تواجد الاستعمار الفرنسي الجديد في إفريقيا

فبرایر 16, 2023 - 07:25
تواجد الاستعمار الفرنسي الجديد في إفريقيا

وعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال حملته الانتخابية لعام 2017 بسياسة جديدة بشأن أفريقية. وتشير هذه السياسة الفرنسية الجديدة إلى أن باريس لن تكون متدخلة، بل ستصبح شريكًا استراتيجيًا لأفريقيا لتطوير العلاقات على أساس المساواة. لكن ماكرون لم يفِ بوعده.

عانت حكومة ماكرون إخفاقات كبيرة في إفريقيا لا سيما في مكافحة الإرهاب والمجالات السياسية والاقتصادية. نتيجة لذلك أعربت المستعمرات الفرنسية السابقة التي عانت لسنوات في ظل السياسات الاستعمارية القديمة والجديدة لفرنسا عن استيائها من خلال الاحتجاجات والانقلابات المناهضة لفرنسا.

على سبيل المثال كان فشل العقيد بول هنري سانداوجو ديميبا في مكافحة الإرهاب والسياسات الفاشلة له سبب الانقلاب في بوركينا فاسو في سبتمبر الماضي.[1]

أدى التراجع التدريجي لفرنسا في إفريقيا إلى سعي هذه الدولة إلى تغيير هيكل نفوذها واعتماد سياسة الاستغلال الحديث لمواطنيها السابقين، ومن أهم الإجراءات في هذا المجال السيطرة الاقتصادية التي تتمتع بها الحكومة الفرنسية على معظم أجزاء غرب ووسط أفريقيا. إن الفرنك الغرب الإفريقي والفرنك المركزي لإفريقيا والمعروفان معًا باسم فرنك CFA (الفرنك المجتمع المالي) وهما مرتبطان اليوم باليورو. لكنهم اعتادوا أن يكونوا مرتبطين بالفرنك، ولهذا السبب تُظهر فرنسا وحدها قوتها النسبية أمامه، فرنسا لديها تاريخ في خفض قيمة فرنك CFA مقابل الفرنك الفرنسي حتى تتمكن من زيادة القوة الشرائية لفرنسا بشكل مصطنع مقابل مستعمراتها السابقة. وطالما بقي فرنك CFA يمكن للحكومة الفرنسية شراء الموارد الطبيعية بأسعار منخفضة جدًا لا تتوفر في أي مكان آخر في السوق العالمية وهذا هو السبب في أنه من الضروري لفرنسا الحفاظ على فرنك CFA.[2]

إن تغيير السياسة في طريقة استغلال إفريقيا لا يقتصر على فرض نوع المال في هذه الدول فقد حاولت فرنسا خلال الفترة الاستعمارية وحتى بعد انتهائها رسميًا الحفاظ على نفوذها وهيمنتها في مختلف الجوانب وتقويتها. إن الأداة التي يستخدمها هذا البلد لمواصلة هيمنته السياسية والاقتصادية والثقافية هي أداة الثقافة والإعلام. وبهذه الطريقة تمكنت فرنسا من توسيع نفوذها لا سيما في جوانب مثل النظام القانوني والنظام السياسي واللغة والسياحة.[3]

وعليه انطلقت إذاعة فرنسا الدولية عام 1931 بإشراف وزارة الخارجية الفرنسية وتبث برامج بعشرين لغة بميزانية تبلغ ثلاثمائة مليون يورو ولديها برامج على مدار 24 ساعة في ثلاثين دولة أفريقية ناطقة بالفرنسية. تقوم هذه الوسائط في الواقع بتوجيه تداول المعلومات بناءً على سياسات ومصالح الحكومة الفرنسية. تبث قناة Canal + الفضائية أيضًا برامج في البلدان التي تكون فيها الفرنسية هي اللغة الأولى أو الثانية أو الثالثة وتدير الرأي العام عن طريق إزالة وسائل الإعلام الوطنية والمحلية. وكالة فرانس برس هي مؤسسة أخرى تخدم الإمبراطورية الفرنسية الاستعمارية الجديدة والتي توفر مواد لوسائل الإعلام وخلاصات الأخبار المكتوبة بست لغات من أنحاء العالم. [4]

مرضیه شریفی


[1] https://www.aa.com.tr/en/africa/3-questions-russia-france-compete-for-influence-in-africa/2783980

[2] https://phillipian.net/2022/12/08/french-economic-neocolonialism-in-west-and-central-africa/

[3] https://www.iichs.ir/fa/article/24453/

[4] https://economic.mfa.ir/portal/newsview/606738