من البوابة الخليجية.. روسيا تكرس تعاونها العسكري في المنطقة

 تطور ملحوظ تشهده العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا سيما خلال السنوات الأخيرة، في ظل حرص قادة هذه الدول على تعزيز التعاون والتنسيق في مختلف المجالات، وذلك رغم الانزعاج الأمريكي من هذا التقارب.

مارس 9, 2024 - 11:41
من البوابة الخليجية.. روسيا تكرس تعاونها العسكري في المنطقة
من البوابة الخليجية.. روسيا تكرس تعاونها العسكري في المنطقة

 تطور ملحوظ تشهده العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا سيما خلال السنوات الأخيرة، في ظل حرص قادة هذه الدول على تعزيز التعاون والتنسيق في مختلف المجالات، وذلك رغم الانزعاج الأمريكي من هذا التقارب.

وأبرز الملفات التي يتم العمل على تطويرها وتعزيزها التعاون العسكري من أبرز الملفات لامتلاك موسكو تقنيات وأسلحة متطورة تهم الدول الخليجية في مجالات مثل الدفاع الجوي والبحري والصواريخ، ورغبة دول مجلس التعاون في تنويع مصادر تسليحها.

حيث تم مؤخراً توقيع اتفاقيات تعاون عسكرية بين الجانبين تمتد لسنوات، في إطار الحرص على تعزيز العلاقات الاستراتيجية فيما بينها

هذا ودخل التعاون العسكري بين الكويت وروسيا مرحلة جديدة تعزز من العلاقات بين البلدين التي توصف بالتاريخية، وتعود إلى عام 1963.

ولطالما أشادت موسكو بالعلاقات العسكرية والدفاعية بين جيشي البلدين، وأكدت انفتاحها على أي مقترحات من شأنها تعزيز التعاون الدفاعي، ليحمل تاريخ 3 آذار الحالي، موافقة كويتية على اتفاقية تعاون عسكري فني مع الكويت من شأنها نقل هذا التعاون إلى مستويات متقدمة، ففي الثالث من تموز العام الماضي، شهدت موسكو التوقيع على الاتفاقية وذلك استناداً إلى اتفاقية التعاون في مجالات الدفاع الموقعة بين البلدين في 1993، ليصدر أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، في الثالث من  آذار الجاري، مرسوماً بالموافقة على هذه الاتفاقية.

ونصت الاتفاقية، على "التعاون العسكري الفني في مجالات إمداد الأسلحة والمعدات العسكرية، وغيرها من المنتجات ذات الأغراض العسكرية، وضمان تشغيل وإصلاح وتحديث المنتجات ذات الأغراض العسكرية".

وتشمل الاتفاقية "إمداد قطع الغيار والمجمعات والوحدات والأدوات وعناصر الدعم والتدريب الخاصة، وأي مواد أخرى تمتُّ بصلة للمنتجات ذات الغرض العسكري، وتقديم الخدمات في ميدان التعاون العسكري الفني".

ويرغب الطرفان من خلال هذه الاتفاقية بالتعاون في مجال شراء وتوريد معدات التسليح والدفاع والخدمات المساندة، وصيانة وتحديث المعدات العسكرية الروسية، والمنظومة المملوكة حالياً للكويت والخدمات المتعلقة بإدامتها.

وتؤكد الاتفاقية على التعاون في تطوير البحث العلمي وتصنيع المنتجات وتدريب الموظفين في المؤسسات التعليمية المعنية و ”أي مجالات أخرى للتعاون العسكري الفني فيما يتعلق بالاتفاقيات المبرمة بين الطرفين”.

وتستند الاتفاقية الجديدة لاتفاقية التعاون في مجالات الدفاع الموقعة بين الكويت وروسيا في 1993.

وتدخل هذه الاتفاقية حيز التنفيذ من تاريخ استلام الطرفين إخطاراً كتابياً من الطرف الآخر عبر القنوات الدبلوماسية، وعقب استكمال كل الإجراءات الدستورية والقانونية الداخلية لنفاذها.

وتستمر هذه الاتفاقية 5 سنوات، على أن تتجدد تلقائياً لمدة أو مدد مماثلة، ما لم يخطر أحد الطرفين الطرف الآخر كتابة عن رغبته في إنهاء هذه الاتفاقية عبر القنوات الدبلوماسية قبل 6 أشهر من تاريخ انتهائها، وفقاً للمرسوم الأميري.

ومطلع كانون الأول الماضي، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن العلاقات بين روسيا والكويت تتطور بشكل بناء، مشيراً “إلى أن بلاده تعتبر تعزيز التعاون مع الكويت من أولوياتها”.

تأتي هذه الاتفاقيات وغيرها في سياق التحولات العالمية وتغير الموازين التي فرضت تبدلا في علاقات الدول التقليدية والتموضعات، وإذ كانت أمريكا تنظر إلى دول الخليج الفارسي كمحمية خاصة بها فإن الوقائع تبدلت وباتت تلك الدول تبحث عن علاقات أكثر ثقة وتعطيها أكثر حرية بعيدا عن الارتهان للأمريكي وطاعته فنراها تتجه إلى موسكو والصين وترمم العلاقة مع إيران، وفي هذا خروج من العباءة الأمريكية.

في المقابل توسع موسكو علاقاتها ولاسيما في الشرق الأوسط في سياق النفوذ وصراع المصالح مع الولايات المتحدة والغرب الأطلسي عموما، لذلك مثل تلك الاتفاقيات وغيرها وفي مختلف المجالات لا يمكن إغفالها في سياق الصراع غير المباشر القائم، ولم تعد دول الخليج الفارسي حكرا أمريكيا كما لك تعد الأسلحة التي تستوردها أمريكية حصرا.

هذا ويستمر التعاون العسكري التقني بين قطر وروسيا في النمو، لا سيما فيما يتعلق بتدريب الأفراد، فخلال السنوات الماضية، عقد الجانبان اجتماعات عديدة لبحث التعاون في هذا الجانب، إضافة إلى إبرام اتفاقيات تعاون مشتركة.

كما تتمتع الإمارات بعلاقات عسكرية رفيعة المستوى مع روسيا، الأمر الذي يبدو جلياً من خلال الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين في هذا الشأن، وإعلان موسكو في 2021 استعدادها لتوطين صناعة الأسلحة والمعدات العسكرية على الأراضي الإماراتية.

وما يعكس الاهتمام المتزايد بين الطرفين بهذا المجال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى السعودية، في 6 كانون الأول 2023، حيث أجرى مباحثات رسمية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، وتم الاتفاق على تعزيز التعاون فيما يتعلق بقضايا الدفاع والأمن، بما يهدف إلى دعم وتحقيق المصالح المشتركة للبلدين.

وهناك أيضا مشاريع مشتركة في المجال العسكري التقني بين روسيا والبحرين حيث أطلقتا لجنة للتعاون في هذا الإطار، ووقعتا في عام 2014 اتفاقية ضمن برنامج التحديث والتطوير لقوة دفاع البحرين بهدف تعزيز التعاون والتنسيق العسكري وفي 2015، وقع الجانبان اتفاقية تهدف لتنمية وتقوية علاقات التعاون العسكري

 مجد عيسى

المصادر:

1- https://cuts.top/BCj4

2- https://cuts.top/BCjz

3-https://cuts.top/zRVh