التكتيك الهجومي لحزب الله ضد الكيان الصهيوني
في الأيام الأولى للحرب بين الكيان الصهيوني ومقاتلي المقاومة في غزة، انتشرت شائعات وأخبار حول خطاب السيد حسن نصر الله، لكن لاحقاً أعلنت مصادر ووسائل إعلام رسمية تأجيل خطابه إلى وقت آخر. والآن وبعد مرور شهر تقريباً على الحرب، تخلى السيد حسن نصر الله عن صمته وأعلن موقفه رسمياً.
في الأيام الأولى للحرب بين الكيان الصهيوني ومقاتلي المقاومة في غزة، انتشرت شائعات وأخبار حول خطاب السيد حسن نصر الله، لكن لاحقاً أعلنت مصادر ووسائل إعلام رسمية تأجيل خطابه إلى وقت آخر. والآن وبعد مرور شهر تقريباً على الحرب، تخلى السيد حسن نصر الله عن صمته وأعلن موقفه رسمياً.
وبينما قوى المقاومة في أوج قوتها، ليست المقاومة الفلسطينية فقط، بل قوى المقاومة الأخرى، بما في ذلك المقاومة العراقية وحزب الله اللبناني وأنصار الله في اليمن، فهي تقوم بعمليات خاصة تتماشى مع عمليات المقاومة الفلسطينية نصرة لها.
ومن خلال استخدام استراتيجية الصمت، منع زعيم حزب الله اللبناني السلوك الانفعالي خلال هذه الفترة ولم يسمح للمقاومة باستخدام كامل طاقتها ضد النظام الصهيوني المهزوز. ولذلك، فإن هذا التوجه العقلاني تسبب في إرباك النظام الصهيوني وعدم قدرته على التنبؤ بالمراحل القادمة من النضال الفلسطيني. وكما رأينا خلال هذه الفترة، لم يتمكن النظام الصهيوني، حتى بدعم شامل من مؤيديه المعتادين، أمريكا وأوروبا، أن ينتزع اليد العليا من الفلسطينيين ويحقق أي تقدم.
وتضمن خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني رسائل مهمة للمقاومة وللصهاينة ومؤيديهم، وخاصة الأميركيين. وكانت رسالة المقاومة واضحة في دعم نصر الله للمجاهدين ونشاطات المقاومة الفلسطينية وقال إن هذه حركة قامت بها المقاومة الفلسطينية بنسبة 100% ولأهداف المقاومة الفلسطينية فقط، وليس لأهداف أخرى للمقاومة، الأمر الذي سيؤدي في النهاية إلى انتصار الفلسطينيين أنفسهم. وكانت رسالته الأخرى للأميركيين هي أنه إذا نجا النظام الصهيوني حتى هذه اللحظة من المعركة، فذلك بسبب دعم الولايات المتحدة، وإذا استمر هذا الدعم، فستكون بالتأكيد المرحلة التالية من معركة المقاومة، عندها سيحين الوقت الذي ستكون فيه جميع قوى المقاومة الأخرى جاهزة للتدخل وليس المقاومة الفلسطينية فحسب، وسيبدأ طرد الأمريكيين بالكامل من منطقة غرب آسيا واستهداف السفن الأمريكية المتمركزة في المنطقة.
لقد أشار السيد حسن نصر الله بشكل صحيح إلى أن حزب الله اللبناني بدأ نشاطه منذ اليوم الثاني لمعركة طوفان الأقصى وأن هذه الأعمال ستستمر، وتجنب في الوقت نفسه اتخاذ موقف صريح بشأن الخطوات المقبلة المحتملة للحزب خلال الحرب في غزة. وهذا ما يربك الصهاينة ومؤيديهم أيضاً أكثر، فليس لديهم قراءة واضحة عن الأساليب والخطط لهجمات جبهة المقاومة المتوقعة، ولا يعرفون كيف يقيمون مستوى الضربات الهجومية على القواعد العسكرية الأمريكية وأنظمة المراقبة و وأجهزة الرادار الإسرائيلية هل هي في إطار الإجراءات الدفاعية للمقاومة أو أنها مقدمة وتمهيد لهجوم أوسع؟!
بعد خطاب زعيم حزب الله، تحدثت وسائل الإعلام الغربية على الفور عن ضعفه وتراجع موقفه. وذلك على الرغم من أنه بعد أقل من يوم على خطاب السيد حسن نصر الله، تم نشر شريط فيديو يظهر أن مدفعية المقاومة الإسلامية اللبنانية بدأت لأول مرة خلال الأسابيع القليلة الماضية باستخدام صواريخ بركان الثقيلة، التي يزيد وزن رأسها الحربي على 500 كيلوغرام. وبعد أن استخدم جيش العدو قاتل الأطفال القنابل الثقيلة لمهاجمة مواقع المقاومة في جنوب لبنان، قرر حزب الله أيضاً تغيير مستوى الضربات والتوجه إلى صواريخه الثقيلة والمدمرة لتدمير منشآت التجسس والتنصت الصهيونية في شمال فلسطين المحتلة.
إن دخول المقاومة مرحلة جديدة من المعركة في شمال فلسطين المحتلة بعد خطاب السيد حسن نصر الله هو إنذار جدي وعملي للجرائم التي يرتكبها الصهاينة في الأراضي المحتلة بفلسطين وخاصة بحق المدنيين في غزة. إن القادة السياسيين والعسكريين للكيان الصهيوني، الذين يزعمون دائمًا أنه إذا دخل حزب الله الحرب مع هذا الكيان، فسوف يدمرون لبنان مثل غزة، وهم معرضين جدًا لهجوم كبير للقوة الصاروخية المتنوعة للمقاومة اللبنانية. وتقع العديد من المستوطنات في شمال فلسطين المحتلة في مرمى صواريخ بركان، وسيتم تدمير مدن مثل كريات شموني وشلومي بعشرات هذه الصواريخ.
ونظراً لقصر المدى وشكل الطيران الخاص لصواريخ بركان، التي تركت تجربة جيدة جداً في مجال العمليات في سورية، لا يبدو أن الأنظمة الدفاعية للنظام الصهيوني لديها القدرة على التعامل معها وإسقاطها. فمجرد ضرب صاروخين من طراز بركان على أي من قواعد التجسس التابعة للكيان الصهيوني في شمال فلسطين المحتلة سيحولها إلى أنقاض.