صبيحة الانتصار

بموجب الاتفاق المبرم بين حركة حماس والكيان الصهيوني أعلن جيش هذا الكيان أن سكان غزة يمكنهم اعتبارًا من الساعة السابعة من صباح يوم الاثنين 27 يناير (بتوقيت القدس) العودة إلى منازلهم في شمال قطاع غزة سيرًا على الأقدام عبر محور نتساريم وشارع الرشيد.

فبرایر 1, 2025 - 02:39
صبيحة الانتصار

بموجب الاتفاق المبرم  بين حركة حماس والكيان الصهيوني أعلن جيش هذا الكيان أن سكان غزة يمكنهم اعتبارًا من الساعة السابعة من صباح يوم الاثنين 27 يناير (بتوقيت القدس) العودة إلى منازلهم في شمال قطاع غزة سيرًا على الأقدام عبر محور نتساريم وشارع الرشيد.(1)
   
وعليه عاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين النازحين إلى منازلهم في شمال غزة بعد قرابة 16 شهرًا من إجبارهم على الفرار. أظهرت الصورة الجميلة للناس الذين ساروا على طول الطريق الساحلي باتجاه الشمال عظمة انتصار حماس وفلسطين للعالم. 
 
ولكي ندرك أهمية هذا الانتصار أكثر يجب أن نتناول أهمية معبر نتساريم، ففي 27 أكتوبر 2023 وبعد الإعلان عن عمليته العسكرية في جميع أنحاء قطاع غزة عقب عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد المستوطنات المحيطة بغزة في السابع من نفس الشهر، أعلن الكيان الصهيوني عن بدء هجومه البري على قطاع غزة.(2)
  
وبعد احتلال غزة قام الكيان بتقسيم شمال وجنوب المنطقة من خلال إنشاء منطقة نتساريم. وقد تحولت هذه المنطقة التي تبلغ عرضها عدة كيلو مترات إلى ثكنة عسكرية طويلة تفصل بين شمال وجنوب غزة. من خلال هذه الخطوة جعل الجيش الإسرائيلي شمال غزة وخاصة أكبر مدينة في المنطقة خالية من السكان. وبأمر من الجيش الإسرائيلي اضطر جميع سكان مدينة غزة خلال الأشهر الماضية إلى النزوح نحو الجنوب.(3)
  
خلال الأشهر الماضية كان معبر نتساريم أحد العقبات في الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني وحماس، حيث مكّن السيطرة على هذه المنطقة (نتساريم) الجيش الإسرائيلي من التحكم بشكل أكبر في غزة وخاصة في سرعة الانتشار والتوسع، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وتنقل الفلسطينيين النازحين. لقد اعتقد الكيان الصهيوني أن هذه الخطوة ضرورية لمنع إعادة بناء حماس. ووفقًا لتقييمات الجامعة العبرية  تم تدمير ما لا يقل عن 750 مبنى لإنشاء منطقة عازلة على جانبي معبر نتساريم. تمثل هذه الخطوة جزءًا من إعادة تشكيل واسعة وطويلة الأمد للجغرافيا في غزة وهي تشير إلى استمرارية الخطط السابقة للكيان الصهيوني لتقسيم غزة إلى مراكز يمكن التحكم فيها.(4) لذلك شهدنا كيف اعترفت الأوساط الصهيونية بعد إعادة فتح محور نتساريم وبدء عودة الفلسطينيين النازحين إلى أماكن سكنهم في شمال قطاع غزة، بهزيمتها مرة أخرى في غزة.
  
صحيفة "يديعوت أحرونوت" أوردت عن مصادر عسكرية في هذا الشأن: إن تل أبيب دفعت ثمن اتفاق كامل من خلال فتح محور نتساريم، دون أن تحقق ما كانت تريده.  وأضاف التقرير: يجب الحفاظ على محور نتساريم كأحد أوراق المساومة في المفاوضات وأهمية ذلك لحماس واضحة تمامًا.
  
من جهة أخرى قال الصحفي الصهيوني عمهاي شتاين: منذ صباح اليوم التالي فقدت "إسرائيل" ورقتها الرابحة الرئيسية في المفاوضات المتعلقة بتبادل الأسرى والآن عاد النازحون الفلسطينيون إلى شمال قطاع غزة.(5)
   
أما إيتامار بن غفير، وزير الكيان الصهيوني المستقيل، فقد علق على عودة الفلسطينيين النازحين إلى شمال قطاع غزة قائلًا إن فتح معبر نتساريم وإعادة عشرات الآلاف إلى شمال قطاع غزة يعد انتصارًا واضحًا لحركة حماس وإهانة أخرى لاتفاق غير مسؤول.(6) 
  
بالمجمل، ينبغي القول إن جيش الكيان الصهيوني قد أنشأ عدة مواقع وبنية تحتية في محور نتساريم، ومع العودة المهيبة للنازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة، تلاشت جميع المخططات المكلفة والجهود التي بُذلت خلال الأشهر الماضية للسيطرة على هذه المنطقة من قبل الكيان الإسرائيلي. في الواقع يمكن القول إن أحد الإنجازات المهمة التي حققتها تل أبيب خلال الحرب على غزة قد ضاعت وتلاشت. ومع عودة المواطنين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة سترتفع كثافة السكان في هذه الشريحة إلى أكثر من مليون ونصف. لذلك حتى إذا أراد الكيان الإسرائيلي العودة إلى القتال فإن الثمن سيكون باهظًا. كما تمكنت حماس من إظهار قوة المقاومة والصمود الفلسطيني للعالم. لدرجة أن وسائل إعلام النظام الصهيوني اعتبرت عودة اللاجئين إلى شمال غزة بمثابة فشل استراتيجي لهذا النظام وانتصار لحماس.

حكيمة زعیم باشي

1.  https://tn.ai/3245969
2. https://www.mashreghnews.ir/news/1680917
3. asriran.com/004Kjh
4. khabaronline.ir/xmdGY
5. https://www.tabnak.ir/005OQd
6. https://snn.ir/fa/news/1220700