تحديات ترامب في انتخابات 2024

ضمن أول تجمع انتخابي له وبعد نجاته من محاولة الاغتيال، واصل دونالد ترامب توجيه سهام انتقاداته نحو الديمقراطيين ونظامهم الأمني المعطّل. محاولاته السابقة ودعواته لتوحيد الصف الوطني بعد حادثة إطلاق النار على كامالا تلاشت. وفي خطبه الانتخابية التالية ظهر برباط رأس ملفوف، واستمر في توجيه هجمات حادة ضد بايدن وهاريس.

Aug 31, 2024 - 08:16
تحديات ترامب في انتخابات 2024

ضمن أول تجمع انتخابي له وبعد نجاته من محاولة الاغتيال، واصل دونالد ترامب توجيه سهام انتقاداته نحو الديمقراطيين ونظامهم الأمني المعطّل. محاولاته السابقة ودعواته لتوحيد الصف الوطني بعد حادثة إطلاق النار على كامالا تلاشت. وفي خطبه الانتخابية التالية ظهر برباط رأس ملفوف، واستمر في توجيه هجمات حادة ضد بايدن وهاريس. بين آلاف المناصرين في وان أندل، قال: "المنافسون والديمقراطيون دائماً يقولون إنني تهديد للديمقراطية؛ ماذا فعلت للديمقراطية؟ الأسبوع الماضي تلقيت رصاصة من أجل الديمقراطية!"[1]

وقد شهدت إجراءات الأمن في آخر اللقاءات الشعبية لترامب تغييرات ملحوظة، ومع ذلك أصر هو وفريقه الانتخابي على إجراء الحملة الانتخابية في الهواء الطلق. في الوقت نفسه كانت القوات الشرطية وعناصر الأمن حاضرة بشكل ملحوظ ومتزايد. وفقاً لاستطلاع رأي أجرته شركة ريدفيلد وويليتون R&W))، كان ترامب يتصدر في الولايات الحاسمة مثل أريزونا وفلوريدا وجورجيا وميشيغان ونيفادا وكارولاينا الشمالية وبنسلفانيا وويسكونسن، قبل استقالة بايدن.

استناداً إلى الرسم البياني أعلاه الذي تم إعداده في 26 يوليو (5 تموز) وفقاً لأحدث استطلاعات الرأي الوطنية، فإن الفارق بين ترامب وهاريس على مستوى البلاد هو 2%، حيث يتقدم ترامب 48% مقابل 46% لهاريس. 

يظل مؤيدو ترامب، الذين لديهم تاريخ من الهجوم على مبنى الكونغرس بعد انتخابات 2020، مخلصين له، ويملك ترامب دعماً شعبياً أقوى وأكثر ثباتاً مقارنةً بهاريس وبايدن. الغالبية العظمى من الناخبين الجمهوريين هم من البيض، على الرغم من أن هذا التوازن قد تغير مؤخراً مع تزايد انتماء بعض اللاتينيين والأفارقة الأمريكيين للحزب. من بين كل عشرة ناخبين جمهوريين، يظل ثمانية (79%) منهم من البيض غير اللاتينيين، وهو انخفاض مقارنةً بـ 93% تقريبًا قبل عقدين. ومع ذلك تكوّن نسبة الناخبين اللاتينيين والأفارقة الأمريكيين والآسيويين معًا نسبة ضئيلة جداً من الناخبين الجمهوريين (15% مقابل 39%) مقارنةً بالناخبين الديمقراطيين (كما هو موضح في الرسم البياني المقابل).[2]

وفقاً لاستطلاع 11 مؤسسة ومنظمة وطنية في الولايات المتحدة، منذ المناظرة الكارثية بين بايدن وترامب وحتى إعلان هاريس كأفضل خيار بديل لبيدين في الانتخابات، لا يزال دونالد ترامب يتقدم على هاريس والديمقراطيين بنسبة 1.5%. [3]ويعتقد كثيرون في الحزب الديمقراطي أن هاريس تستطيع إنشاء حملة انتخابية أقوى في مواجهة ترامب مقارنةً ببايدن، وتجديد الطابع التاريخي للديمقراطيين في ما يعتبرونه "دفاعاً عن الديمقراطية". وما زالت استطلاعات الرأي تظهر تقلبات كبيرة حول وضع هاريس، بينما يظل الشيء الثابت هو تقدم ترامب بنسبة 1 إلى 2%

ورغم ذلك يواجه ترامب تحديات سنتناول بعضها في ما يلي:

1. دونالد ترامب، بصفته رئيس الجمهورية السابق للولايات المتحدة، يواجه أربع قضايا قانونية، بما في ذلك المحكمة الحالية في نيويورك التي تنظر في اتهامات تزوير السجلات التجارية. وقد اعتُبر ترامب مجرماً في 34 حالة من قبل هيئة المحلفين في مانهاتن، وهو أول رئيس سابق يُدان علنًا. جاء ذلك بعد الأضرار في القضايا المدنية التي تم فيها تغريمه بأكثر من نصف مليار دولار.[4] وعلى الرغم من أن هذه القضايا لا تهم مؤيديه، إلا أن بعض الاستطلاعات تشير إلى أنه إذا تم الحكم عليه في أي من هذه القضايا، فلن يصوت له عدد كبير من الناس.

2. لا يحتل ترامب مكانة كبيرة بين الشباب والمناصرين لما يسمى بالديمقراطية الأمريكية. فهو معارض لحق الإجهاض وحقوق المثليين، مثل حق الزواج. لهجته ولهجة نائبه جي دي فنس تجاه النساء تقليدية ومُحافظة، وليس لديه إيمان كبير بأمريكا متعددة الثقافات والمهاجرين.[5] وهذا الأمر سيؤدي إلى تقليص قاعدته الانتخابية بين النساء والمهاجرين والأشخاص الملونين.

3. تبقى حوالي ثلاثة أشهر حتى الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة؛ لكن ترامب الذي لديه فرصة أكبر للفوز في هذه الانتخابات مقارنةً بجو بايدن، يستعد لدخول تحديات السياسة الخارجية الأمريكية. تعتبر حرب أوكرانيا واحدة من أهم هذه التحديات، وقد وعد ترامب بأنه إذا فاز في انتخابات نوفمبر، فسيضع حدًا لهذه الحرب. مؤخرًا، ومع ترشحه الرسمي من قبل الحزب الجمهوري، أجرى ترامب محادثات مع فلاديمير زيلينسكي، رئيس أوكرانيا وأشار زيلينسكي إلى أن الطرفين اتفقا على "اجتماع مباشر" لمناقشة خطوات السلام المستدام مع روسيا؛ ومع هذا فإن فوز ترامب قد يزيد من احتمالية تقليل المساعدات العسكرية والمالية من واشنطن إلى كييف.

4. كانت هاريس، على غرار بايدن داعمة قانونية وواسعة النطاق لتوسيع التأمين الصحي الشامل المعروف بمشروع "أوباما كير"، إلا أن ترامب والجمهوريين بشكل عام يعتبرون هذا المشروع ضارًا بالاقتصاد الأمريكي وفي أفضل الأحوال يطالبون بتعديله.

5. ترامب، مثل أي جمهوري آخر هو مؤيد لتقليص الضرائب وخاصة ضريبة الصناعة ورجال الأعمال الكبار وهو الأمر الذي يواجه معارضة شديدة من الطبقة الوسطى. بشكل عام يمكن القول إنه نظرًا لأن المجتمع الأمريكي عادةً ما لا يمر بتقلبات شديدة وحماسية في عتبة الانتخابات، وعلى مر الزمن يبقى صوت وقاعدة كل من الحزبين ثابتة وغير قابلة للتغيير. تشمل الولايات المتأرجحة مثل جورجيا وميشيغان ونيفادا وويسكونسن وأريزونا وبنسلفانيا وتحدد مصير الانتخابات الرئاسية وحتى موعد إعداد التقرير الحالي، ووفقًا لنتائج استطلاع مؤسستي وكليّة إمرسون يتقدم ترامب في هذه الولايات بفارق ضئيل عن هاريس.

 حکیمه زعیم باشی


[1]. https://www.nytimes.com/2024/07/20/us/politics/trump-vance-michigan.html?action=click&pgtype=Article&state=default&module=styln-elections-footer&region=BELOW_MAIN_CONTENT&context=Footer%20Promo%20Module

 

[2]. https://www.pewresearch.org/short-reads/2024/07/12/10-facts-about-republicans-in-the-us/sr_24-07-12_republicans_1/

 

[3]. https://www.axios.com/2024/07/22/trump-harris-polls-2024-election

 

[4]. https://www.theatlantic.com/ideas/archive/2024/07/donald-trump-legal-cases-charges/675531/

 

[5]. https://www.pewresearch.org/politics/2024/06/06/cultural-issues-and-the-2024-election/