية في إسرائيل أنفسهم علمانيين. هذا بينما يعتقد الأرثوذكس الذين يعارضون إسرائيل أن الله فصل اليهود عن فلسطين بسبب أفعالهم الفاضحة وبالتالي عاقبهم، وطالما لم تعد المزايا الدينية لليهود فليس لهم الحق في العودة إلى فلسطين.
حسب اعتقادهم وفقًا للكتب المقدسة، فإن العودة إلى أرض فلسطين ستتحقق بسلام وصلح، وبالتالي فإن الهجرة القسرية من مختلف البلدان إلى فلسطين والحرب وسفك الدماء والتعذيب غير شرعية لوجودهم. [2]
وعليه يوجد اليوم الكثير من اليهود حول العالم ضد احتلال الكيان الصهيوني، ويعتقدون أن هذا النظام غير شرعي وينتهك حقوق الفلسطينيين. Neturei Karta International ناتوري كارتا هي إحدى الجماعات اليهودية التي أعلنت دعمها القوي للفلسطينيين المضطهدين لسنوات. ويقول الحاخام دوفيد فيلدمان المتحدث باسم مجموعة ناتوري كارتا، إن هناك الكثير من الأشخاص المؤيدين للفلسطينيين في قلوبهم، لكنهم لا يريدون التحدث عن ذلك لأنهم لا يريدون أن يتهموا بمعاداة السامية. يعتقد الحاخام فيلدمان أيضًا أن الموقف الحقيقي لليهود كان دائمًا هو أن الوجود الكامل للنظام الصهيوني غير مقبول. بناء المستوطنات هو مجرد مثال واحد على الأعمال المتطرفة والإجرامية للصهاينة. نحن بصفتنا يهودًا مؤمنين وباتباعنا المعتقدات والممارسات التي مارسها اليهود منذ آلاف السنين، فإننا نشعر بالخجل عندما يتظاهر المهاجرون بأنهم متدينون ويدعون أنهم يتصرفون باسم التوراة. إنهم لا يمثلون بأي شكل من الأشكال يهود العالم أو التوراة المقدسة. عندما يرتكب المتدينُ جريمةً فهذا لا يجعلُ الجريمة عملاً دينياً. [3]
مرضیه شریفی
[1] https://www.porseman.com/article/20286
[2] https://fa.mouood.com/92523/news/social-policy
[3] https://iqna.ir/fa/news/4018876/