الظروف المعيشية الصعبة للمهاجرين في المملكة المتحدة

في الأعوام الأخيرة، واجهت إنجلترا تحدياً خطيراً يتمثل في تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين من مناطق مثل غرب آسيا أو شمال أفريقيا. ويقوم المهاجرون الذين سئموا ظروف الحرب والفقر والبطالة بمغادرة بلدانهم لأنهم يأملون في العثور على حياة أفضل.

فبرایر 17, 2024 - 07:24
الظروف المعيشية الصعبة للمهاجرين في المملكة المتحدة
الظروف المعيشية الصعبة للمهاجرين في المملكة المتحدة

في الأعوام الأخيرة، واجهت إنجلترا تحدياً خطيراً يتمثل في تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين من مناطق مثل غرب آسيا أو شمال أفريقيا. ويقوم المهاجرون الذين سئموا ظروف الحرب والفقر والبطالة بمغادرة بلدانهم لأنهم يأملون في العثور على حياة أفضل.

تشديد قوانين مكافحة الهجرة ومصير اللاجئين المجهول

أصبح الوضع المعيشي لطالبي اللجوء والمهاجرين في إنجلترا كابوسًا مروعًا بسبب سياسات وإجراءات مكافحة الهجرة التي تتخذها البلاد، والذي يؤدي إلى فترات انتظار طويلة مجهولة المصير؛ إن فترات الانتظار الطويلة هذه، والتي يشار إليها أيضًا بالتعذيب، لها عواقب وخيمة على الصحة العقلية لطالبي اللجوء والمهاجرين.

وفي هذا السياق، صرح مدير السياسات والشؤون العامة بمؤسسة خيرية لحقوق المهاجرين: يقضي العديد من المهاجرين وطالبي اللجوء ما لا يقل عن 18 شهرًا في انتظار معالجة قضاياهم؛ ولا يزال أكثر من 100 ألف شخص ينتظرون الرأي النهائي في قضيتهم.

كما قال محامٍ ناشط في مجال حقوق المهاجرين وطالبي اللجوء: هناك تأخيرات كثيرة في التعامل مع قضايا المهاجرين وطالبي اللجوء؛ تعامل بريطانيا طالبي اللجوء والمهاجرين مثل الحيوانات.

يقول منتقدو اساليب الهجرة في بريطانيا إن هذا البلد يضع الآلاف من طالبي اللجوء والمهاجرين في كابوس مجهول المصير وطويل الأمد بسبب سياساته المناهضة للهجرة. [1]

ما هي التحديات التي تنتظر اللاجئين؟

إذا تمكن المهاجرون من الوصول إلى إنجلترا والتغلب على صعوبات الطريق الذي قطعوه، فلن يكونوا في مأمن من التحديات التي تنتظرهم. واحدة من أهم المشاكل التي يواجهها المهاجرون هي عدم وجود مأوى ومكان للعيش فيه. وفي هذا الشأن، قال مدير إحدى المنظمات الناشطة في مجال حقوق اللاجئين في إنجلترا: إن آلاف اللاجئين يضطرون إلى النوم في الشوارع هذا الشتاء، كما أن الطلب على السكن المؤقت وصل إلى أعلى مستوياته.

كما أن الحكومة البريطانية، بحسب تقرير هذه المؤسسات، تقوم بطرد اللاجئين من الملاجئ الخاصة دون إعلامهم وتقديم الدعم الكافي لهم، مما يجعلهم بلا مأوى.

أعلن الصليب الأحمر البريطاني مؤخرًا أن عدد الأشخاص الحاصلين على حق اللجوء في المملكة المتحدة والذين أصبحوا معدمين قد تضاعف منذ بداية الصيف هذا العام. [2]

الأطفال المهاجرون معرضون لمشاكل كبيرة

كشفت صحيفة الغارديان في تقرير حصري أن الأطفال الذين يصلون إلى بريطانيا على متن قوارب صغيرة يتم إرسالهم إلى سجون مرتكبي الجرائم الجنسية البالغين.

وبحسب تقرير هذه الصحيفة البريطانية، أفاد مركز حقوق الإنسان للقاصرين أنه تم التعرف على العديد من حالات المهاجرين الأطفال غير الشرعيين الذين تم إرسالهم إلى سجن ألمي كينت وتم وضعهم بين سجناء مرتكبي الجرائم الجنسية البالغين. [3]

الخطة الجديدة للحكومة البريطانية لاحتواء طالبي اللجوء

استغلت الحكومة البريطانية خوف الناس المتزايد من انعدام الأمن المالي خلال أزمة غلاء المعيشة حيث يعتبر المهاجرين سببا في فقدان الخدمات العامة، ولذلك نفذت إجراءات صارمة ضد اللاجئين. إن الخطة البريطانية لنقل طالبي اللجوء إلى سجن بيبي العائم في ستوكهولم وخطة ترحيلهم إلى رواندا ما هي إلا بداية سياسة الهجرة البريطانية. [4]

عدم تقبل الحكومة البريطانية لعواقب الحرب

يتم تبني سياسات الحكومة البريطانية المناهضة للهجرة في حالٍ يحاول فيه مئات الآلاف من اللاجئين الوصول إلى أوروبا بهدف الهروب من العنف وعدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الناجم عن التدخل الغربي في غرب آسيا وشمال أفريقيا. في عام 2015 وفي أعقاب حروب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في العراق وسورية وليبيا وأفغانستان، تدفق نحو مليون و300 ألف لاجئ من هذه الدول إلى الدول الأوروبية. وفي مثل هذا الوضع، فإن الحكومات الغربية، وخاصة الحكومة البريطانية، في تعاملها مع ظاهرة الهجرة القسرية وأزمة اللاجئين، بدلاً من قبول عواقب شنهم للحروب في العالم، اتجهت إلى سياسات مناهضة للهجرة وتبرئة نفسها من المسؤولية. [5]

 مرضیه شریفی

 

 [1] https://www.mizanonline.ir/fa/news/4759314/

[2] https://www.mizanonline.ir/fa/news/4746934/

[3] https://irannewspaper.ir/8267/4/66889

[4] https://www.mizanonline.ir/fa/news/4757585

[5]https://www.debatingeurope.eu/2017/06/08/