تصويت حاسم لبوتين ومستقبل الحرب في أوكرانيا

انتهت الانتخابات الرئاسية الروسية التي استمرت ثلاثة أيام، وحصل بوتين على 76,277,708 أصوات. وعلى الرغم من الدعاية السلبية للغرب ومعارضي بوتين، فإن المشاركة في هذه الفترة من الانتخابات شكلت رقما قياسيا في تاريخ روسيا الجديدة (بعد انهيار الاتحاد السوفياتي)، إذ شارك فيها أكثر من 87 مليون ومائة ألف شخص، أي 77.44%. المؤهلين للمشاركة في الانتخابات من الشعب (حضورياً وافتراضياً). في السابق كان سجل المشاركة في الانتخابات الرئاسية الروسية يعود إلى الفترة الأولى من هذه الانتخابات بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، والتي صوت فيها 74.7 في المئة من الناخبين المؤهلين. وفي تلك الانتخابات عام 1991 تم انتخاب بوريس يلتسين رئيسًا.[1]

شعبية بوتين رغم الحرب

في هذه الانتخابات، أظهر الشعب الروسي إحساسه بالقومية ومحبته لبوتين. وحتى لو أردنا مناقشة الانتخابات الروسية من وجهة نظر المحللين المناهضين لبوتين، فهي إنجاز عظيم لبوتين والدولة الروسية. وحتى لو قبلنا أن بوتين لم يكن لديه منافس كبير، فإن هذا المستوى من المشاركة يظهر اهتمام الشعب الروسي ببوتين وبلاده.

وفي الغرب، كانت هناك دائماً جهود هائلة لتصوير بوتن على أنه دكتاتور في أعين عامة الناس، ولكن أغلب الشعب الروسي أظهر مراراً وتكراراً أنهم يثقون تماماً في بوتن وقراراته. على سبيل المثال، في عام 2020، في التصويت على تغيير الدستور الروسي، أعطى الناس بوتين خيار البقاء في منصبه إذا فاز في الانتخابات. وفي ذلك الاستفتاء، أيد 78.6% من الشعب الروسي سياسات بوتين الإصلاحية في الدستور، مما أظهر أن بوتين يحظى بشعبية لدى مجموعة واسعة من الشعب الروسي.

تسببت الحرب في أوكرانيا وجهود فلاديمير بوتين لحماية مصالح روسيا في أوروبا الشرقية في إعجاب جزء كبير من شعب هذا البلد بتصرفات زعيم الكرملين. وكما تظهر نتائج استطلاعات الرأي المختلفة، فإن تصرفات فلاديمير بوتين مواتية لروسيا من حيث الأمن والاقتصاد والثقافة، وقد أدى ذلك إلى زيادة ثقة الناس السياسية به.[2]وفي الواقع، لا بد من القول إن ما لم يقلل من شعبية بوتين في ظروف الحرب هو إدارة اقتصاد بلاده على الرغم من وجود عقوبات عديدة.

مستقبل الحرب مع أوكرانيا

ومع انتخاب بوتين، فإن السؤال الذي يشغل أذهان العديد من المحللين والقادة السياسيين هو ماذا سيحدث للعلاقة مع الغرب والحرب في أوكرانيا؟

قبل عقد من الزمن، استولى الرئيس فلاديمير بوتين على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، وهو الاستيلاء الجريء الذي مهد الطريق أمام روسيا لمهاجمة جارتها في عام 2022.

وأثار الاستيلاء السريع وغير الدموي على شبه الجزيرة الماسية، موطن الأسطول الروسي في البحر الأسود والمكان الشهير لقضاء العطلات، موجة من الوطنية وعزز شعبية بوتين. "شبه جزيرة القرم لنا!" لقد أصبح شعارًا شائعًا في روسيا.

والآن بعد انتخاب بوتين لولاية أخرى مدتها ست سنوات كرئيس، فهو عازم على توسيع إنجازاته في أوكرانيا.

ومن غير الواضح إلى أي مدى يريد بوتين من أوكرانيا مع دخول الحرب عامها الثالث على حساب العديد من الأرواح من كلا الجانبين، لكن بعض كبار المسؤولين في جيشه ما زالوا يرفضون الاستيلاء على كييف وقطع الوصول إلى أوكرانيا. وهناك أيضاً اختلافات في الرأي بين المحللين الروس بشأن استمرار الحرب والسلام.[3]

وفي مجمل الأمر، ينبغي لنا أن نقول إنه بفضل التصويت الحاسم الذي حصل عليه، وجد بوتين بطريقة أو بأخرى المزيد من الحافز لمواصلة سياساته في مختلف المجالات. وما رأيناه حتى الآن هو أن بوتين سعى إلى زيادة إنجازاته في الحرب مع أوكرانيا، وسيواصل الحرب حتى يحقق أهدافه. لكن يبدو أن بوتين قد حقق نسبة عالية من أهدافه، ومع أن الحرب تسببت أيضاً في خسائر كبيرة لروسيا يبدو أنها ستنتهي عاجلاً أم آجلاً، لكن مسألة كيف وتحت أي ظروف ستتم مفاوضات الصلح والسلام ومع من يجب أن يتم ذلك، فهي مسألة لا يمكن الحديث عنها بشكل نهائي حاليا، ويجب أن ننتظر المزيد من التطورات والمشاهد السياسية في هذا المجال.

حکیمه زعیم باشی 

1.        https://www.irna.ir/news/85421709

2.        https://spnfa.ir/2023042

3.        https://apnews.com/article/russia-putin-ukraine-crimea-seizure-8245aec572fb71236febfa8735c42879