النهج الغربي اتجاه الأزمة في أوكرانيا
لم يمضِ وقت طويل على دخول الأزمة في أوكرانيا عامها الأول. وخلال الفترة التي وقعت فيها أوكرانيا في الحرب، ندد الاتحاد الأوروبي وشركاؤه مرارًا وتكرارًا بالعمليات العسكرية الخاصة لروسيا على أراضي أوكرانيا وزادوا من نار هذه الحرب بإجراءات عديدة وحظر ومصادرة ممتلكات روسية. إن إرسال أسلحة عسكرية إلى أوكرانيا ليس سوى جزء من الإجراءات التدخلية التي يمارسها الغرب اتجاه أزمة أوكرانيا.
بالإضافة إلى الإجراءات التدخلية التي حدثت تم صدور قرارات بشأن أوكرانيا أظهرت كيف يمكن أن يكون للغرب معياراً مزدوجًا وعنصريًا، لأنه بعد الحرب مباشرة كانت ردة فعل الاتحاد الأوروبي سريعة على هذه القضية، حيث أظهروا كل الدعم لكييف ولضحايا الحرب لديهم. الدول الأوروبية التي وصفت لقبول اللاجئين الأفغان والعراقيين والسوريين بـ "أزمة الهجرة" نفسها فتحت ذراعيها لتدفق سيل من ملايين اللاجئين الأوكرانيين وسط مشاكل سياسية واقتصادية. وشمل هذا الدعم مساعدات إنسانية مباشرة لفتح الباب أمام اللاجئين الأوكرانيين.
فعّلَ الاتحاد الأوروبي آلية الحماية المؤقتة لأول مرة في تاريخه. آلية تستند إلى القوانين التي تم وضعها للمساعدة في إدارة التدفق الجماعي للأوكرانيين إلى دول الاتحاد الأوروبي. بالتوازي مع ذلك سرعان ما بدأت المفوضية الأوروبية التنسيق مع دول الاتحاد الأوروبي لجمع المعلومات حول وضع هؤلاء الأشخاص من أجل منع الاتجار بالبشر.
وفقًا لآخر الإحصاءات التي نشرتها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR)) في 29 نوفمبر 2022 ، فإن لكل دولة أوروبية حصة من استضافة اللاجئين الأوكرانيين. حيث حين احتلت بولندا المركز الأول بأكثر من مليون و 500 ألف نسمة وجاءت ألمانيا في المرتبة الثانية بأكثر من مليون نسمة ، وجاءت جمهورية التشيك في المرتبة الثالثة بعدد 463 ألف نسمة.[1]
نقل ناجين من داعش إلى أوكرانيا
على الرغم من مزاعم محاربة داعش، قام الغرب والولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا بنقل من تبقى من هذه الجماعة الإرهابية إلى أوكرانيا خلال الحرب لمحاربة روسيا وفي هذا الصدد، أكد رياض حداد سفير سورية لدى روسيا منذ وقت ليس ببعيد أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة وبالتعاون مع تركيا سينقل إرهابيي جماعتي داعش والنصرة إلى أوكرانيا. وأكد: لم نفاجأ بنقل مسلحي داعش وجبهة النصرة من إدلب إلى أوكرانيا من قبل أمريكا والغرب وتركيا ، لأن هذه الجماعات رغم اختلاف أسمائها هي أدوات يستخدمها الغرب ضد دول مسالمة. [2]
من يجب أن يحاكم على ارتكاب جرائم الحرب؟
يزعم القادة الغربيون أن فلاديمير بوتين رئيس روسيا يجب أن يحاكم لارتكابه جرائم حرب. في هذا الشأن وافقت مجموعة الدول السبع مؤخرًا على إنشاء شبكة لتنسيق التحقيقات في جرائم الحرب كجزء من جهود التحقيق في الجرائم المشتبه بها في أوكرانيا. [3]
تسبب تبني الغرب لمثل هذا النهج في إثارة العديد من الأسئلة وخاصة هذا السؤال: لماذا أطلقت الحكومة الأمريكية والدول الأوروبية بعد بدء الحرب في أوكرانيا حملة إعلامية وسياسية واسعة تركز على دعم أوكرانيا في حربها مع روسيا. وقد خصصوا مساعدات مالية وسلاحية كبيرة في هذا المجال، لكنهم من الناحية العملية لماذا لم يعيروا أي اهتمام لأكثر من سبعة عقود من دعوات الشعب الفلسطيني ومطالباتهم العالم الغربي للحد من انتهاك النظام لحقوقهم بشكل واسع؟
قضية تشير في جوهرها إلى هذه النقطة الأساسية والمركزية وهي أن أساس تكون سلوك الدول الغربية فيما يتعلق بالقضايا الدولية المختلفة لا يحقق العدالة ولا المعايير الأخلاقية والإنسانية، ولكن فقط موجه نحو الربح والسعي لتحقيق أهدافهم الخاصة، و الشعارات الإنسانية مجرد غطاء لهم لإخفاء أهدافهم الحقيقية ونواياهم السيئة. [4]
فاطمه نجفی
[1] https://www.mehrnews.com/news/5669309/
[2] https://www.mehrnews.com/news/5530489/
[3] https://www.irna.ir/news/84957656/
[4] https://www.javanonline.ir/fa/news/1142601/