وحدة المسلمين في البرائة من المشركين
وحدة المسلمين في البرائة من المشركين
تعتبر فريضة الحج من أهم القضايا الدينية والسياسية في الدين الإسلامي المقدس والذي يؤديه كل عام آلاف الأشخاص بكل شوق من جميع أنحاء العالم ومن مختلف الجنسيات والأعراق واللغات في أرض الوحي. من بين الواجبات الدينة حظيت فريضة الحج باهتمام كبير لما لها من آثار ونعم كثيرة، وتأكيداً عليها في القرآن الكريم وتوصيات مستمرة ومؤكدة من رجال الدين في هذا الصدد بوصف لاينتهي عن هذه الفريضة المقدسة.
هناك الكثير من النعم والبركات على المجتمع الإسلامي في ضوء أداء مناسك الحج ومن أهمها التوافق والتعاطف والوحدة والأخوة بين أتباع الديانات الإسلامية جميعها.[1]
تم تسمية الحج بالمؤتمر العالمي السنوي للمسلمين، والسبب في ذلك أن أيام الحج يصبح المكان و الزمان منصة لتبادل الآراء والتواصل الفكري من أجل زيادة قدرات المجتمعات الإسلامية المختلفة من خلال القضاء على نقاط الضعف وتقوية نقاط القوة. خاصة وأن العالم المتغطرس يبحث عن فرض انعدام الأمن والانقسام في الأمة والمجتمعات الإسلامية، وفي مثل هذه الحالة يكون الحج قادرًا على حل مشاكل وتحديات الأمة الإسلامية الأخيرة بإحياء معارفها وقدراتها اللامتناهية. [2]
ومن أهم أعمال ونتائج فريضة الحج التي يكثر التأكيد عليها، هي مراسم البراءة من المشركين. البراءة تفسير قرآني لمفهوم الكراهية والابتعاد عن المشركين وأعداء المسلمين وقطع الصلات بهم، وفي القرآن وبصرف النظر عن إدانة الشرك والمشركين، تمت التوصية على ضرورة قطع الصلات معهم، والدعوة الجادة إلى مواجهتهم وقد أتت في آيات وسور مختلفة، وقد ورد ذكر تبرئة الأنبياء من المشركين وإعلان نفورهم من الشرك في العديد من السور القرآنية. [3]
على الرغم من الأهمية الكبيرة لفريضة الحج إلا أن مراسمها السنوية كانت تقام بعيدة عن روحها الحقيقية، حتى جاء زمن الثورة الإسلامية في إيران وانتصارها، وكان ذلك بسبب مواقف حكام الدول الإسلامية وانتماءاتهم، وقد كان المسلمون يؤدون مناسكهم وهم لا يدركون الفلسفة التشريعية لهذا التجمع الديني السنوي الأكبر في العالم. على الرغم من أنه وفقًا للنص الواضح للآية القرآنية، فقد تم تعريف الحج على أنه مقر انتفاضة الناس وهو أكثر مظاهر إعلان البراءة من المشركين، لم تكن هناك أي خطة جادة لطرح مشاكل العالم الإسلامي والبراءة من المشركين، حيث كانت المجتمعات الإسلامية تمر في أصعب الظروف. [4]
بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، أصدر الإمام الخميني (رحمه الله) رسائل سنوية خلال مراسم الحج، مؤكدة على أهمية تركيز المسلمين على قضايا العالم الإسلامي السياسية، وتَبرئَتهم من المشركين هي أحد أركان الحج و واجب على الحجاج في هذا السياق حتى تم تدريجيا استعاد مؤتمر الحج الضخم لشكله الحقيقي لدرجة أنه أصبحت تقام من كل عام طقوس و مراسم التبرئة من المشركين بحضور عشرات الآلاف من الحجاج الإيرانيين وبمشاركة ضخمة من المسلمين الثوريين من البلدان الأخرى، حيث يتم ترديد شعارات تعلن كراهية المشركين، كما يتم دعوة المسلمين إلى الاتحاد ضد الشرك والكفر العالمي. [5]
أدى انعقاد مراسم البراءة من المشركين الذي حدث بعد الثورة الإسلامية وظهور الفكر المقاوم خاصة في السنوات الأخيرة، إلى تحدٍ شديد للنظام والأيديولوجية الليبرالية، ويمكن القول بثقة إن سبب عداء العالم الغربي للثورة، هو هذه المواجهة الاستراتيجية ويمكن للمرء أن يدرك مدى معارضة العالم المتغطرس لمراسم البراءة من المشركين.
لهذا السبب فإن الفرصة الذهبية لمؤتمر الحج يمكن أن تكون أفضل مكان للتحدث مع المسلمين وتذكير بعضهم البعض بإمكانية استعادة المستقبل المشرق للحضارة. وعلى وجه الخصوص في الأيام الأخيرة، وقد أدت إنجازات الثورة الإسلامية في مختلف المجالات إلى تحطيم هيمنة المتعجرفين، و مواجة جدية للخوف من تفوقهم وعدم هزيمتهم كما كان يُعتقَد.[6]
[1] http://ensani.ir/fa/article/86345
[2] https://www.bloghnews.com/doc/note/136161/
[3] https://hawzah.net/fa/Magazine/View/4789/4841/39955/
[4] https://www.jahannews.com/news/837787/
[5] https://fa.wikifeqh.ir/
[6] https://www.farsnews.ir/hormozgan/news/13980518000629/