ثنائية أوكرانيا-غزة تحدي للمطالبين بحقوق الإنسان
لقد شهد العالم فظائع النظام الصهيوني وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني لأكثر من سبعة عقود. مع التأكيد على أن حقوق الشعب الفلسطيني لا تقبل المساومة والجدل، إلا أنه حتى الآن لم يتم اتخاذ أي ليالصمت والدفاع المخزي عن جرائم النظام الصهيوني من قبل هؤلاء المطالبين.
لقد شهد العالم فظائع النظام الصهيوني وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني لأكثر من سبعة عقود. مع التأكيد على أن حقوق الشعب الفلسطيني لا تقبل المساومة والجدل، إلا أنه حتى الآن لم يتم اتخاذ أي ليالصمت والدفاع المخزي عن جرائم النظام الصهيوني من قبل هؤلاء المطالبين. وعلى الرغم من لامبالاة المطالبين بحقوق الإنسان بالقضية الفلسطينية، إلا أن حركة المقاومة لم تستطع أن تتجاهل جرائم النظام الصهيوني وتبقى صامة أمام غطرسته، وعملياتها المخططة للدفاع المشروع عن حقوق الشعب الفلسطيني، أمر له أهمية كبيرة وخاصة بعد القيام بعملية طوفان الأقصى.
كان صباح يوم السبت 7 تشرين الأول/ أكتوبر عندما قصفت حماس الأراضي المحتلة في القدس بهجمات متتالية تحت اسم عملية طوفان الأقصى. عملية غير مسبوقة هزت العالم وتصدرت أخبار وسائل الإعلام العالمية. ولم يكن العالم، وخاصة الغرب، يتصور أنه سيشهد ذات يوم مثل هذه المقاومة من جانب محور المقاومة الفلسطينية. عملية مزقت عش العنكبوت وتمكنت من كسر القبة الحديدية التي اختبأ خلفها الكيان الصهيوني لعدة سنوات. [1]
إن مفاجأة النظام الصهيوني بهذه العملية تسببت في تدمير أسطورة أن هذا النظام لا يقهر، وبما أن هذا النظام لم يتمكن من مواجهة المقاومين وجهاً لوجه، فقد ارتكب جريمة بشعة بحق أهل غزة، كما فعل في الماضي.
غزة، التي تعتبر من أكثر مدن العالم كثافة سكانية، أصبحت الآن مسرحاً لواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وتزايدت المخاوف من تحول هذه الأزمة إلى كارثة بعد تصاعد جرائم النظام الصهيوني . ويعاني سكان غزة الآن من انقطاع المياه والكهرباء والغاز وعدم إمكانية الحصول على الغذاء والدواء في ظل قصف مقاتلي النظام الصهيوني بالأسلحة المحرمة والفتاكة. [2]
وفي ظل هذه الظروف، يدخل ضمير الغرب في سبات عميق لدرجة أن الدول المطالبة بحقوق الإنسان وقفت مرة أخرى إلى جانب النظام الصهيوني وبررت جرائمه القاتلة ضد الفلسطينيين، وهذه المرة أتخذوا سياسات انتهاك حقوق الإنسان بشكل أكثر وضوحاً و وقاحة، وحظروا التعاطف مع الفلسطينيين والتجمعات والتظاهرات الداعمة للشعب الفلسطيني. [3]
مفارقة حقوق الإنسان في الدول الغربية
لقد أثبتت مواقف السلطات الغربية المؤيدة للنظام الصهيوني مرة أخرى أن حقوق الإنسان ذات معايير مزدوجة بين المطالبين بها .على سبيل المثال نقارن الظاهرتين : الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت منذ أقل من عامين من تاريخ إعلانها، والحرب الفلسطينية، التي دمرت شعباً بأكمله وهو صاحب الحق منذ منتصف القرن العشرين أي ما يقارب أقل من قرن حتى تاريخ اليوم.
بعد حرب أوكرانيا، سرعان ما حول الناتو والدول الغربية دعمهم الشفهي لأوكرانيا إلى معدات ومساعدات مالية ودخلوا الجبهة ضد روسيا وفرضوا واحدة من أكبر العقوبات في العالم ضد روسيا، وأغرب جزء من هذه القصة، هو إدخال مظاهر من الأنشطة والفعاليات الشعبية في العالم مثل الرياضة والعلوم والفن وغيرها في العقوبات بسبب حرب الغرب ضد روسيا. [4]
ولكن على النقيض من هذه الأحداث، فإننا أمام أرض مظلومة أهملها العالم طوال العقود السبعة الماضية، فمثلاً بعد عملية طوفان الأقصى الناجحة، اصطف الإعلام الغربي مع السياسيين الغربيين وهم يحاولون مواساة "بنيامين نتنياهو"، رئيس وزراء النظام الصهيوني، بيان أن المقاومة الفلسطينية هي من بدأت بجولة جديدة من التعدي على هذا النظام في قطاع غزة، لكن الواقع هو أن الفلسطينيين تمكنوا من إعطاء الرد المناسب على جرائم النظام الصهيوني بعد زمن طويل من الظلم والغطرسة داخل هذا القطاع.
أما في الوقت الحاضر، ينام السياسيون والرأي العام في الغرب أمام ما يحدث لسكان غزة المحاصرين. حيث أن أكثر من مليوني شخص في غزة محرومون حتى من ضروريات الحياة نتيجة الحصار المفروض منذ أكثر من 15 عامًا. [5]
الغرب الذي أعطى لنفسه الحق في دعم الأوكرانيين لاستعادة أراضيهم واعتبر قتالهم ضد الروس حقا مشروعاً، الآن يواجه فلسطين ويصف تصرفات الفلسطينيين للدفاع عن أرضهم بـ"معاداة السامية". [6]
وبعيداً عن الجريمة التي تعيشها هذه الأيام والمعاناة التي تتحملها من العبء الثقيل للمجازر والإبادة الجماعية والجوع والحصار والقصف وما إلى ذلك، وفي وسط صمت المجتمع الدولي، فإن غزة مرآة تعكس المعايير المزدوجة وانتهاك حقوق الإنسان في الغرب، وأصبح لا أحد في العالم يشك في هذه القضية.
[1] https://www.hayat.ir/news/220757/
[2] https://www.isna.ir/news/1402072215336
[3] https://www.mizanonline.ir/fa/news/4739263/
[4] https://venezuela.mfa.gov.ir/portal/newsview/677895
[5] https://www.mizanonline.ir/fa/news/4738406/
[6] https://iqna.ir/fa/news/4175056/