بداية فصل جديد في العلاقات بين دمشق والقاهرة
أكثر من 12 عامًا مرت على بداية الأزمة في سورية والهجمات المتزايدة من المحور الغربي-العربي على دمشق، ولكن اليوم ومع تحقيق الانتصارات والإنجازات القيمة لقوات المقاومة السورية، أعربت الدول العربية عن تعازيها ومواساتها للحكومة في دمشق بعد الزلزال العنيف الذي حدث في هذا البلد والذي تسبب في كارثة إنسانية. وتتطلع تلك الدول لبدء فصل جديد في علاقاتها الدبلوماسية مع الحكومة السورية. في غضون ذلك فإن استئناف العلاقات بين القاهرة ودمشق مهم للغاية، لأن جدية مواقف مصر تجاه سورية ورسالة المجتمع الدولي بأن القاهرة حازمة في مواقفها تجاه دمشق تدل على حدوث تغيرات في المنطقة. [1]
لماذا انقطعت العلاقة بين مصر وسورية
تزامنت بداية الأزمة السورية في (15آذار2015م ) مع وصول حكم الإخوان في مصر و كانت مصر من الدول الداعمة للمعارضة السورية أو الإرهابيين، و قد أيد "محمد مرسي" رسميًا وعلنيًا إرسال الإرهابيين المتطرفين والتكفيريين من مصر إلى سورية للإطاحة بنظام الرئيس"بشار الأسد"، ومن أجل ذلك اجتمع مع المعارضين وأجرى خطاباً معهم في ملعب كبير في القاهرة وألقى كلمة أمامهم و رفع علم المعارضة السورية وأصدر دعوة للقتال ضد الرئيس بشار. مع الإطاحة بحكومة الإخوان المسلمين و"محمد مرسي" تغير نهج الحكومة المصرية الجديدة، التي كانت في صراع مع الإخوان والإسلاميين. وبدأت الاتصالات الأمنية بين البلدين وفتحت السفارة المصرية في دمشق ممثلية لها إلا أن العلاقات بين البلدين لم تعد إلى ما كانت عليه قبل بداية الأزمة في سورية. [2]
كيف عادت العلاقات بين القاهرة ودمشق؟
لعل زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى دمشق وهي أول زيارة لوزير مصري إلى سورية منذ 2011، كانت بمثابة نقطة تحول واضحة لتطور مسار العلاقات السورية المصرية في المستقبل. وها قد وصل وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى القاهرة يوم السبت بدعوة من نظيره المصري بعد أقل من شهر على زيارة سامح شكري لدمشق. وبحسب التقارير المنشورة فقد جرت خلال اجتماع وزيري خارجية مصر وسورية مناقشات حول تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والتطورات في المنطقة والعالم. [3]
هذه هي الزيارة الأولى لرئيس السلك الدبلوماسي السوري إلى مصر منذ سنوات عديدة. وفي هذا الصدد أعلنت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية نقلاً عن مصادر أن مصر وسورية تجريان مفاوضات لاستئناف العلاقات الدبلوماسية وعقد لقاء محتمل بين رئيسي البلدين نهاية الشهر الجاري. وبحسب هذه الصحيفة قد يجتمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس السوري بشار الأسد في أواخر أبريل بعد شهر رمضان، لكن لم يتم تحديد موعد ومكان هذا الاجتماع بعد. من جهة أخرى أفادت وكالة "رويترز" للأنباء الأحد نقلاً عن مصادر سعودية أن سلطات الرياض تدرس دعوة الرئيس بشار الأسد للمشاركة في اجتماع لقمة القادة العرب الذي سيعقد في التاسع عشر من شهر مايو (أيار) وهذا يمكن أن يعزز التوقعات في مايخص عودة دمشق إلى أحضان الدول العربية بعد أكثر من عقد من تعليق عضويتها في جامعة الدول العربية. [4]
فاطمة نجفي
[1] https://www.newarab.com/analysis/after-earthquake-new-chapter-egypt-syria-ties
[2] https://www.irna.ir/news/84524144/
[3] https://kayhan.ir/fa/news/262293/
[4] https://syrianobserver.com/news/82397/egypt-syria-ties-why-cairo-decided-to-clarify-position-on-damascus-now.html