وحدها المقاومة هي الجواب
وحدها المقاومة هي الجواب
في تاريخ 15 مايو 1948 م قام الصهاينة باحتلال أرض فلسطين وأسسوا لانعدام الأمن وعدم الاستقرار وانتشار الجريمة والاستعمار في المنطقة. وأطلق الفلسطينيون والدول الإقليمية على هذا اليوم "يوم النكبة" 1. يوم النكبة هو اليوم الذي أعلن فيه الكيان الصهيوني المزيف وجوده في فلسطين (يوم تأسيس نظام الاحتلال) واحتلال حوالي 80٪ من أراضي هذا البلد. في هذا اليوم حدثت عمليات تهجير قسري للشعب الفلسطيني ودخول يهود من جميع أنحاء العالم إلى الأراضي المحتلة مما أدى إلى استشهاد 531 فلسطينيًا وتشريد 85٪ من السكان الفلسطينيين.2
في 15 مايو من هذا العام (1402)، احتفلت الأمم المتحدة لأول مرة بصورة رسمية بالذكرى الخامسة والسبعين ليوم النكبة.3 حقيقة أنه بعد 75 عامًا، وعلى الرغم من ضغوط الكيان الصهيوني والولايات المتحدة والمشاورات المكثفة، فإن مثل هذا الحدث يحدث لأول مرة في أكبر منتدى عالمي هو بلا شك نتيجة مقاومة الشعب والجماعات الفلسطينية. بالإضافة إلى إضعاف الجبهة المعارضة، نجح موقف الفلسطينيين ضد المعتدي في إيصال الحقيقة إلى آذان العالم وتوعية العالم بجرائم الكيان الصهيوني. وفي مقابل نهج المقاومة يمكن اعتماد مقاربتين أخريين، وسندرس ارتباط كل منهما بقضية دعم فلسطين.
1- الاستسلام: هذا النهج لا يحتاج إلى الكثير من الشرح لأنه من المؤكد أنه إذا استسلم الشخص المظلوم للظالم وأطاع أوامره وتنازل عن حقوقه جملة وتفصيلاً ، فماذا يُنتظر منه و بمعنى آخر إذا كان أحدهم لا يهتم بنفسه فكيف يتوقع التعاطف من الآخرين ؟!
2- التسوية: بمعنى أن يتم الاتفاق بين الطرفين بالانسحاب من النزاع. الآن إذا كان أحد الخصوم ظالمًا متعديًا، في حالة المساومة معه فقد أعطيته حقًا سواء شاء أم أبى. لذلك فإن التسوية تعني أن يتخلى صاحب الحق عن جزء من حقوقه ، ويظهر الظالم والمتعدي كأنه هو صاحب الحق .
من البديهي والواضح وضوح الشمس أنه في هذا الشأن لم يكن للصهاينة الحق في احتلال الأرض الفلسطينية. لا يقصد بهذا النهج أن يكون بحرفيته ولكنه يعتبر نوعا من الاستسلام على أي حال. لذلك وبما أن النظام المتغطرس لم يستطع السيطرة الكاملة على الأرض الفلسطينية فقد تبنى مثل هذه الإستراتيجية في اتجاه الهدف نفسه وهو الهيمنة، ويحاول تعزيز هذا القول؛ في هذه الدعوى لكل طرف حقوق وعليه احترام حقوق الآخر! في غضون ذلك وللأسف يقوم بعض السياسيين الفلسطينيين على أرض العدو وينتهكون حقوق أبناء أرضهم بتقديم التنازلات له. ومن المثير للاهتمام أن التجربة أثبتت أن المتنازعين يذهبون إلى طاولة المفاوضات مع العدو بناءً على إنجازات مقاومة الشعب، وإلا فإنهم يرجعون خالي الوفاض. ومن المهم الإشارة إلى أن التعامل مع الطرف المتنازع يمكن أحيانًا اعتماده لكن ليس كمنهج عام وإنما كاستراتيجية تهدف إلى ضرب العدو وتأكيد حقوق الناس وهذا لا يعني التسوية.
ولا بد من الاعتراف بأن دولة فلسطين المقاومة أثبتت أن ردها على النهج الثاني هو دائما بالنفي. وقد قال المرشد الأعلى للثورة الإسلامية عن ذلك ؛ "إن مشكلة عملية المصالحة ليست فقط أنها تضفي الشرعية على النظام الغاصب بانتهاك حقوق الأمة، وهو خطأ كبير لا يغتفر، لكن المشكلة تكمن في عدم ارتباطها بالوضع الحالي للقضية الفلسطينية ولا تأخذ في الاعتبار الخصائص التوسعية والقمعية والتجريبية للصهاينة. لكن هذه الأمة باغتنامها الفرصة استطاعت إثبات زيف المطالبين بالحل الوسط، ونتيجة لذلك تم تكوين نوع من الإجماع الوطني حول الأساليب الصحيحة للنضال من أجل إعمال حقوق الفلسطينيين.4 وبحسب ما قيل سابقاً، فإن من أهم نتائج المقاربة الثانية (التسوية) أن العلاقة بين الظالم والمظلوم تتضاءل وتتدهور تدريجيًا في نظر الجمهور. بمعنى: إذا اتفقنا مع الظالم وأعطيناه حقًا فكيف نسمع أصوات المظلومين للعالم ؟!
لذلك فإن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تظهر العلاقة بين الظالم والمظلوم في نظر العالم هي مقاومة الظلم. إن الوقوف والصمود وهو نفسه عدم الخضوع والتسوية، وهو عمل له لغته الخاصة وهي واضحة بنفسه ويجعل الجميع على معرفة بنداء هيهات منا الذلة. وعندما يعلم المحتلون أن الطرف الآخر ليس شخصًا خاضعًا وضد الظلم، يكثفون جرائمهم أكثر من أي وقت مضى ويظهر الوجه الشرير للصهاينة. من ناحية أخرى يحاول الأشخاص الذين لم يستسلموا للإذلال، تقوية أنفسهم ضد العدو كي لا يكلفهم الأمر كثيراً في دفاعهم ضد المجرمين وثانيًا من خلال اكتساب أكبر قدر ممكن من القوة لعزل العدو. لذلك عدم الاستسلام والتسوية سيؤدي إلى ؛ 1- كشف وجه الطاغية والهجوم العالمي على الصهاينة ودعم فلسطين 2- التحرك نحو تقوية جبهة المقاومة وإضعاف نظام الاحتلال. يمكن اعتبار الحالتين الأخيرتين أهم العوامل الحاسمة لمستقبل فلسطين، لأنه مع تحقيق هاتين الحالتين سينهار النظام الصهيوني. والنتيجة أنه لا توجد طريقة أخرى لتدمير نظام الاحتلال إلا المقاومة بحسب قائد الثورة : "الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو المقاومة والنضال" 5 .
منابع
1. https://www.tabnak.ir/fa/news/1175431
2. https://iqna.ir/fa/news/4141243
3. https://www.irna.ir/news/85113654
4. https://farsi.khamenei.ir/newspart-index?tid=2662#63988
5. https://farsi.khamenei.ir/newspart-index?tid=2662#9265
