موقف مصر بما يتعلق بمعبر رفح مقابل الكيان الصهيوني
لقد مر أكثر من 100 يوم على اجتياح النظام الصهيوني لغزة، ورغم كل الجرائم التي ارتكبها النظام ضد الشعب الفلسطيني خلال هذه الفترة، إلا أنه من المؤسف أن العديد من الحكومات أهملت واجباتها الإنسانية والأخلاقية ومن ضمنها الحكومة المصرية ومقرها القاهرة.
لقد مر أكثر من 100 يوم على اجتياح النظام الصهيوني لغزة، ورغم كل الجرائم التي ارتكبها النظام ضد الشعب الفلسطيني خلال هذه الفترة، إلا أنه من المؤسف أن العديد من الحكومات أهملت واجباتها الإنسانية والأخلاقية ومن ضمنها الحكومة المصرية ومقرها القاهرة.
خلال هذه الفترة، لعبت مختلف حكومات العالم دورًا مختلفاً في دعم أو إدانة العدوان الفاضح للنظام الصهيوني، وأمريكا هي أكبر داعم لهذا النظام. لقد دعمت حكومة بايدن إسرائيل بشكل كامل في جميع القطاعات العسكرية والأمنية والسياسية والإعلامية والاقتصادية.وعند مناقشة أداء الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية الأخرى، بغض النظر عن دور الصين والهند وروسيا وإنجلترا و الاتحاد الأوروبي، ولنتطرق إلى دور حكومات العالم العربي.
مصر وطوفان الأقصى
من بين الدول العربية، دخلت دول مثل اليمن بشكل مباشر في الصراع دعماً لغزة، بل إنها أعربت عن أسفها لعدم وجود حدود برية مع الأراضي المحتلة وأن حربها مع هذا النظام بقيت محدودة. ومن ناحية أخرى، فإن بعض الحكومات، بما في ذلك شيوخ البحرين، لم تكتفِ بإدانة جرائم الصهاينة، بل انضمت أيضًا إلى التحالف البحري الأمريكي ضد اليمن للدفاع عن إسرائيل!
ومن أهم الدول التي لا يمكن تجاهل دورها هي مصر. دولة لها حدود برية مع قطاع غزة المحاصر. ومن هذا المنطلق، وبالنظر إلى وجود حدود مع الأراضي المحتلة، فإن قوة الدور المحتملة لمصر في مساعدة غزة ومواجهة تل أبيب هي فريدة من نوعها، ولكن ما هو الأداء الذي سجلته مصر خلال هذه الفترة؟ [1]
ماذا تدل مواقف القاهرة في المؤتمرات؟
تتعرض مصر، باعتبارها الدولة التي يقع على حدودها معبر رفح الحيوي، لضغوط غير مسبوقة من الرأي العام العالمي وخاصة العربي من حيث ممارسة سيادتها المستقلة على هذا المعبر مع النظام الصهيوني. بالنسبة لمصر، فإن أفضل طريقة للهروب من هذا الحجم من ضغوط الرأي العام هي الإدلاء بتصريحات ثورية وحماسية (مثل ما يفعله رجب طيب أردوغان في تركيا) دون أن تكون فعالة. وهذا يعني الحفاظ على الحد الأقصى من العلاقات مع النظام الصهيوني أثناء القيام بأعمال شعبوية لخداع وجذب الرأي العام. ولكن لماذا ترفض مصر قبول المهاجرين من غزة وتعارض خطة إعادة توطينهم القسري؟
للوهلة الأولى، يعتبر هذا الإجراء نوعا من السلوك الشجاع في مواجهة مخططات الغرب العبرية والمخادعة، لكن إذا نظرنا إلى الموضوع عن كثب، فحتى هذه القضية يمكن تحديدها في إطار المصالح الوطنية لمصر. ومن المؤكد أن قبول ولو نسبة مئوية من سكان غزة البالغ عددهم 2.6 مليون نسمة، سيؤدي إلى أزمات لاجئين في مصر، وهذه الحكومة المفلسة، التي لا تزال على قيد الحياة بالقمح المجاني من روسيا، لن تتمكن من تغطية نفقات هؤلاء اللاجئين.
ومن ناحية أخرى، إذا نظرنا إلى الدول التي تستضيف بعض اللاجئين الفلسطينيين، نجد أن المخيمات المقامة للاجئين أصبحت مصدراً لانعدام الأمن والاستقرار للحكومة المضيفة. لذا يمكن القول على وجه اليقين أن هذا التصرف من جانب مصر لم يكن سلوكا إنسانيا مثاليا، ولم يكن إلا من أجل ضمان المصالح الوطنية. [2]
ضعف الموقف المصري أمام إهانة نظام الاحتلال في محكمة لاهاي
وكتب عبد الباري عطوان، رئيس تحرير صحيفة رأي اليوم الإلكترونية، في مقال له: إن تال بيكر المستشار القانوني لوزارة الخارجية الإسرائيلية، في مداخلة له أمام محكمة العدل الدولية (لاهاي) أهان السلطات المصرية بلا خجل ووضعها في موقف صعب للغاية. وقال إن سبب الجوع والعطش لأكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة هي مصر وليس إسرائيل، لأن مصر تتحمل المسؤولية الكاملة عن معبر رفح.
ورغم هذه الإهانة، وحتى لحظة كتابة هذه السطور، لم يتخذ أي مسؤول مصري أي إجراء للرد على تال بيكر ورفض تصريحاته الاستفزازية والمهينة، ولا يزال الصمت هو سياسة الحكومة المصرية، وحتى الآن ما زالت تصرفاتها في هذا الشأن تتم بالتنسيق الميداني والآني مع الكيان الصهيوني.
في هذه الأثناء، توقفت آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات الغذائية والطبية أمام معبر رفح، وتمنعها السلطات الإسرائيلية من المرور، وتنتظر في طوابير من مدينة العريش، على بعد 40 كيلومترا من قطاع غزة. إلى معبر رفح. [3]
الخاسر الكبير
ويمكن اعتبار مصر بأنها فشلت في اختبار عملية طوفان الأقصى؛ الدولة التي تتحدث عن قضية فلسطين فقط في الظاهر بلهجة جميلة، وهي الدولة التي لم يصدر منها أي دعم عملي وفعلي لإرادة الشعب الفلسطيني المظلوم خلال هذه الأشهر. لقد أظهرت مصر نفسها في العالم الإسلامي كدولة شجاعة وقوية في كلماتها، ولكنها في الواقع تتبنى موافق سلبية وخجولة اتجاه فلسطين.
[1] http://fna.ir/3h2437
[2] https://irna.ir/xjPkd2
[3] https://fa.alalam.ir/news/6788438/