الأمن هو المحور الرئيسي للدبلوماسية في الحكومة الثالثة عشرة
الأمن هو المحور الرئيسي للدبلوماسية في الحكومة الثالثة عشرة
بعد سنتين من تولي الحكومة ال 13 مهامها، من المهم إلقاء نظرة على أداء الجهاز الدبلوماسي في السياسة الخارجية للبلاد كادأةٍ للتعامل مع الدول فيما يخص السياسة الخارجية والدولية.
بعد الإنتخابات الرئاسية لعام 2021م في إيران، كان جهاز الدولة المعني بالسياسة الخارجية، والذي ورث مشاكل كبيرة كالعقوبات الأمريكية والحصار المفروض على إيران بالإضافة إلى العلاقات المتوترة مع الدول في منطقة غرب آسيا والعلاقات الباردة مع الدول المجاورة، بحاجة إلى تدابير وإجراءات مفيدة لحل هذه القضايا. مع تقييم الحاجات والأولويات التي أقرها جهاز السياسة الخارجية في البلاد، كان إيجاد حل لقضية خطة العمل الشاملة المشتركة والعقوبات الدولية على رأس القضايا التي تم التركيز عليها، وتم قضاء حوالي عام في التفاوض مع الأطراف الغربية، وفي نهاية المطاف في سبتمبر 2022م ، قوبلت المفاوضات بالصمت التام من قبل جميع الأطراف، بعد هذا التاريخ أعطت الحكومة الثالثة عشرة الأولوية لملفات السياسة الخارجية الأخرى للبلاد.
الملف السعودي: تسبب تنفيذ حكم الإعدام بحق "الشيخ النمر" في السعودية إلى اغلاق سفارتي البلدين، وبعدها جاءت الحرب السعودية في اليمن حيث وصلت العلاقات بين الدولتين الى اسوأ مستوى لها. بعد 5 سنوات، عادت العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها في الماضي و استطاعت إيران تحقيق السلام مع هذه الدولة المؤثرة في المنطقة بوساطة صينية، وبمرور الوقت عادت الدول التي قطعت علاقاتها مع إيران بسبب السعودية إلى حضن طهران. المنافسة الإقليمية التي لطاما كانت إحدى القضايا الرئيسية لدول هذه المنطقة في غرب آسيا، بدأت تظهر عند تلك الدول وتدعو إلى تعزيز علاقتها مع إيران حتى لا تتخلف عن السعودية 1.
الملف المصري: خلال الأربعين عامًا الماضية، لم يكن لدى إيران أي علاقات مع مصر، ولكن بسبب تحسن العلاقات مع السعودية حالياً في صدد عودة العلاقات الطبيعية مع مصر وسيتم الإعلان عنها بشكل رسمي 2 بمجرد وصولها إلى المستوى الذي يريده البلدان. إن تحسين العلاقات مع دول مثل مصر والسعودية سيكون له آثار إيجابية على القضية الفلسطينية، وهو خط أحمر بالنسبة لإيران، وسيكمل عملية تطويق و محاصرة النظام الإسرائيلي.
بناءً على التفاهمات مع مصر والسعودية ، خرجت سورية، حليفة إيران في غرب آسيا، من تحت ضغط شامل فُرضَ من قبل معظم الدول العربية، واستطاعت أن تثبت علاقتها مع هذه الدول 3، إن تحسين العلاقة مع الدول العربية يمكن أن يوفر رأس المال اللازم لإعادة إعمار سورية، وسيشهد هذا البلد السلام والتقدم بعد عشر سنوات من الحرب. كما إن لهذه العملية فائدة كبيرة لتقوية حزب الله في لبنان أيضًا.
ملف دول آسيا الوسطى : تطورت العلاقات مع دول آسيا الوسطى ، والتي كانت علاقات باردة في ظل الحكومات السابقة، وذلك من خلال الزيارات والاتصالات التي قامت بها الحكومة الثالثة عشر مع هذه الدول 4 (طاجيكستان ، تركمانستان ، أوزبكستان) وأدى سداد الديون المتراكمة من الحكومات السابقة لهذه الدول إلى التوافق وتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية على نطاق واسع مع جيران إيران الشماليين. بالنسبة للدور المستقبلي لإيران، التي ستكون في قلب أكثر الممرات حساسية في العالم، كان القيام بتحسين العلاقات مع الجيران الشماليين أحد أهم أولويات البلاد، وهو ما عملت عليه فعلياً الحكومة 13.
نفوذ إيران الواسع في أمريكا اللاتينية وأفريقيا: إن النفوذ الواسع لإيران في أمريكا اللاتينية وأفريقيا، والذي ترافق مع زيارة رئيس البلاد ابراهيم رئيسي برفقة رجال الأعمال والسياسيين الإيرانيين، وأدت أيضا إلى اتفاقيات أساسية وشاملة، وإلى تحسين مستوى العلاقات مع إيران والتي كانت منسية ومهمشة مع القارتين ذات التأثير المهم في المعادلات الدولية المستقبلية. 5 وإنجاز ومتابعة توسيع وتنفيذ تلك الاتفاقيات، هو واحدة من الخطط الرئيسية للسياسة الخارجية الإيرانية 6 والتراجع والتخلف الحاصل في السنوات الأخيرة لابدّ أن يتابع بجدية بالتوازي مع هذا التغيير في سكة الحكومة الإيرانية لتحقيق النتائج التي ترجوها إيران وتعمل على إنجازها.
تعزيز العلاقة مع الشرق لتنظيم العلاقة مع الغرب؛ في السنوات الأخيرة تسبب التركيز المتطرف للعلاقة مع الغرب في خلق جوٍ مضربٍ ومحبط على مستوى تحسين العلاقة بين إيران و دول الشرق، حيث يزعمون أن إيران قد نسيت أصدقاءها خلال أوقاتهم الصعبة عند تحسن العلاقة مع الغرب. وقد استخدمت هذه الجملة مراراً وتكراراً من قبل سلطات الصين وروسيا و...الخ. وقد تمكنت الحكومة 13 بتركيزها على برامج السياسة الخارجية المتوازنة للبلاد، من تحويل العلاقة الضعيفة مع الشرق في نهاية عام 2021م إلى علاقة عميقة و واسعة في عام 2023م. 7
الخلاصة، نتائج السياسة الخارجية للحكومة الثالثة عشرة على مدى عامين: إن إحدى المشاكل التي كانت إيران تعاني منها دائمًا في السياسة الدولية هي النطاق الواسع للدول المعادية لها، والتي كانت تزداد دائماً بسبب استفزازات الدول الغربية، ولكن التعامل بذكاء والقيام باجراءات ايجابية في الحكومة الثالثة عشر، بدأ النطاق المذكور سابقاً في الإنخفاض وتقلص عددهم يوما بعد يوم. استطاعت الحكومة الثالثة عشرة أن ترسي قواعد الأمن الدولي وتوصله إلى ذروته بنجاح علاقاتها مع الدول، وهو أحد العوامل الرئيسية لتقدم أي دولة ويعتبرُ هذا الانتصار إنجاز لإيران وحلفائها.
1. https://www.arabnews.com/node/2268301
2. https://responsiblestatecraft.org/2023/06/02/egypt-and-irans-path-to-rapprochement/
3. https://www.aljazeera.com/news/2023/3/14/analysis-iran-eases-its-regional-isolation-with-saudi-deal
4. https://www.specialeurasia.com/2022/09/07/iran-interests-central-asia/
5. https://www.atlanticcouncil.org/blogs/iransource/when-it-comes-to-great-power-competition-in-africa-one-equation-is-missing-iran/
6. https://www.realinstitutoelcano.org/en/analyses/outside-players-in-latin-america-ii-iran-ari/
7. https://www.mei.edu/publications/diagnosing-irans-emerging-pivot-toward-russia-and-china