رئيس الوزراء في آخر أيامه !
قبل نحو عام ونصف، عندما كان رئيس الوزراء السابق لهذا النظام، نفتالي بينيت، يقضي الأيام الأخيرة من رئاسته للوزراء، كتب بيانا بعنوان "رسالة إلى سكان إسرائيل الصامتين". وأشار في هذه الرسالة إلى مراجعة أداء حكومته ومخاطر وعواقب عودة نتنياهو وحاشيته إلى السلطة. يشير نفتالي بينيت في هذه الرسالة إلى المخاطر المقبلة بسبب احتمال عودة نتنياهو إلى الحكم، ويشير إلى أن هناك خطر ألا تشهد إسرائيل الذكرى الثمانين لتأسيسها.
قبل نحو عام ونصف، عندما كان رئيس الوزراء السابق لهذا النظام، نفتالي بينيت، يقضي الأيام الأخيرة من رئاسته للوزراء، كتب بيانا بعنوان "رسالة إلى سكان إسرائيل الصامتين". وأشار في هذه الرسالة إلى مراجعة أداء حكومته ومخاطر وعواقب عودة نتنياهو وحاشيته إلى السلطة. يشير نفتالي بينيت في هذه الرسالة إلى المخاطر المقبلة بسبب احتمال عودة نتنياهو إلى الحكم، ويشير إلى أن هناك خطر ألا تشهد إسرائيل الذكرى الثمانين لتأسيسها. حيث كتب نفتالي بينيت في مقدمة هذه الرسالة:
"على مر التاريخ، كان لليهود مرتين دولة مستقلة وموحدة في هذه الأرض. في البداية كانت هناك دولة يهودية لمدة 80 عامًا، ثم تفككت بسبب الصراعات الداخلية. وفي المرة الثانية استمر الحكم اليهودي لمدة 77 عامًا تقريبًا، ثم بسبب الصراعات الداخلية تم تدمير حكمها على يد الرومان. إسرائيل هي الفترة الثالثة من الحكم اليهودي. والآن دخلت إسرائيل عامها الخامس والسبعين. إننا جميعا نواجه اختبار ما إذا كنا سننجح كدولة مستقلة وموحدة من الوصول للذكرى الثمانين، أم أننا سنفشل مرة أخرى بسبب الصراعات الداخلية؟
وأخيراً، بعد أشهر قليلة، تولى نتنياهو منصبه وشكل الحكومة الأكثر تطرفاً في النظام الصهيوني، وهي حكومة تتألف من أحزاب يمينية متطرفة وعنصرية لا ترى إلا مصالحها الخاصة. ومع بداية العام الميلادي الجديد بدأت حكومة نتنياهو عملها، وقبل أن تعلن بداية عملها رسمياً شرعت هذه الحكومة الأكثر تطرفا في تاريخ النظام الصهيوني بطرح خطة مثيرة للجدل تسمى الإصلاحات القضائية و وضعها على طاولة النقاش. وكان نتنياهو يبحث عن عدة أشياء في هذه الخطة. حل قضاياه القانونية قانونيا، وتحييد قوة الجهاز القضائي ضد البنية السياسية وزيادة قوته وصلاحياته ليصبح رئيساَ في منصب رئيس الوزراء. ورغم الاحتجاجات القوية والواسعة النطاق والتحذيرات المتكررة والمستمرة له من قبل خصومه ومنتقديه بشأن مغبة الموافقة على هذه الخطة، أصرت حكومة نتنياهو على المصادقة الكاملة على هذه الخطة لمدة عشرة أشهر كاملة. وخلال عشرة أشهر، شهدت الأراضي المحتلة صراعاً وتوتراً وصراعاً سياسياً بين الحكومة وحركة المعارضة، وكانت المظاهرات ضد حكومة نتنياهو تجري كل أسبوع في فلسطين المحتلة. وكانت إحدى نتائج هذه الخطة حدوث شرخ في البنية العسكرية والأمنية للكيان الصهيوني. وهدد العديد من قوات الاحتياط وضباط النظام الصهيوني، الذين عارضوا تصرفات حكومة نتنياهو، بالاستقالة وعدم المشاركة في عمليات الجيش. وكانت القضية واسعة النطاق لدرجة أن البيت الأبيض تدخل في الشؤون الداخلية للكيان الصهيوني وانتقد نتنياهو.
كما أن حكومة نتنياهو المتطرفة والعنصرية، بالتزامن مع التصرفات التي أدت إلى زيادة الخلافات الداخلية، أشعلت مشهد الصراع مع العرب الفلسطينيين لدرجة أن الصهاينة تكبدوا أكبر عدد من الضحايا في عام 2023. بسبب العمليات الاستشهادية للفلسطينيين، بعد أن بدأوا بالإنتفاضة الثانية.
وفي عشرة أشهر، أوصل نتنياهو وضع الصهاينة إلى مكانة غير مسبوقة في تاريخ النظام الصهيوني البالغ من العمر 70 عاما. وفي الوقت الذي بلغت فيه التوترات ذروتها وانقسم المجتمع الصهيوني إلى قسمين بسبب أنانية نتنياهو، وبلغ الصراع والعنف بين العرب ذروته، و وقعت حادثة عظيمة لم يتوقعها أحد.
في صباح يوم 7 أكتوبر 2023، اليوم الأكثر سوادًا في تاريخ النظام الصهيوني. حاولت قوات المقاومة الفلسطينية في غزة، في عملية مبتكرة ومفاجئة، الدخول إلى الأراضي المحتلة، ومن خلال مهاجمة المواقع العسكرية الصهيونية، قتلت عدداً من المحتلين، وقتلت عدداً كبيراً من الصهاينة، بينهم عدد من الجنود. وتم الاستيلاء على تلك المواقع وكان تأثير قوى المقاومة على النظام الصهيوني ساحقًا ومفاجئًا وقاتلًا لدرجة أن الصهاينة حتى اليوم الأول لم يعرفوا ما حدث وكيف يجب أن يتصرفوا. وكانت الصور ومقاطع الفيديو المنشورة للضربات المتتالية التي تلقاها النظام الصهيوني قد فاجأت السلطات السياسية والعسكرية لهذا النظام.
ورغم أن هذه الحرب تقترب من يومها العشرين ولم تنته بعد، لتبدأ الحسابات الداخلية للصهاينة في العثور على المذنب الرئيسي لهذه الهزيمة النكراء، إلا أن الصهاينة وجهوا أصابع الاتهام والاحتجاج نحو نتنياهو منذ البداية.
في الوقت الحالي، نتنياهو غير قادر حتى على إدارة مشهد الحرب، باستثناء القصف الأعمى لأهل غزة وقتل المدنيين، الأمر الذي جعل العالم بأكمله يدينه، ولم يحقق شيئًا عمليًا ولم يضعف قوة حماس أيضاً، ونتنياهو يعلم ذلك جيدا، فلن تؤدي هذه القضية إلا إلى مستقبل مظلم وبشع بالنسبة له.
أظهرت نتائج الاستطلاع الأخير الذي نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية أن 75% من سكان الأراضي المحتلة يحمّلون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مسؤولية الفشل في 7 أكتوبر. وفي وقت سابق، تحدثت وسائل إعلام صهيونية عن خلافات بين رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو وجيش هذا النظام وعدم القدرة على اتخاذ قرار بشأن الهجوم البري على غزة.
أعلن نداف إيال، المحلل في صحيفة يديعوت أحرنوت الصهيونية، أنه بعد 16 يوما من الحرب، ما زال رئيس وزراء الكيان الصهيوني غير مستيقظ، وحكومته تدار الآن دون استراتيجية واضحة. وقال إن إدارة حكومة نتنياهو سيئة ولا توجد قيادة حكيمة فيها.
وعندما خطط نتنياهو لاستخدام سلطته وصلاحياته لجعل الجهاز القضائي غير فعال وإغلاق قضاياه من أجل التخلص منها وتحويل نفسه إلى قوة بلا منازع في النظام الصهيوني، ربما لم يخطر بباله قط أنه بمثل هذه الضربة القاتلة من المقاومة، سيتم تدمير جميع خططه. والآن لا تزال قضاياه أمام المحاكم مفتوحة ومن غير المرجح أن تثار خطة الإصلاح القضائي بين الصهاينة، لأنه بعد انتهاء الحرب ستبدأ تصفية الحسابات الداخلية في الأراضي المحتلة، ولا شك أن أول وأكبر ضحية لهذا الفشل الفاضح، سيكون بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الذي سينهي حياته السياسية بالخزي والعار.
https://www.mashreghnews.ir/news/1428390
https://www.irna.ir/news/85268020/%DB%B7%DB%B5-