10 شهداء في الضفة الغربية معظمهم في مخيم طولكرم
في اليوم الـ 39 للحرب على الشعب الفلسطيني عمقت قوات الاحتلال الإسرائيلي جرائمها في الضفة الغربية حيث قتلت 10 أغلبهم في مدينة طولكرم في عدوان دموي يعتبر الأوسع على مخيمات المدينة حيث تواصل على مدى 15 ساعة جرّفت خلاله الشوارع ودمرت البنية التحتية، وسط اشتباكات مسلحة عنيفة خاضها مقاومون.
في اليوم الـ 39 للحرب على الشعب الفلسطيني عمقت قوات الاحتلال الإسرائيلي جرائمها في الضفة الغربية حيث قتلت 10 أغلبهم في مدينة طولكرم في عدوان دموي يعتبر الأوسع على مخيمات المدينة حيث تواصل على مدى 15 ساعة جرّفت خلاله الشوارع ودمرت البنية التحتية، وسط اشتباكات مسلحة عنيفة خاضها مقاومون.
واستمرت عملية اقتحام واسعة ومدمرة لمخيم طولكرم، منذ مساء يوم الاثنين، وحتى ظهيرة أمس الثلاثاء، أي حوالي 15 ساعة، أوقعت 7 شهداء فيما أصيب 14 آخرون، بينهم 4 في وضع حرج، حسب إعلان وزارة الصحة الفلسطينية.
والشهداء هم: عبد معارك جربان (33 عاما)، وسعيد سلمان أبو طاحون (22 عاما)، وجهاد خالد غانم (25 عاما)، ومصعب عمر الغول (21 عاما)، وحازم محمد حصري (28 عاما)، ومحمود علي حدايدة (25 عاما)، ووليد مصيعي (26 عاما).
وجرت الاستعانة بتعزيزات عسكرية وجرّافة، وتم تشر قناصة في عدة بنايات داخل المخيم. كما حلقت طائرات مسيّرة على ارتفاع منخفض، إحداها استهدفت حارة الغانم ما أوقع 3 إصابات حرجة، وصلت إلى مستشفى ثابت الحكومي. وتم تدمير الشوارع والبنية التحتية في حارة المقاطعة، كذلك، دمر الشارع قرب مفرق أبو صفية.
إعطاب 3 آليات
وأفادت مصادر محلية باندلاع اشتباكات مسلحة بين مقاومين وجيش الاحتلال، تخللها إلقاء قنابل محلية الصنع. وقالت كتائب شهداء الأقصى – الرد السريع، إنها تمكنت من إعطاب 3 آليات عسكرية بأنواعها المختلفة واستهداف جرّافة عسكرية بعبوة مدمرة من نوع “الجهاد” مما تسبب في أحداث أضرار جسيمة لها. وأكدت، في بيان صحافي وقوع إصابات في صفوف جنود الاحتلال.
ومنع جنود إسرائيليون، سيارات الإسعاف من دخول المخيم، وقاموا باعتراضها وإعاقة عملها عبر إيقافها وتفتيشها تفتيشا دقيقا، قبل أن تتمكن من الوصول إلى الإصابات ونقلها إلى المستشفى. واعتقلوا المصاب مدحت أبو عمشة.
وقامت جرّافة مجنزرة بتجريف شارع المدارس عند مدخل المخيم، وتخريب البنى التحتية فيه، في الوقت الذي اقتحم فيه جنود الاحتلال عددا من منازل المواطنين في المنطقة، واعتلوا أسطحها، وسط إطلاقها الأعيرة النارية. كما دمرت جرّافة جانبا من شارع جامعة القدس المفتوحة في المدينة والقريب من المخيم.
وحوصر مخيم طولكرم عبر نشر دوريات راجلة ومحمولة على كل مداخله، إضافة إلى أحياء مدينة طولكرم المؤدية إلى المخيم، وتحديدا شارعي نابلس والمسلخ، والحيين الشرقي والشمالي، وشارع المقاطعة، وشارع جامعة القدس المفتوحة، ودواري شويكة واكتابا، وأطراف ضاحية ذنابة الملاصقة للمخيم. وأعلن جيش الاحتلال، منع التجول في مخيم طولكرم والمناطق المحيطة به من المدينة، وألقى منشورات تهديد، فيما هدمت جرّافاته نصب أقواس العودة على مدخل المخيم الشمالي، بالإضافة إلى تجريف وتفجير قاعة العودة القريبة من الأقواس، وتدمير البنية التحتية للمخيم عبر تجريف شوارعه وأزقته ومنشآته. وأصيب عشرات المواطنين بالاختناق بالغاز السام الذي أطلقته قوات إسرائيلية في ساحات مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي في مدينة طولكرم. كما استهدفت مجموعة من الصحافيين بقنابل الصوت في شارع جامعة القدس المفتوحة في المدينة.
وأفادت وزارة الصحة باختناق العديد من المرضى والطواقم الطبية، فيما دارت مواجهات عنيفة بين الشبان وجنود الاحتلال الذين أطلقوا الأعيرة النارية وقنابل الغاز السام بكثافة. وتم هدم النصبين التذكارين للشهيدين حمزة خريوش وسامر الشافعي في حي مربعة حنون في مخيم طولكرم.
ويعتبر هذا الاقتحام الثاني للمخيم خلال أسبوع، الذي شهد اغتيال قوات خاصة أربعة شبان، وإصابة ستة مواطنين، وتخريب البنى التحتية لشوارعه وأزقته.
وأعلنت القوى الوطنية والإسلامية في طولكرم إضرابا شاملا لجميع مناحي الحياة تنديدا بجرائم ومجازر الاحتلال وحدادا على أرواح شهداء طولكرم.
ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي استشهد 34 فلسطينياً في محافظة طولكرم، و134 فلسطينيا في الضفة الغربية.
أما في الخليل فقد استشهد شاب متأثرا بجروحه برصاص قوات الاحتلال، قرب بلدة بيت عينون، شمال شرق الخليل. وكانت قوات الاحتلال، قد أطلقت النار الليلة الماضية، على الشاب محمد عبد المجيد الحلايقة (20 عاما)، وهو من بلدة الشيوخ، أثناء تواجده قرب مدخل بلدة بيت عينون، بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن، ومنعت طواقم الاسعاف من الاقتراب منه وتقديم العلاج له، وتركته ينزف على الأرض حتى ارتقى شهيدا، واحتجزت جثمانه لديها.
وفي مدينة جنين، أعلنت وزارة الصحة، عن استشهاد شاب متأثرا بجروح أصيب بها برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل أسبوعين في جنين. وقال مصادر طبية إن الشاب يامن كامل عتيق، من سكان الحي الشرقي في جنين استشهد متأثراً بإصابته في التاسع والعشرين من الشهر الماضي، خلال اقتحام قوات الاحتلال لجنين. وفي سياق مواز، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، عن استشهاد الأسير عبد الرحمن أحمد محمد مرعي (33 عاما) من بلدة قراوة بني حسان شمال غرب سلفيت. وأكدا أن المعتقل عبد الرحمن مرعي، في (مجدو)، استُشهد الإثنين، واعتبرت أن ما تعرض له جريمة اغتيال جديدة عن سبق إصرار، فلم يكتفِ الاحتلال باغتياله، بل رفض الكشف عن هويته، ووفقا لما أُبلغ به المحامي فإن الاحتلال سيقوم بتشريح جثمانه.
وباستشهاد الأسير مرعي ترتفع حصيلة الشهداء المعتقلين منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر إلى 5، بينهم شهيد من قطاع غزة لم تُعرف هويته بعد.
والأسير مرعي معتقل منذ 25/2/2023، ومتزوج وأب لأربعة أبناء، وهو شقيق الشهيد محمد مرعي.
وكان نادي الأسير، قد أعلن الخميس الماضي، أن المعتقلين في سجن “مجدو” الإسرائيلي، يتعرضون لتعذيب جسدي ولفظي وحرمان من مقومات الحياة، حسب شهادة أحد الأسرى المفرج عنهم مؤخراً من مجدو، الذي أكد أن سلطات الاحتلال تقوم بسحل المعتقلين وضربهم ضربا مبرحا.
وفي السياق ذاته واصلت قوات الاحتلال حملة الاعتقالات الليلية حيث اعتقلت 28 مواطنا من أنحاء متفرقة في الضفة الغربية.
جماهيريا، طالب مشاركون في وقفات إسناد للمعتقلين في سجون الاحتلال، نُظمت في مختلف محافظات الضفة، بضرورة الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في ظل الهجمة التي تشنها إدارة السجون الإسرائيلية ضدهم من قمع وإذلال وقتل، والتي أودت بحياة خمسة معتقلين منذ مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
ونُظمت الوقفات الإسنادية بدعوة من نادي الأسير الفلسطيني، وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، والقوى الوطنية، وأهالي المعتقلين، وممثلي النقابات والفعاليات، منددة بوحشية الاحتلال بحق المعتقلين وبحرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وعمليات الاغتيال والتدمير في الضفة الغربية.
وانتشر مقطع فيديو متداول في مواقع الأخبار والشبكات الإسرائيلية يظهر جنودا يجبرون أسرى فلسطينيين على الوقوف، وسماع النشيد الوطني الإسرائيلي “هتكفا”.
ويظهر الفيديو مجموعة من الأسرى في “البوسطة” حيث يتم نقلهم من أجل عرضهم على المحكمة الإسرائيلية إذ يقوم جنود بإجبارهم على الوقوف وهم معصوبو الأعين على الوقوف في حين يتم تشغيل النشيد الوطني الإسرائيلي.
وفي قرية عوريف جنوب نابلس، نفذ الاحتلال اقتحاما بأكثر من 20 مركبة عسكرية، القرية وداهم منزل عائلة الشهيد مهند شحادة، بعد محاصرته، ثم قامت بتفجيره.
واستشهد مهند شحادة (26 عاما) في 20 حزيران/يونيو الماضي، برصاص مستعمر على طريق رام الله – نابلس بالقرب من قرية اللبن الشرقية، كما استشهد ابن قريته خالد صباح (24 عاما) برصاص وحدة خاصة من جيش الاحتلال الإسرائيلي شمال طوباس.
وفي الخليل، دمر مستوطنون بحماية قوات الاحتلال، خطوط المياه في خربة “الثعلا” وأطلقوا أغنامهم في أراضي المواطنين في خربة قويويص في مسافر يطا، جنوب الخليل.
وأكد منسق اللجان الشعبية والوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في جنوب الخليل راتب الجبور أن مستوطنين من مستعمرة “كرمئيل” المقامة على أراضي المواطنين دمروا، بحماية قوات الاحتلال، خطوط المياه المؤدية إلى خربة الثعلا بمسافر يطا جنوب الخليل.
المستوطنون والتدمير
كما أطلق مستوطنون من “متسبي يائير” و”أفيجال” أغنامهم في مزارع المواطنين وأشجارهم بخربة قويويص، ودمروا السياج والأسلاك الشائكة المحيطة بأراضي المواطنين، وكسروا ما يزيد على 20 شجرة لوزيات تعود ملكيتها للمواطن جبرين موسى النعامين وأبناء إسماعيل سلمان النعامين.
كما اقتحم جنود الاحتلال قرية بيت عمرة غرب بلدة يطا جنوب الخليل، وفتشوا منازل عدد من المواطنين المملوكة لعائلتي دعيس ورشيد، وعبثوا بمحتوياتها.
واعتلى مستوطنون قمة “التل الأبيض” في منطقة حوارة شرق يطا جنوب الخليل. وفي نابلس، جرّفت آليات الاحتلال الإسرائيلي، عشرات الدونمات في قرية فروش بيت دجن، شرق نابلس. وقال رئيس مجلس القرية عازم حج محمد، إن آليات الاحتلال جرّفت عشرات الدونمات من أراضي المواطنين المحاذية لمستعمرة “الحمرا”، موضحا أن الاحتلال أصدر قرارا قبل سنوات بوضع اليد على هذه الدونمات. أما في بيت لحم، فأجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عائلة على مغادرة أرضها، واستولت على بركس لتربية الماشية في بلدة زعترة شرق بيت لحم.
وأفاد مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في محافظة بيت لحم، حسن بريجية بأن قوات الاحتلال أجبرت عائلة المواطن خليل عبد سليمان (61 عاما) المكونة من خمسة أفراد على مغادرة أرضها في منطقة “صوايا” في برية زعترة شرقا. وأضاف أن قوات الاحتلال فككت بركسا لتربية الماشية واستولت عليه إلى جانب زوايا حديدية وإسلاك شائكة في البلدة المذكورة. وأشار إلى أن المواطن سليمان يقطن في المنطقة المذكورة منذ 20 عاما، ويرعى أغنامه هناك، إذ تُعتبر مصدر رزق لأسرته.
المصدر: القدس العربي