تداعيات إقالة كيفن مكارثي رئيس مجلس النواب الأمريكي

دخلت الولايات المتحدة الأميركية أياماً متوترة ليس من المعلوم متى ستخرج منها؛ وقد أدت التوترات داخل الحزب إلى حدث غير مسبوق على الساحة السياسية في أمريكا، بحيث يمكن أن يؤدي إلى تعتيم وتعقيد المشهد السياسي لهذا البلد لفترة طويلة.

اکتوبر 10, 2023 - 08:07
تداعيات إقالة كيفن مكارثي رئيس مجلس النواب الأمريكي
تداعيات إقالة كيفن مكارثي رئيس مجلس النواب الأمريكي

دخلت الولايات المتحدة الأميركية أياماً متوترة ليس من المعلوم متى ستخرج منها؛ وقد أدت التوترات داخل الحزب إلى حدث غير مسبوق على الساحة السياسية في أمريكا، بحيث يمكن أن يؤدي إلى تعتيم وتعقيد المشهد السياسي لهذا البلد لفترة طويلة.

في يوم الثلاثاء 3 أكتوبر 2023، ولأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، تمت إقالة رئيس مجلس النواب من قبل أعضاء هذا المجلس. وكان كيفن مكارثي الممثل الجمهوري لولاية كاليفورنيا في مجلس النواب ورئيس هذا المجلس، حيث أطيح به من رئاسة المجلس بسبب تعاونه مع الديمقراطيين لمنع تعطيل حكومة بايدن التي تريد تمرير مشروع قانون تمويل الحكومة الفدرالية الذي لم يوافق عليه زملائه الجمهوريين.[1]

تصاعد التوتر والأزمة السياسية في الولايات المتحدة

يبدو أن تعاون مكارثي مع الديمقراطيين أنقذ الحكومة الفيدرالية من الإغلاق لفترة قصيرة، لكن إقالته تسببت في دخول الولايات المتحدة في أزمة سياسية داخلية أخرى. وبما أن رئيس مجلس النواب في الولايات المتحدة هو أعلى مسؤول سياسي في هذا البلد بعد الرئيس ونائبه، وفي حالة وفاة الاثنين أو استقالتهما يصبح هو الرئيس. إن التصويت على إقالة كيفن مكارثي يظهر الضعف السياسي والتوترات داخل الحزب بين الجمهوريين هي التي جعلت من الصعب عليهم إدارة الكونجرس بفعالية. ومن ناحية أخرى، فإن إقالة مكارثي تعطل العملية التشريعية في مجلس النواب، لأنه إذا لم يتمكن الكونجرس من تمديد تمويل الحكومة الفدرالية حتى 26 نوفمبر، فسيتم إغلاق الحكومة الأمريكية. [2]

بعد إقالة مكارثي، ماذا سيكون مصير المساعدات الأميركية لأوكرانيا؟

حذر مسؤولون بريطانيون وحلف شمال الأطلسي الأسبوع الماضي من أن ذخيرة الجيش المجهزة لإرسالها إلى أوكرانيا ستنفذ ودعوا الدول الأعضاء في الحلف إلى زيادة إنتاجها "لإبقاء أوكرانيا في القتال ضد الغزاة الروس". [3]

وفي ظل هذه الظروف، تزامنت تحذيرات مسؤولي حلف شمال الأطلسي مع الوضع الفوضوي في الكابيتول هيل، ولهذا السبب فإن مصير المساعدات الأميركية لأوكرانيا في الحرب مع روسيا يعتمد الآن إلى حد كبير على رئيس مجلس النواب القادم، الذي يجب عليه أن يكون قائداً لحزبٍ منقسمٍ بشده حول هذه القضية المثيرة للجدل. ومن المقرر أن ينتخب الجمهوريون رئيس مجلس النواب في 11 أكتوبر، و المرجح أن يتم تعليق جميع الأنشطة التشريعية خلال تلك الفترة. ولا تزال مساعدة أوكرانيا في محاربة روسيا تحظى بدعم واسع النطاق في الكونجرس. بعض من تم ذكرهم كرؤساء مرشحين ومحتملين كزعيم الأغلبية في مجلس النواب ستيف سكاليز، حيث صوتوا الأسبوع الماضي على مشروع قانون تمويل أوكرانيا بقيمة 300 مليون دولار. ومع ذلك، صوت المتنافسون الآخرون على الرئاسة، مثل جيم جوردن، رئيس اللجنة القضائية بمجلس النواب ضد القرار. قال جوردن يوم الخميس إنه سيمنع تقديم مساعدات جديدة لأوكرانيا إذا تم انتخابه رئيسا. وشدد مات جيتس، الزعيم الجمهوري الذي أطاح بمكارثي، على أن غالبية الجمهوريين في مجلس النواب صوتوا ضد مشروع قانون المساعدات لأوكرانيا الأسبوع الماضي. وكانت كل هذه المناورات السياسية الداخلية سبباً في تغذية مخاوف حلفاء أوكرانيا من أن الدعم الأميركي للمجهود الحربي بدأ يتراجع. [4]

خلاصة الكلام

إن إقالة رئيس مجلس النواب في وضع تم فيه تقويض الاستقرار في الولايات المتحدة يزيد من تعريض البلاد للفوضى والإرتباك أكثر من أي وقت مضى، في حين لم يبق سوى عام واحد قبل الانتخابات الرئاسية والأوضاع الراهنة تشتدُ حدةُ الانقسام فيها بين القطبين في الولايات المتحدة لدرجة أن الحزبين تنازعا مع بعضهما البعض حتى في القضايا الاقتصادية بالإضافة للمسائل السياسة والأمنية مما أدى إلى خيبة أمل الشعب الأمريكي من كلا الحزبين. [5]

 مرضیه شریفی

[1] https://www.mashreghnews.ir/news/1532767/

[2] https://jahanesanat.ir/402006/

[3] https://ecoiran.com/107/46442/

[4] https://ecoiran.com/107/46472

[5] https://kayhan.ir/fa/news/274247/