أزمة جديدة في الجيش الأمريكي تهدد أمنها القومي

أزمة جديدة في الجيش الأمريكي تهدد أمنها القومي

يوليو 29, 2023 - 15:06
أزمة جديدة في الجيش الأمريكي تهدد أمنها القومي
أزمة جديدة في الجيش الأمريكي تهدد أمنها القومي

لقد أدى الضعف التدريجي للمبادىء الوطنية في الغرب، وأمريكا على وجه الخصوص، إلى عدم شعور عدد كبير من مواطني هذا البلد بمشاعر خاصة تجاه وطنهم واعتباره مكانًا لإقامتهم فقط.

في الواقع إن مفهوم "المواطنة" من وجهة نظر العالم الغربي، والذي يحدد حقوقًا والتزامات معينة للمواطنين، قد تم إضعافه إلى حد كبير، على الأقل في المجتمع الأمريكي، والناس ليسوا على استعداد للقيام بتضحيات من أجل وطنهم. [1]

وفي هذا الشأن، طُرح سؤال العام الماضي على المواطنين الأمريكيين وهو: هل هم مستعدون للدفاع عن بلادهم في حال وقوع هجوم أجنبي على الأراضي الأمريكية؟ النقطة المثيرة للاهتمام هي أن 7٪ أجابوا بـ "لا أعرف" و 38٪ قالوا بحزم "لا" لن يفعلوا مثل هذا الشيء وسوف يفرون من الولايات المتحدة ويذهبون إلى المكسيك أو كندا أو أي دولة أخرى. [2]

عدم الشعور بالوطنية وعدم الإنتماء للبلاد ليس فقط للمواطنين العاديين في هذا البلد فحسب، و وفقًا لآخر الأخبار التي تم نشرها، فإن "انعدام الشعور بالوطنية" بين الجنود الأمريكيين يتزايد بشكل مفاجئ أيضاً. وفي هذا الصدد قامت شبكة إخبارية أمريكية بتحليل أبعاد أزمة خطيرة في الجيش الأمريكي في تقرير مفصل مستشهدة بملاحظات ميدانية وتصريحات خبراء هذا البلد وأعلنت عن "انعدام الشعور بالوطنية" بين الجنود الأمريكيين.

"كأن الأزمات الداخلية والتحديات الخارجية لا تكفي لخلق أزمة أخرى، تهدد الأمن القومي للولايات المتحدة"، هذه هي العبارات التي عبرت عنها مذيعة سكاي نيوز العربية نتيجة البحث الميداني وتصريحات الخبراء. أزمة جديدة وقديمة بالطبع ركزت عليها وسائل الإعلام الأجنبية. إن إحجام الأمريكيين عن الخدمة في الجيش بمعنى آخر، الانخفاض الملحوظ في الشعور العام بالوطنية بين مواطني هذا البلد، له عواقب على نظام البلاد، كما واجه الجيش انخفاضًا خطيرًا في عدد المتقدمين للخدمة. [3]

نشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية تقريرًا عن الوضع الحالي لجيش البلاد، جاء فيه أن عدد القوات المسلحة في تناقص بسبب نقص عدد القوات المنتسبة الجديدة، ومعظم الجنود الجدد هم من أبناء الجنود الأمريكيين.

كتبت هذه الصحيفة أن هذا الموضوع أصبح أزمة تضاف إلى أزمة وزارة الدفاع (البنتاغون) في تجنيد قوات جديدة وإعداد الجيش الأمريكي. [4]

لكن لماذا هرب الكثير من الشباب من الخدمة في الجيش الأمريكي؟ وفي هذا السياق، قالت امرأة سوداء في مقابلة مع مراسل سكاي نيوز: "يجب البحث عن السبب في المفهوم الحديث للقومية في أمريكا، وكذلك حالة العرق والميول السياسية وما يعود إلى هذه القضايا. " وأضاف: "بمجرد انضمامك للجيش تشعر أنك محاصر فيه ولا مجال للفرار منه. وليس من السهل الخروج من الجيش الأمريكي.[5]

أدى "الافتقار بالشعور الوطني" بين العسكريين الأمريكيين والمواطنين في هذا البلد وقلة اهتمام الشباب بالإلتحاق بالجيش إلى إحداث تصنيف جديد لـ "قوة جيش الولايات المتحدة"، حيث أظهر أن أمريكا ضعفت بشكل متزايد على مر السنين وهي معرضة لخطر عدم القدرة على الرد على التهديدات التي تضر بمصالحها الوطنية. بينما يواجه الجيش الأمريكي أزمة توظيف وتعزيز لقوات جديدة في هذه الأيام، ويعتقد الخبراء أن هذه الأزمة ستزداد حدة في السنوات المقبلة وسيواجه الجيش الأمريكي أزمة أعمق تتمثل في الحفاظ على القوات المتبقية في الجيش. وسبب الحرص على بقاء القوات المتبقية هو أنه في الوقت الذي فشلت فيه جهود استقطاب قوات جديدة ، فإن القوات التي لا تزال ترتدي الزي العسكري تضطر لتحمل المزيد من الواجبات بسبب نقص عدد القوات. ونتيجة لذلك، تواجه القوات الموجودة حاليا في الجيش عملاً مفرطاً ومضاعفاً، وسيؤدي هذا الموضوع إلى تقليص الخدمات العسكرية الأمريكية عن غير قصد وبشكل هدّام. [6]

 مرضیه شریفی

[1] https://www.alef.ir/news/4011012046

[2] https://www.jahannews.com/report/825173/

[3] https://akharinkhabar.ir/world/9679039

[4] https://www.isna.ir/news/1402042818499

[5] https://kayhan.ir/fa/news/269529

[6] https://www.farsnews.ir/news/14010726000849/