مستشفى الشفاء في أيدٍ مجرمة.. والعدو يحولها إلى ثكنة عسكرية
تواصل العدوان الصهيوني على قطاع غزة لليوم الـ40، وفي حين أعلن مدير مجمع الشفاء الطبي أنهم بدؤوا في حفر قبور للشهداء بالمستشفى، حيث اقتحم جيش الاحتلال المجمع الطبي بزعم إطلاق عملية ضد حركة حماس فيه.
فيما أعلن الجيش الصهيوني مقتل ضابطين برتبة نقيب، وإصابة 4 عسكريين آخرين بجروح خطيرة، أثناء المعارك شمالي قطاع غزة، مما يرفع عدد قتلاه منذ بدء العملية البرية إلى 48، لكن كتائب عز الدين القسام أعلنت أن مقاتليها تمكنوا منذ صباح الثلاثاء من قتل 9 جنود صهاينة وتدمير 22 من الدبابات والآليات، كليا أو جزئيا، في كافة محاور التوغل بقطاع غزة.
في التفاصيل، واصلت قوات الاحتلال الصهيوني اعتداءاتها على مجمع الشفاء الطبي في غزّة منذ ساعات ليل الثلاثاء حتى فجر الأربعاء، ضمن عداونها، الذي يستهدف المنظومة الطبية والمرضى والنازحين في المستشفيات، وجميع مقومات الحياة في القطاع.
وأكّدت وسائل إعلام في غزة أنّ قوات الاحتلال، حوّلت مستشفى الشفاء إلى ثكنة عسكرية، ونقلت أنّه خلال اقتحامها كبّلت عدداً كبيراً من الأطباء وأطلقت النار على بعضهم، بما يسمح لهذه القوات توسيع اعتداءها في أروقة المجمع الطبي.
وتابعت أنّ قوات الاحتلال اقتحمت قسم غسيل الكلى، والعناية المركّزة وأقسام تخصصيّة أخرى.
ووصفت ما ترتكبه قوات الاحتلال في “الشفاء” بـ “جريمة حرب”، مشيرةً إلى أنها حاصرت أيضاً المجمع الطبي بالدبابات التي تقصف بها على أقسامه.
مركز للاعتقال والتنكيل
من جهته، علّق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان على العدوان الإسرائيلي على المستشفى بالقول إنّ “إسرائيل”حوّلت مباني المجمع الطبي إلى مركزٍ للاعتقال والتنكيل بالمرضى والنازحين، فضلاً عن الأطقم الطبية.
وأدان المرصد بشدّة هذا الاقتحام الذي جرى بتعزيزات عسكرية صهيونية كبيرة. وأعرب عن مخاوفه من حدوث عمليات قتل وجرائم إعدام قد يرتكبها الاحتلال في “الشفاء”.
وتطرّق المرصد إلى حجب الاحتلال صوت مسؤولي وزارة الصحة عن الإعلام، وأيضاً عدم سماحه لأي أطراف دولية ثالثة، وحتّى المنظمات الأممية من الاطلاع، ليكون هو الطرف الوحيد المتحكم في المشهد، لافتاً إلى أنّ ذلك يثير الشكوك مسبقاً على الرواية الإسرائيلية التي ستصدر لاحقاً.
وعمل الاحتلال على نشر رواية تضليلية بالتزامن مع اقتحامه “الشفاء”، تزعم أنّ المستشفى يضمّ أسرى إسرائيليين، لكن سرعان ما دُحِضت هذه الراواية على لسان مراسل الشؤون العسكرية في إذاعة “جيش” الإسرائيلي، دورون كادوش، الذي أكّد أن لا وجود لأسرى إسرائيليين في المستشفى.
وتأتي تصريحات كادوش بعد أنّ كان الاحتلال قد أصرّ على نشر روايةٍ تضليلية تتعمّد استهداف مجمّع الشفاء الطبي بأنّه يمثّل “بنيةً عسكرية للمقاومة” وأنّ المقاومة تحتجز فيه أسرى إسرائيليين.
وقد هدّد الاحتلال الإسرائيلي وزارة الصحة الفلسطينية، تزامناً مع بثّه لمزاعمه وروايته المُضلّلة، باقتحام مجمّع الشفاء الطبي، بعد محاصرته لعدّة أيام وإطلاق النار المستمر على مبانيه وأقسامه المختلفة.
ارتقاء شهداء ووقوع جرحى
وقالت وسائل الإعلام أنّ شهداءً ارتقوا ووقع جرحى في الاعتداءات الصهيونية على مستشفى الشفاء فجر الأربعاء، وذلك بالتزامن مع غاراتٍ شنّها الاحتلال على باحات المستشفى.
وقال مدير عام المستشفيات في غزّة محمد زقوت إنّ “الاحتلال استهدف مستشفى الشفاء بعدّة غاراتٍ واقتحم قسم الطوارئ واعتدى على المرضى”.
وتابع زقوت أنّ عشرات الجنود الصهاينة اقتحموا قسم الطوارئ في مجمّع الشفاء، مؤكّداً أنّ الاتصالات مع المجمّع مقطوعة، وأنّ قوات الاحتلال “تتحكم بالمعلومات حول الوضع في داخله”.
من جهتها، أعربت منظمة الصليب الأحمر الدولي عن “قلقٍ عميق” من جرّاء اقتحام “الجيش” الإسرائيلي مستشفى الشفاء في غزّة.
وأكدت أنّ الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جريمة حرب في مستشفى الشفاء، وذلك بعد أن اقتحمه بمئات الجنود وطّوقه من كل الجهات.
وأفادت وسائل إعلام بأنّ قوات كبيرة من جيش الاحتلال دخلت إلى أقسامٍ داخلية من مجمّع الشفاء، مؤكّدةً أنّها تكّبل عدداً كبيراً من الأطباء والنازحين، وأنّها طلبت من المتواجدين في المستشفى مغادرته عبر طريقٍ زعمت أنّه آمن، ثم أطلقت النار باتجاه الأطباء.
ووفق مراسلين وكالات الأنباء فإنّ “معظم مستشفيات شمال غزة وجنوبها أصبح خارج الخدمة بفعل العدوان الصهيوني المستمر على القطاع”.
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قال إنّ الاحتلال أطلق النار داخل مجمع الشفاء رغم معرفته بوجود 9000 من الطواقم الطبية والجرحى والنازحين.
وأكد أنّ المستشفيات والطواقم الطبية في بؤرة الاستهداف منذ بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة. مشيراً إلى أنّ “جيش” الاحتلال قتل 198 طبيباً وممرضاً ومسعفاً واستهدف 55 سيارة إسعاف وأخرج 25 مستشفى عن الخدمة.
الاحتلال لم يجد عناصر من “حماس”
وقال مدير عام المستشفيات في غزة محمد زقوت إنّ “الاحتلال استهدف مستشفى الشفاء بعدة غارات واقتحم قسم الطوارئ واعتدى على المرضى”.
وأكد زقوت أنّ “الاحتلال اقتحم أكثر من مستشفى ولم يجد أي وجود لعناصر من حماس أو أي فصيل فلسطيني”.
وتابع أنّ عشرات الجنود الإسرائيليين اقتحموا قسم الطوارئ في مجمع الشفاء، مضيفاً أنّ “الاتصالات مقطوعة مع مجمع الشفاء وقوات الاحتلال تتحكم بالمعلومات حول الوضع في داخله”.
وحمّل المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطيني “الاحتلال والمجتمع الدولي والولايات المتحدة الأميركية كامل المسؤولية عن سلامة آلاف الطواقم الطبية والجرحى والنازحين” بداخله، محذراً من “ارتكاب مجزرة في المستشفى”.
وبحسب مصادر إخبارية، قامت قوات الاحتلال بمحاصرة المستشفى ونشرت دباباتها في محيطه، وهددت مدير مجمع الشفاء الطبي بصورة شخصية في مكالمة هاتفية.
وحمّلت حركة “حماس” الاحتلال الاسرائيلي والرئيس الأميركي جو بايدن مسؤولية اقتحام “جيش” الاحتلال مجمع الشفاء، وأكّدت أنّ “تبنّي البيت الأبيض لرواية الاحتلال باستخدام المقاومة لمجمع الشفاء كان بمثابة الضوء الأخضر لارتكاب المجازر”.
بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إنّ “الولايات المتحدة شريكة في الجريمة التي يرتكبها الاحتلال في اقتحام مستشفى الشفاء الطبي”، مضيفةً أن “الاحتلال يعجز عن تحقيق أي أهداف عسكرية في غزة لذلك يستقوي على المدنيين والمرضى”.
وكان المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، أوضح سابقاً أنّ مجمع “الشفاء” يضم تقريباً 10 آلاف شخص، بينهم النازحون الذين يبقون بلا حماية ومن دون طعام أو ماء. وتابع أنّ الطواقم دفنت 100 شهيد في ساحة المجمع الطبي بعدما تعفنت الجثث.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة أعلن مساء الثلاثاء أنّ عدد الشهداء ارتفع إلى 11320 شهيداً، مشيراً إلى أنّ 70% منهم من الأطفال والنساء.
وتابع أنّ 198 شخصاً من الكوادر الطبية استشهدوا في هذا العدوان، كما ارتقى 51 صحفياً. ولفت إلى وجود 3600 مفقود منهم 1755 طفلاً لا زالوا تحت الأنقاض.
أعمدة دخان تتصاعد من مستشفى الشفاء
في السياق تصاعد التنديد الدولي الأربعاء إزاء اقتحام جيش الاحتلال الصهيوني لمجمع الشفاء الطبي في غزة، في حين قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث إن “المستشفيات ليست ساحة حرب”.
وفي تغريدة على منصة “إكس” (تويتر سابقا)، قال غريفيث “ينتابني الذعر حيال أنباء الاقتحام العسكري لمستشفى الشفاء (في غزة)، المستشفيات ليست ساحة حرب”.
وشدد غريفيث على ضرورة أن تكون لحماية الأطفال حديثي الولادة والمرضى والطواقم الطبية وجميع المدنيين الأولوية على كافة الاهتمامات الأخرى.
بدورها، نددت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) كاثرين راسل بالمشاهد المفجعة التي رأتها خلال زيارة قامت بها إلى قطاع غزة في خضم الحرب بين القوات الصهيونية وحركة حماس، مطالبة بـ”إيقاف هذا الرعب”.
وأكدت أنّ أكثر من 4600 طفلٍ ارتقوا في غزة وأصيب نحو 9000 آخرين، وذلك في العدوان الصهيوني المستمر على القطاع لليوم الـ40.
وأضافت أنّ أكثر من 100 من موظفي مؤسسات “الأونروا” استشهدوا أيضاً من جراء القصف الإسرائيلي على القطاع، منذ الـ 7 من تشرين الأوّل/أكتوبر الماضي.
وقالت راسل التي زارت جنوب القطاع “إن ما رأيته وسمعته كان مفجعا. لقد تحملوا القصف والخسارة والنزوح المتكرر. داخل القطاع، لا يوجد مكان آمن ليلجأ إليه أطفال غزة المليون”.
من جهته، قال المتحدث باسم الصليب الأحمر بغزة هشام مهنا، إنهم مستعدون لممارسة دورهم وسيطا محايدا، مضيفا لكن نفتقد التدابير الأمنية التي تمكننا من ذلك.
وبين المتحدث أنهم تواصلوا مع جميع الأطراف لمنع حدوث كارثة في مجمع الشفاء، مشيرا إلى أن الصليب الأحمر لم يتمكن من إيصال المساعدات والوصول إلى مناطق شمال غزة؛ بسبب الخطورة الشديدة واستهداف الطرق الرئيسة.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قد أكدت الثلاثاءن أنها تواصل جهودها لضمان الإفراج عن الأسرى في غزة، خاصة عبر اتصالات مباشرة مع حماس وأفراد آخرين لهم نفوذ لدى الأطراف المعنيين.
المصدر: الوفاق