تعاون الدول الإسلامية من أجل حل قضية فلسطين

تعتبر منظمة التعاون الإسلامي ثاني منظمة دولية بعد الأمم المتحدة حيث تضم 57 عضوا من الدول الإسلامية المنتشرة في أربع قارات العالم، والتي تأسست عام 1969 لتكون الصوت الجماعي للعالم الإسلامي وضمانة من أجل حمايتهم ودعم مصالحهم، ومن المعروف أنها تعزز السلام والوئام الدولي بين مختلف شعوب العالم.

مارس 25, 2024 - 07:01
تعاون الدول الإسلامية من أجل حل قضية فلسطين
تعاون الدول الإسلامية من أجل حل قضية فلسطين

تعتبر منظمة التعاون الإسلامي ثاني منظمة دولية بعد الأمم المتحدة حيث تضم 57 عضوا من الدول الإسلامية المنتشرة في أربع قارات العالم، والتي تأسست عام 1969 لتكون الصوت الجماعي للعالم الإسلامي وضمانة من أجل حمايتهم ودعم مصالحهم، ومن المعروف أنها تعزز السلام والوئام الدولي بين مختلف شعوب العالم.

بدأ قادة الدول الإسلامية عملية إنشاء منظمة التعاون الإسلامي في عام 1969 بهدف تعزيز التضامن بين الدول الإسلامية لدعم فلسطين وغيرها من الأراضي الإسلامية المحتلة. وباعتبارها أكبر مجتمع للدول الإسلامية، فإن هذه المنظمة هي المؤسسة الدينية الدولية الوحيدة في العالم التي تم تأسيسها بهدف التعاون المكثف بين الدول الأعضاء في المجالات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية. تتكون المنظمة من 57 دولة عضو رئيسية و5 دول أعضاء مراقبة، وبامتلاكها جزء كبير من احتياطيات العالم من النفط والغاز والمضائق والممرات المائية، وموارد مادية غنية، فإن لديها إمكانات عالية جدًا للتأثير على المعادلات العالمية.[1]إلا أنها، ولأسباب مختلفة، لم تتمكن من تحقيق أهدافها، خاصة في المجال الفلسطيني، وكانت هناك دائما خلافات بين أعضائها في هذا المجال.

بالنسبة لمسلمي العالم، فإن أرض فلسطين ودعم شعبها لها تعريف أيديولوجي. وفي قضية فلسطين، تمت دعوة المسلمين للوقوف في وجه الباطل والدفاع عن الحق. إن تجهيز وتقوية روح المقاومة لدى الفلسطينيين كان قادرا على تحويل هذه الروح إلى أيديولوجية.

لقد وقف نظام الاحتلال في القدس ضد عقيدة المقاومة بأعماله الإجرامية وانتهاكات حقوق الإنسان، وكل جهوده هي لتحييد المقاومة ومنع توسعها. لأن هذه الأيديولوجية، إذا انتشرت يمكنها أن توحد مسلمي المنطقة ضد نظام المحتل وتضمن هزيمتهم في فلسطين.

في الآونة الأخيرة، بعد حرب 7 أكتوبر، أصبحت ضرورة التعاون بين الدول الإسلامية في القضية الفلسطينية أكثر وضوحا. لأنه و خلال هذه الفترة قام بارتكاب مخالفات وإجراءات عديدة وجديدة مناهضة لحقوق الإنسان ليس لها سابقة في تاريخ العالم من حيث التدمير والتخريب، وطالبت كل شعوب العالم وليس المسلمين فقط، بل أيضا الرأي العام العالمي بكل دين وعقيدة ورأي ثارت وطالبت ضد النظام الإجرامي الإسرائيلي، بمعاقبة ومنع أعمال هذا النظام الدموية. وفي مثل هذا الوضع، تستطيع منظمة التعاون الإسلامي أن تحل القضية الفلسطينية بقوة، وأن تركز قوتها وإمكاناتها فقط من أجل هذه القضية لتكون هناك وحدة ضرورية بين أعضائها .

بعد 7 أكتوبر، عقدت منظمة التعاون الإسلامي اجتماعاً استثنائياً للجنتها التنفيذية على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء في جدة بالمملكة العربية السعودية، لاستعراض تطورات الوضع في غزة في 18 أكتوبر 2023 . وبعد ذلك أصدرت في 26 شباط/فبراير 2024 بياناً شفهياً باسم هذه المنظمة أمام محكمة لاهاي الدولية،  أظهرت فيه جرائم النظام الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة.

كما عقدت منظمة التعاون الإسلامي، يوم الثلاثاء 15 مارس/آذار، اجتماعا طارئا لوزراء خارجية الدول الإسلامية في جدة لاستعراض الوضع في غزة. وفي هذا الاجتماع، قدمت جمهورية إيران الإسلامية ستة مقترحات عملية. [2]وهي تستحق النظر على الشكل التالي:

1. طرد النظام الإسرائيلي من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومنع عضويته في المؤسسات الأخرى وهذا إجراء ضروري جداً.

 2. من الضروري الوقف الفوري لجرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب، وسحب قوات النظام الإسرائيلي من خارج قطاع غزة، وإرسال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى جميع مناطق قطاع غزة، دون قيد أو شرط، وبشكل مستمر وفوري.

 3. علينا جميعا أن نحاول توفير أماكن إقامة مؤقتة لأولئك الذين فقدوا منازلهم في أقرب وقت ممكن.

 4. من الضروري إنشاء وتجهيز المستشفيات والمراكز الطبية في كافة أنحاء قطاع غزة.

5. ينبغي أن تتوفر إمكانية نقل المصابين الذين يعانون من إصابات خطيرة وحالات متدهورة، وخاصة الأطفال والنساء، على الفور إلى خارج فلسطين لتلقي المزيد من العلاج.

 6. وكإجراء عاجل وملموس، من الضروري إعادة فتح معبر رفح بالكامل في أقرب وقت ممكن بمساعدة الأمين العام للأمم المتحدة ودعم مصر من أجل توفير الظروف اللازمة لحياة الناس في غزة .[3]

إن هذه المقترحات هامة جداً لأنها ذكّرت العالم بحقوق الشعب الفلسطيني من وجهات نظر مختلفة. إحداها طرد النظام الصهيوني من الأمم المتحدة، وهذا الموضوع مهم لأنه ينسجم مع عدم الاعتراف بهذا النظام على المستوى العالمي كنظام مجرم اغتصب واحتل أرض الشعب الفلسطيني. والمسألة الأخرى هي وقف الحرب ووقف إطلاق النار ومقترحات إعادة إعمار غزة. أحد أسباب إصرار حماس على وقف دائم لإطلاق النار هو أنه في حالة انتهاك وقف إطلاق النار، فمن الممكن أن يقوم النظام الصهيوني بمهاجمة غزة مرة أخرى. وبالنظر إلى أن أحد شروط حماس بعد وقف إطلاق النار هو إعادة إعمار غزة بشرط عدم تكرار اعتداءات النظام الصهيوني على غزة بعد إعادة الإعمار، فإن لهذا الموضوع أهمية خاصة.

ومع انتهاء الحرب وانتهاء عدوان النظام الصهيوني وكسر الحصار المفروض على غزة، يعود الناس إلى منازلهم، لذا فمن الطبيعي أن تكون هناك حاجة ملحة إلى مزيد من الإجراءات والضوابط. وحتى لو لم يتمكن أهل غزة من مغادرة غزة، لكن مع كسر الحصار، وفتح الحدود، ووصول المساعدات والمجموعات التطوعية وتوصيل شحنات المساعدات الإنسانية إلى غزة، ووصول المهندسين لإعادة بناء غزة، سيتم تقليل العديد من مشاكلهم.[4] وبغض النظر عما إذا كانت هذه المقترحات مقبولة ومنفذة من قبل الدول الإسلامية، فإن القضية الأهم هي أن تأثير هذه المقترحات على الرأي العام في الدول الإسلامية يمكن أن يخلق أجواء في هذه الدول تجعل قادتها تخرج عن التصريحات المعادية والسلبية في مواقفها، وسنرى قريباً المزيد من الإجراءات العملية والفعالة من جانب الدول الإسلامية لحل القضية الفلسطينية وإنهاء حرب غزة.

حکیمه زعیم باشی


1.        سید حسن موسوی اصل و سید احمد طباطبائی (1399)، «رویکرد سازمان همکاری اسلامی؛ از روی گردانی تا توجه به حقوق بشر» نشريه علمي مطالعات حقوقي معاصر، سال يازدهم، شماره بیست و يکم.

2.        https://www.irna.ir/news/85409496

3.        https://mfa.gov.ir/portal/newsview/741095

4.        https://fa.alalam.ir/news/6825013/