خسائر الاقتصاد الإسرائيلي جراء عملية طوفان الأقصى
مع استمرار عملية طوفان الأقصى، تتضح تكاليف الحرب والأضرار والخسائر الكبيرة التي لحقت بالاقتصاد الإسرائيلي بمختلف قطاعاته. أعلن بتسلئيل سموتريش، وزير المالية الإسرائيلي، أن التكلفة المباشرة للحرب الإسرائيلية على غزة تبلغ نحو مليار شيكل (246 مليون دولار) يومياً، وإذا أضفنا التكاليف غير المباشرة، فسنصل إلى أرقام مذهلة.
مع استمرار عملية طوفان الأقصى، تتضح تكاليف الحرب والأضرار والخسائر الكبيرة التي لحقت بالاقتصاد الإسرائيلي بمختلف قطاعاته. أعلن بتسلئيل سموتريش، وزير المالية الإسرائيلي، أن التكلفة المباشرة للحرب الإسرائيلية على غزة تبلغ نحو مليار شيكل (246 مليون دولار) يومياً، وإذا أضفنا التكاليف غير المباشرة، فسنصل إلى أرقام مذهلة.
ومع بدء عملية طوفان الأقصى، استدعى الجيش الإسرائيلي أكثر من 360 ألف جندي احتياطي للخدمة، وهو أمر غير مسبوق منذ عام 1973.
وتتشكل قوات الاحتياط من شرائح مختلفة من المجتمع الإسرائيلي، ويبلغ عددها حوالي 450 ألف فرد، يتمتع الكثير منهم بخبرة أكبر من القوات الرسمية الشابة في جيش الدفاع الإسرائيلي. وتشمل قوات الاحتياط المعلمين والمهندسين ورجال الأعمال والمزارعين والمحامين والأطباء والممرضين والناشطين السياحيين وعمال المصانع.[1]
وهؤلاء، الذين يشكلون العمود الفقري للجيش الإسرائيلي، أصبحوا الآن ضمن تشكيلات الجيش العسكري بعد أن تركوا أعمالهم و وظائفهم التي كانوا يشغلونها.
ولم تتمكن وزارة الاقتصاد الإسرائيلية من تقييم خسائر القطاعات الاقتصادية التي فقدت عدد كبير من عمالها، لكن معظم الذين انضموا إلى قوات الاحتياط تقل أعمارهم عن 40 عامًا. و معظم هؤلاء الشباب الملتحقون بالجيش كان لهم دورٌ كبيرٌ في تقوية الاقتصاد التكنولوجي في إسرائيل، والذي يمثل حوالي ثلث صادرات إسرائيل وخمس الناتج المحلي الإجمالي السنوي.[2]
وسبق للبنك المركزي ووزارة المالية الإسرائيلية أن وضعا سيناريوهات وتوقعات حول هذه الأوضاع، لكن المشكلة الكبيرة في الحرب تكمن في عدم قدرة تخمين الوضع بدقة بشأن السيناريو الموجود؛ أي أنه لا وزارة المالية ولا البنك المركزي يعرفان إلى متى ستستمر هذه الحرب، وهل ستشمل هذه الحرب المنطقة الجنوبية فقط أم أن الصراع سيمتد إلى جبهات أخرى في الشمال.
ويتوقع السيناريو الأساسي لبنك إسرائيل حرباً تستمر ما بين شهر وستة أشهر، في الجنوب فقط وبكثافة عالية.[3]
منذ بداية عملية طوفان الأقصى، انخفضت قيمة العملة الإسرائيلية، الشيكل، وكان أحد أسباب ذلك بداية خروج رؤوس الأموال من هذا البلد بسبب احتمال إطالة أمد الحرب واتساع أبعادها. وفي الأيام الأخيرة، وصلت قيمة هذا الرقم إلى أدنى مستوى لها خلال الـ 11 عامًا الماضية. وبناء على ذلك، حاول البنك المركزي الإسرائيلي منع المزيد من الانخفاض عن طريق ضخ العملة في السوق.
وفي هذا السياق، انخفضت قيمة كل شيكل اسرائيلي مقابل الدولار الأمريكي بأكثر من 5.3 في المائة، جيث كان كل شيكل يساوي 0.26 دولار قبل بدء الحرب. وحالياً كما تشير عمليات التبادل المالي ليوم الأربعاء، فقد تم صرف كل شيكل إسرائيلي مقابل 0.246 دولار أمريكي. مع العلم أن قيمته كانت 0.3 في أواخر عام 2021، مما يعني أن كل 3 شيكل كانت تساوي ما يقارب دولار أمريكي واحد، ولكن في هذه الأيام كل 4 شيكل وأكثر تساوي واحد دولار أمريكي.[4]
ويوم الثلاثاء، خفّضت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني تصنيف ديون إسرائيل طويلة الأجل درجة سلبية، مما يعني أن البلاد تستعد لخفض التصنيف الائتماني.[5]
وبحسب إحصائيات الدائرة الاقتصادية لاتحاد الصناعيين الإسرائيليين، فإن سوق العمل في هذا النظام يعاني خسائر مالية بنحو 4.6 مليار شيكل (1.2 مليار دولار) أسبوعيا منذ بداية عملية طوفان الأقصى، وهي نتيجة قلة العمالة وإغلاق المؤسسات وعدم ذهاب الموظفين والعمال إلى العمل واضطراب في النظام التعليمي والأكاديمي. بالإضافة إلى ذلك، تم استدعاء العديد منهم للانضمام إلى الجيش للمشاركة في الحرب.
وتشير التقديرات إلى أنه خلال الأسبوعين الأولين من حرب غزة، لم يستطع حوالي 1.3 مليون عامل إسرائيلي من الحضور إلى أماكن عملهم. وأعلن أليكس زابنسكي، كبير الاقتصاديين في شركة ميتاف الاستثمارية، أن أضرار الحرب على إسرائيل ستصل إلى أكثر من 70 مليار شيكل (18 مليار دولار)، حيث تشمل نحو 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الإسرائيلي.
وتنقسم هذه الأضرار إلى 4 أشكال: التكلفة المباشرة للحرب، ودفع التعويضات المالية، والمساعدات المالية للعائلات والشركات، وفقدان دخل مجلس الوزراء بسبب الأضرار التي لحقت بالأنشطة الاقتصادية.[6]
وبحلول نهاية عام 2023، سيصل عجز ميزانية إسرائيل نتيجة الحرب في غزة إلى 3 أو 4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، في حين كان عجز ميزانية هذا النظام نحو 1.5 في المائة قبل الحرب الحالية. ويعتقد اقتصاديون في شركة ميتاف للاستثمار أن عجز الموازنة الإسرائيلية قد يصل إلى 50 مليار شيكل (12.5 مليار دولار) بنهاية العام الجاري.
وتوقعت أيرون زوليخا، المسؤولة السابقة بوزارة المالية الإسرائيلية، أن ينخفض النمو الاقتصادي في إسرائيل إلى 2.8 بالمئة هذا العام و2 بالمئة العام المقبل. كما تظهر تقييمات البنك المركزي الإسرائيلي أن الدين العام لإسرائيل سيرتفع إلى 62% من الناتج المحلي الإجمالي في نهاية عام 2024، وسيرتفع هذا المبلغ إلى 59% خلال هذا العام[7].
وفي الوقت نفسه قال مسؤول كبير بوزارة المالية إن إسرائيل ستضطر على الأرجح إلى إنفاق أكثر مما يتوقعه البنك المركزي الإسرائيلي لتمويل الحرب في غزة. وقال هذا المسؤول الإسرائيلي الذي يدير ميزانية الحكومة وديونها في دائرة المحاسبة العامة: "أعتقد أنهم (البنك المركزي) متفائلون للغاية بشأن تكاليف الحرب".[8]
وفي مجال الطاقة، أعلنت شركة شيفرون بعد يومين من عملية طوفان الأقصى، إغلاق حقل تمار للغاز الطبيعي، الذي يعد أحد أهم مصادر الغاز المستخدم لإنتاج وتصدير الكهرباء في إسرائيل. وأدى إغلاق هذا الحقل حتى اليوم، بسبب الخوف من استهداف الفلسطينيين له، إلى توقف تصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر والأردن وزيادة الضغط على سوق الغاز الأوروبية.
إن الحرب المستمرة في غزة تهدد استثمار الغاز الطبيعي في الأراضي المحتلة، لأنها قد توجه ضربة لطموحات إسرائيل في أن تصبح مركزاً لصادرات الغاز الطبيعي إلى أوروبا وأماكن أخرى.[9]
لقد أصبح معلوماً أن استمرار الحرب في غزة لا يصب في مصلحة إسرائيل فحسب، بل يؤدي أيضاً إلى تفاقم مشاكل إسرائيل وأزماتها الداخلية والإقتصادية وإضعافها أكثر من الداخل.
[1] https://www.cnbc.com/2023/10/11/hamas-war-could-affect-israel-economy.html
[2] https://www.cnbc.com/2023/10/19/israel-recession-likely-as-war-drags-on-economist-says.html?recirc=taboolainternal
[3] https://www.calcalistech.com/ctechnews/article/l66jqueaa
[4] https://parsi.euronews.com/2023/10/25/israel-economy-finance-face-wartime-stain-hamas-war
[5] https://www.cnbc.com/2023/10/19/israel-recession-likely-as-war-drags-on-economist-says.html?recirc=taboolainternal
[6] https://www.tasnimnews.com/fa/news/1402/08/03/2977962/%D8%AE%D8%B3%D8%A7%D8%B1%D8%AA-38-%D9%85%DB%8C%D9%84%DB%8C%D8%A7%D8%B1%D8%AF-%D8%AF%D9%84%D8%A7%D8%B1%DB%8C-%D8%B7%D9%88%D9%81%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%B5%DB%8C-%D8%A8%D9%87-%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF-%D8%B5%D9%87%DB%8C%D9%88%D9%86%DB%8C%D8%B3%D8%AA-%D9%87%D8%A7
[7] https://www.calcalistech.com/ctechnews/article/l66jqueaa
[8] https://www.reuters.com/world/middle-east/bank-israels-war-cost-estimates-are-optimistic-fin-min-official-2023-10-26/
[9]https://www.farsnews.ir/news/14020802000503/%D9%81%D8%B1%D9%88%D9%BE%D8%A7%D8%B4%DB%8C-%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF-%D8%B1%DA%98%DB%8C%D9%85-%D8%B5%D9%87%DB%8C%D9%88%D9%86%DB%8C%D8%B3%D8%AA%DB%8C-%D8%AF%D8%B1-%D8%B9%D9%85%D9%84%DB%8C%D8%A7%D8%AA-%D8%B7%D9%88%D9%81%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%B5%DB%8C