اكتفاء الحكومة البريطانية بالتحذير فقط بشأن الفيضانات

مع وصول العاصفة هانك إلى أراضي إنجلترا واستمرار نشاط هذه العاصفة المطرية، اعتبارًا من الخميس، فاضت أنهار كبيرة مرة أخرى وتسببت في حدوث فيضانات في جميع أنحاء المملكة المتحدة[1]. وقد نشطت هذه العاصفة بشكل رئيسي في اقليم ويلز وجنوب إنجلترا، وقد رافقها تشبع التربة ونتيجة لذلك فاضت الأنهار بغزارة شديدة.

ومن المتوقع حدوث فيضانات في أجزاء من نهر سيفيرن، أطول أنهار بريطانيا، ونهر ترينت في منطقة ميدلاندز خلال الأيام الخمسة المقبلة. كما أن أجزاء من نهر التايمز الذي يمر عبر لندن قد تشهد فيضانات من السبت إلى الاثنين.

بينما أعلن موقع التحذير من الفيضانات[2]، بحسب إعلان الحكومة، عن أكثر من 300 تحذير يوم الجمعة من الغرب إلى الساحل الشرقي لإنجلترا، إلا أن الفيضانات تسببت حتى الآن في إخلاء أكثر من 1000 منزل وانقطاع التيار الكهربائي على مستوى البلاد في تلك المناطق وفي النصف الجنوبي من إنجلترا أيضًا، وقد تضررت العديد من الطرق وأغلقت بسبب الفيضانات.

وأعلنت الشركة الكبيرة للسكك الحديدية الغربية، المسؤولة عن نقل الركاب من لندن إلى غرب إنجلترا وويلز، في بيان لها يوم الجمعة أن الفيضانات أغلقت الطريق في عدة أماكن وما زالت هذه الشركة غير قادرة على حل هذه المشاكل. كما أعلنت السكك الحديدية الوطنية أن الفيضانات تسببت في اضطراب كبير في حركة نقل الركاب على مستوى البلاد.

أيضًا، وفقًا لمسؤولين رسميين، تعرضت العديد من الشركات الواقعة بالقرب من الأنهار لأضرار جسيمة[3]. ويرى راجو كارانيا، صاحب فندق ومنتجع شاطئي في كامبريدج وأصبح محاط بالفيضانات التي تسببت بإغلاقه أن الوضع أسوأ من فيضانات عام 2020. وقالت سيرينا شيلينبيرج، وهي ضحية أخرى من شرق ساسكس وقد أجبرت على مغادرة منزلها، إن المنطقة معرضة تاريخيًا للفيضانات، "لقد رأيت الأمر يزداد سوءًا في السنوات الثلاث الماضية ولكن لم تفعل الحكومة شيئًا".

وفقًا لصحيفة الغارديان[4]، أعلن مكتب مراجعة الحسابات في المملكة المتحدة أن عدد العقارات التي يمكن توفير الحماية الكافية لها في خطة الحكومة البالغة 5.2 مليار جنيه إسترليني لعام 2020 لمكافحة مخاطر الفيضانات قد انخفض بنسبة 40٪ من 336000 إلى 200000. كما أنه من بين 2000 مشروع جديد للحد من مخاطر الفيضانات، تم إغلاق 500 مشروع، وهو رقم يزيد عن 25%

تجدر الإشارة إلى أنه منذ بدء هذه الخطة في عام 2020، تمكنت وكالة حمایة البيئة من تحويل 59 ألف منزل فقط إلى مستوى مقبول للسلامة من الفيضانات. هذه الوكالة، المسؤولة عن تعزيز هذه الخطة والإشراف عليها، تعتبر التضخم في المملكة المتحدة هو السبب وراء هذا التأخير في الجدول الزمني.

وقال غاريث ديفيز، رئيس مكتب مراجعة الحسابات في المملكة المتحدة، في مقابلة إنه على الرغم من إعلان الحكومة أنها ستضاعف ميزانيتها المخصصة في السنوات الست حتى عام 2027، فمن المتوقع أن 60٪ فقط من عدد العقارات المعلن عنها في الخطة يمكن بناؤها ووضعها في مستوى الأمان، وهو الرقم الذي يتوافق مع تقييمات التضخم الحالي في المملكة المتحدة، ونسبة عدم الوصول لذلك الرقم مرتفعة للغاية.

ومع ذلك، بينما تحاول الحكومة المحافظة تقديم نفسها على أنها ملتزمة بتقديم الإغاثة لضحايا الفيضانات، رفض ريشي سوناك طلب الممثلين بحضور المناطق المتضررة من الفيضانات. ودعا في تصريح مثير إلى بذل المزيد من العمل في هذه المناطق، وأكد للأهالي أن هيئة البيئة متواجدة في كافة المناطق التي غمرتها الفيضانات.

هذه الوعود يقدمها ريشي سوناك، بينما الشعب المتروك في الأزمات السابقة مثل أزمة غلاء المعيشة وأزمة ارتفاع تكاليف الطاقة والتضخم الجامح، أصبح عليه الآن أن يتعامل مع الفيضانات ومشاكلها في شتاء بريطانيا البارد.

[1] https://www.reuters.com/world/uk/britain-hit-by-flooding-after-heavy-rain-swells-major-rivers-2024-01-05/

[2] https://check-for-flooding.service.gov.uk/

[3] https://www.bbc.co.uk/news/uk-67888959

[4] https://www.theguardian.com/environment/2023/nov/15/flooding-defence-protection-england-properties-cut-nao