ساكني الأراضي المحتلة ضحايا الحرب التي شنتها إسرائيل

لقد تسببت الحرب الإسرائيلية في غزة بأضرار جسيمة لمختلف جوانب الحياة بالنسبة لسكان الأراضي المحتلة وهذه الأضرار أدت إلى تكاليف كبيرة يتحملها المستوطنون في النظام الصهيوني.

ديسامبر 26, 2024 - 03:27
ساكني الأراضي المحتلة ضحايا الحرب التي شنتها إسرائيل
ساكني الأراضي المحتلة ضحايا الحرب التي شنتها إسرائيل

لقد تسببت الحرب الإسرائيلية في غزة بأضرار جسيمة لمختلف جوانب الحياة بالنسبة لسكان الأراضي المحتلة وهذه الأضرار أدت إلى تكاليف كبيرة يتحملها المستوطنون في النظام الصهيوني. إن تكلفة الحرب لها تأثير مباشر على الميزانية العامة للنظام مما أدى بالطبع إلى زيادة الضرائب وتقليص الخدمات الاجتماعية، وهو ما يؤثر في النهاية على الحياة اليومية لسكان الأراضي المحتلة، في هذه المقالة تم تقسيم تكاليف وأضرار الحرب إلى فئتين رئيسيتين: التكاليف الاقتصادية والتكاليف النفسية التي تتحملها سكان الأراضي المحتلة.

1. التكاليف الاقتصادية المفروضة على سكان الأراضي المحتلة  
الحرب التي بدأت منذ أكثر من 400 يوم لم تؤثر فقط على خط الجبهة بل أيضًا على الجبهة الداخلية في الأرض المحتلة. لذا فإن الأزمة الاجتماعية والاقتصادية قد أثرت على قطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلي، بما في ذلك السكان المهجرين من الجنوب والشمال والمزارعين والاحتياطيين والعائلات في جميع أنحاء الأراضي المحتلة. واحدة من المنظمات التي كانت رائدة في تقديم المساعدات الاقتصادية خلال هذه الفترة الصعبة هي منظمة الائتمان الاجتماعي "أوغان" فمنذ بداية الحرب قامت "أوغان" بإعطاء قروض بقيمة 340 مليون شيكل للأسر، والشركات والمؤسسات غير الربحية، وهو ما يعادل ضعف المبلغ الذي تم تقديمه قبل الحرب. ما حدث بعد أزمة كورونا وخاصةً في الحرب الحالية هو أن الحاجة إلى الخدمات الأساسية قد بدأت في التوسع لتشمل حتى الطبقة الوسطى، وأصبح حتى الفئات من الدرجة السادسة والسابعة تواجه صعوبة في تأمين معيشتهم  خلال الشهر.(1)

أوضح أحد المصادر الحكومية في تقرير له أنه في حين يشتكي مواطنو النظام الإسرائيلي من تكاليف الحياة وصعوبتها فإن الحكومة لا تفعل شيئًا. و وفقًا لهذا التقرير تبين أن ثلاثة مزودين للمواد الغذائية يتحكمون في أكثر من 85٪ من مبيعات 20 فئة من المنتجات الغذائية، والحكومة لا تتخذ أي خطوات لحل هذه المشكلة. وهذا يعني أن هؤلاء المزودين الثلاثة لديهم قوة احتكارية ولهم القدرة على تحديد الأسعار.

في الوقت نفسه فإن الأجور والقدرة الشرائية في الأراضي المحتلة منخفضة مقارنةً بأوروبا والولايات المتحدة ولم يتم تشكيل لجنة لمكافحة زيادة تكاليف المعيشة منذ فبراير حتى الآن، على الرغم من أن العديد من الموردين قد رفعوا الأسعار. تم تأسيس اللجنة المذكورة في يونيو 2023 وقد عُقدت سبع جلسات ولكن منذ يونيو لم تُعقد أي جلسات أخرى. بينما قام مورّدو السلع الاستهلاكية في هذه الأثناء برفع الأسعار بنسبة عشرات في المئة معللين ذلك بتبعات الحرب المعروفة بـ "سيوف الحديد".(2)

في هذا السياق أظهر تقرير أن مؤشر إيجار المساكن بين عامي 2021 وأغسطس 2024 قد ارتفع بنسبة 14.4٪، ولكن منذ أبريل 2022 سجل هذا الارتفاع تسارعًا كبيرًا بفعل زيادة أسعار الفائدة التي أعلنها بنك إسرائيل مما جعل شراء الشقق أمرًا صعبًا. وبالتالي يتم دفع المزيد من الأزواج الشباب نحو استئجار المساكن مما ساهم بوضوح في زيادة الإيجارات خلال العامين الماضيين ونتيجة لذلك ارتفع متوسط سعر الإيجار في المدن الكبرى بنسبة 6٪ مقارنةً بالسنتين 2022-2023. (3)

تأثير الحرب على سكان الأراضي المحتلة
من المتوقع أن يؤدي زيادة الميزانية الدفاعية إلى تأثير كبير جداً على مستوى المعيشة في الأراضي المحتلة. لكن وفقاً لتقييم وزارة المالية يتعين على الأسر دفع 4000 شكل إضافي سنوياً مقابل كل 10 مليارات شكل إضافية تُخصص للأمن. وبجانب التكلفة المباشرة لزيادة النفقات الدفاعية قام الاقتصاديون أيضًا بحساب التكاليف الإضافية الناتجة عن خسارة الأنشطة الاقتصادية التي تُعادل تقريباً من 15 إلى 30 بالمئة.(4)
 
كما أعلنت منظمة "آس" (مكوروت) أنها تنوي زيادة سعر الماء بنسبة 3.4 بالمائة اعتباراً من الأول من يناير 2025 هذه الزيادة ستُطبق على جميع قطاعات الاقتصاد بما في ذلك المستهلكين المحليين والتجارة والصناعة والزراعة. بناءً على ذلك فإن الزيادة المذكورة تعني أن أسرة مكونة من أربعة أفراد ستدفع سنوياً 71 شكلاً إضافيًا مقارنةً بالعام الماضي.
وعلاوة على ذلك أعلنت شركة الكهرباء أنها ستزيد التعرفة للاستهلاك الكهربائي المنزلي بنسبة 3.8 بالمائة اعتباراً من بداية العام الميلادي الجديد مما سيؤدي إلى زيادة التكاليف بين 15 إلى 20 شكلاً شهرياً لكل أسرة. من بين أسباب زيادة أسعار استهلاك الكهرباء تأثير الحرب على تكاليف قطاع الكهرباء بالإضافة إلى التضخم وزيادة أسعار الفائدة.(5)
 
2. الأضرار النفسية المفروضة على سكان الأراضي المحتلة  
لقد أظهر تأثير انعدام الأمن وتوسع الحرب في هذه الفترة أشكالاً متعددة من الأضرار على نفسية اليهود. واحدة من تكاليف الحرب هي الزيادة بنسبة 65 بالمائة في تقارير العنف الأسري في المجتمع الإسرائيلي. وفقاً لذلك فقد تعرض واحد من كل عشرة صهيونيين للعنف من قبل أزواجهم في العام الماضي.(6) 

في الوقت ذاته تبين أن الأزواج الذين خدم أحدهم في الجيش أو في قوات الأمن خلال فترة "حرب سيوف الحديدية" شهدوا معدلات أعلى من العنف العاطفي والمالي والجسدي والجنسي، بمعدل لا يقل عن الضعف مقارنةً بالأزواج الذين لم يخدم أي منهما في الحرب.(7)
 
كما زاد عدد المدنيين المسلحين بنسبة 40 بالمائة منذ بداية حرب غزة، حيث قُدِّم حوالي 300 ألف طلب جديد للحصول على رخصة سلاح خاص إلى وزارة الأمن القومي. ويصل عدد المواطنين حاملي الأسلحة الآن إلى ربع مليون شخص. وفي هذا السياق، أفاد تقرير "يوداد – مركز المعرفة للنساء والجنس في إسرائيل" أن عدد النساء اللواتي تم قتلهن لأسباب جرمية و"جرائم قتل النساء" (أي بناء على جنسهن) وصل إلى 31 امرأة في عام 2024. وهذه تعتبر أعلى نسبة منذ بدء عمل هذه المنظمة في عام 2017، بينما لا يزال العام جارياً. وقد تم تنفيذ 38 بالمائة من جرائم قتل النساء في عام 2024 باستخدام الأسلحة النارية (المصرح بها وغير المصرح بها). وثمة أيضاً أن هذه النسبة هي الأعلى في السنوات الثماني الماضية.


حكيمة زعيم باشي

1- https://www.ynet.co.il/economy/article/hy7bbdox1e
2- https://www.ynet.co.il/economy/article/bjy7puwwyx
3- https://www.globes.co.il/news/article.aspx?did=1001493203
4- https://www.themarker.com/news/2024-11-11/ty-article/00000193-1a89-d76b-afd7-bb9964940000
5- https://www.ynet.co.il/economy/article/rj90u00hq1l
6- https://www.ice.co.il/local-news/news/article/1039548
7- https://www.davar1.co.il/563128