العرض العسكري المهيب رسالة يمنية عنوانها الانتصار
بالقوة والمقاومة والصمود، ومنذ حوالي شهر ونصف انتزعت اليمن هدنتها، وفرضت خفض التصعيد الذي وصلت إليه الآن. وبمناسبة الذكرى التاسعة لثورة 21 سبتمبر في اليمن المقاوم أحيت القوات المسلحة اليمنية عرضاً عسكرياً مهيباً في العاصمة صنعاء يظهر الأسلحة الصاروخية والطيران المسير، حيث شاركت فيه مختلف وحدات وتشكيلات القوات المسلحة، واستعرضت فيه القوات ترسانتها من الأسلحة الاستراتيجية والمعدات العسكرية المختلفة، ليكشف هذا المشهد حجم التحول العسكري في اليمن خلال 9 سنوات واجهت فيها أشرس حرب في تاريخها.
بالقوة والمقاومة والصمود، ومنذ حوالي شهر ونصف انتزعت اليمن هدنتها، وفرضت خفض التصعيد الذي وصلت إليه الآن. وبمناسبة الذكرى التاسعة لثورة 21 سبتمبر في اليمن المقاوم أحيت القوات المسلحة اليمنية عرضاً عسكرياً مهيباً في العاصمة صنعاء يظهر الأسلحة الصاروخية والطيران المسير، حيث شاركت فيه مختلف وحدات وتشكيلات القوات المسلحة، واستعرضت فيه القوات ترسانتها من الأسلحة الاستراتيجية والمعدات العسكرية المختلفة، ليكشف هذا المشهد حجم التحول العسكري في اليمن خلال 9 سنوات واجهت فيها أشرس حرب في تاريخها.
الجدير بالذكر أن هذا العرض يعدُّ الأضخم للقوات المسلّحة اليمنية، منذ انتصار الثورة، وتم خلاله الكشف عن آخر انتاجات الصناعات العسكرية الحربية اليمنية من الأسلحة المختلفة من الصواريخ الباليستية والمجنحة والبحرية، ومنظومات الدفاع الجوي وسلاح الجو الحربي والمسير المزود بأحدث التقنيات التي صنعت خلال الحرب. وللمرة الأولى منذ بداية الحملات العدوانية على اليمن، حلّقت المقاتلات اليمنية، في سماء العاصمة صنعاء، بعد أن تمكّنت القوات اليمنية من صيانتها بخبراتها المحلية التي طورتها وعملت على إعادة تشغيلها وتفعيلها. [1]
كما أكّد قائد حركة أنصار الله اليمنية السيد عبد الملك الحوثي يوم الخميس خلال خطاب له بهذه المناسبة أنّ "الحصار دفع القوات المسلحة اليمنية إلى التصنيع العسكري، مِن المسدس إلى الصاروخ، وذلك كان نتيجةً عكسية لأهداف العدوان"، مبينًا أن "اليمن امتلك التقنية الصاروخية، التي هي في تطور تصاعدي لكافة أنواع الصواريخ بمختلف المديات والأنواع من مجنّحة وبالستية وغيرها. وقسم الطيران المسير صنع طائرات بمديات ومسافات متنوعة. والقوة البحرية الباسلة صنعت أنواعًا مختلفة من الأسلحة البحرية وكذلك القوات الجوية والدفاع الجوي". [2]
وخلال العرض استعرضت القوات المسلحة اليمنية نماذج من الأسلحة الخاصة بالقوة البحرية من زوارق وصواريخ وألغام وبعضها يكشف عنه للمرة الأولى.وتمت أزاحة الستار عن صاروخ "سجيل" البحري، وهو صاروخ كروز مجنح مداه 180 كم ويعمل بالوقود الصلب، ويتميز بدقة الإصابة برأس حربي يزن 100 كغ، ويمكنه ضرب أي هدف في البحر الأحمر، و أيضاً كشف الحوثيون عن الطائرات المسيرة: رجوم، راصد، قاصف 2K، شهاب، مرصاد 2، خاطف 2، رقيب، وعيد 1، وعيد 2، صماد 1، صماد 2، وصماد.[3]
في الحقيقة كل مايتم الكشف عنه من أسلحة متطورة ونوعية له رسائل موجه للأعداء فقط، ولطاما كان اليمنيون أهلاً للسلام وبلاد الأمن والأمان، ولكن ما حدث لها من ظلم وحصار واعتداء على سيادة اليمن بالطبع لن يقابل بالزهور و رش الورود، الشعب اليمني شعبٌ ذو كرامة ويقدس أرض اليمن ولن يرضى إلا باليمن متحرراً من كل أشكال الهيمنة والاحتلال، وبخبراته الذاتية التي طورها خلال فترة الحرب الطويلة والتي حفزت خبراء اليمن على تطويرها وزيادة مداها بمساعدة دول محور المقاومة وعلى رأسها الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهذا ليس خافياً على أحد فبدعمهم تعافت المقاومة اليمنية وطورت نفسها وأصبحت شوكة عنيدة أمام أكثر الأسلحة تطوراً وتقدماً في العالم.
التحديات تصنع القدرات
لقد حافظت القوات اليمنية على كونها تحمل مسؤولية الدفاع عن بلد مظلوم معتدى عليه بتمكين قدرة جيشها ومجموعاتها المقاتلة وعلى مراحل متعددة من خلال مناورات عسكرية أغنت تجربتها القتالية على أرض المعركة. وعلى سبيل المثال وخلال أخر مناورة عسكرية "وإن عدتم عدنا".. صرح وزير الدفاع اليمني اللواء العاطفي محذراً دول العدوان: "إننا لا نؤمن ولا نتبع ولا نقبل بسياسات المراوغة والأكاذيب والالتواءات، وهذا يجب أن يكون مفهومًا ومستوعبًا من الجوار وتحديدًا من عاصمتَي العدوان الرياض وأبو ظبي ومن خلفهما من عواصم الاستكبار العالمي الدولي واشنطن ولندن وباريس والكيان الصهيوني الزائل". وأضاف: "إن صناعاتنا العسكرية التي تسبق الزمن وتشهد تطورًا كبيرًا وتحديثًا كل يوم كفلت لنا أن نضع حسابات إستراتيجية جديدة أبعد وأخطر مما يضعه العدوان في حساباته".ولفت الوزير العاطفي، إلى أن واضعي بنك أهداف القوات المسلحة وضعوا تصورات بعيدة ومؤثرة ستجعل عواصم العدوان تسطح بالشكوى والصراخ إلى أبعد مدى يمكن تصوره. وتابع: "كل يوم يمر وكل ساعة تمر هي في حساباتنا العسكرية المزيد من التطوير العسكري، والمزيد من التحشيد، والمزيد من الاستعداد العالي الذي يكفل لنا الريادة والسيادة والمقدرة القيادية". [4]
إن الذكرى التاسعة لقيام الثورة اليمنية وصمود الشعب اليمني الأسطوري في هذه الأيام تمرُّ في ظل ظروف جديدة يعيشها العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط بالتحديد، وخاصة بعد عودة العلاقات السعودية الإيرانية والتي ربما سيكون لها تأثير إيجابي على مسار تعزيز المصالحة اليمنية وإرساء السلام وتحقيق العدالة للشعب اليمني. ولكن في ظل التحشيدات المكثفة والتعزيزات الأمريكية في البحر الأحمر وفي ظل الوضع السياسي والحراك الإقليمي فإن صنعاء تقول للعالم أجمعه اليوم أنها جاهزة للسلام مثل ماهي مستعدة للخيارات الأخرى التي ستجبر عليها في الدفاع عن ترابها وثرواتها وكرامة شعبها وهي مستمرة على الدوام في تعزيز قدراتها تحسباً لأي مرحلة قادمة.
في النهاية لابد من قراءة الواقع الحالي والرسائل اليمنية من هذا العرض المهيب، قراءة سياسية صحيحة فزيادة قوة القدرات العسكرية اليمنية، تشكل ضمانةً لدفع و ردع العدوان وإجباره على الوفاء بالتزاماته المرتقبة، خصوصا أن هذه القدرات هي التي جلبته إلى طاولة التفاوض، بعد أن خسر القدرة على تحقيق أي تقدم على الأرض بالقوة العسكرية، وهذه القوة المتزايدة هي التي دفعته إلى تقديم تنازلات جمة والمثول أمام مجريات التفاوض في المرحلة المقبلة.
[1] https://www.almanar.com.lb/10962448
[2] https://2h.ae/DypY
[3] arabic.rt.com/middle_east/1496923-اليمن-الحوثيون-يكشفون-عن-ثمانية-صواريخ-مختلفة
[4] https://www.alahednews.com.lb/article.php?id=55545&cid=123