هآرتس: نتنياهو يطبخ حيلة للهروب من أزمته
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الاثنين، أنّ رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيحاول منع كارثة الأزمة التشريعية التي يعيشها الاحتلال من خلال التلويح بكارثة النووي الإيراني.
وذكرت صحيفة "هآرتس" أنّه يمكن يمكن استخلاص الكثير حول أهداف نتنياهو من رحلاته إلى الخارج، روما، برلين، لندن، مشيرةً إلى أنه "على الرغم من بُهوته الجلي، يمكن الافتراض أنه يكيد شيئاً، يطبخ حيلةً للخلاص من الأزمة".
وأشارت إلى أنّ "رحلاته إلى الخارج تهدف إلى بلورة وعي، وتهدف إلى تحقيق عدة أهداف: إزاحة وزير القضاء ياريف ليفين وإلغاء التعديل القضائي من أجل إزالة تحدّي ليفين لقيادته ".
وأضافت أنّ أحد أهدافه أيضاً هي طرد وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير من الائتلاف "من أجل الحفاظ على مسلكية سياسية مكبوحة ومعتدلة، وتحسين العلاقات مع الأميركيين، وتجميد محاكمته، وهي خطوة يمكن الافتراض أنها ستحظى بدعم حركة الاحتجاج".
ولفتت الصحيفة إلى أنّ نتنياهو سافر إلى الخارج للحديث عن إيران، موضحةً أنه قريباً سيعلن أنّ طهران قريبة من صنع قنبلة وأنه يجب الاستعداد لمهاجمة منشآتها.
وتابعت أنّ ما تعيشه "إسرائيل" حالة طوارئ تستوجب الاستقرار، والاقتصاد الصلب، وتعزيز العلاقات مع الأميركيين، مضيفةً أنّ "سموتريتش وبن غفير سيُصعفان، أو يُرسلا إلى المعارضة، وليفين سيقال من وزارة القضاء، وينضم معسكر الدولة إلى الحكومة ويتم إيجاد ترتيبٍ ما لنتنياهو، وتُطبخ الصفقة القذرة التي تُبقيه في السلطة".
وبحسب "هآرتس"، فإنّ غالبية كبيرة من الجمهور يُتوقع أن تدعم هذا المخطط، وتُقام لجنة رئاسية برعاية رئيس الاحتلال إسحاق هرتسوغ، تبحث التعديل في المؤسسة القضائية للاحتلال.
وأردفت أنه "يمكن الافتراض أنّ نتنياهو يسعى إلى هذا، وكذلك المسيطران عليه في البيت، ابنه يائير وزوجته سارة، وسيستخدم الورقة الإيرانية الرابحة"، مؤكدةً أنّ "إيران هي الورقة الأقوى، وربما أيضاً بوجهٍ خاص حيال الطيارين".
وأوضحت الصحيفة أنّ إيران هي "نقطة ضعفهم"، مشيرةً إلى أنّ "أغلبهم سيجدون صعوبة بالغة في رفض دعوة إلى إنقاذ إسرائيل من هولوكوست نووية، ففي ظل خطرٍ وجودي حقيقي من تفكك الدولة، غالبية الجمهور ستفضّل صفقة كهذه، ومقاطعة نتنياهو ستُلغى".
ولفتت إلى أنه "مع مرور السنين سيتبين أنّ إسرائيل لم تهاجم إيران (إنها فكرة مهووسة وغبية بالكامل)، وأنّ نتنياهو لم يدخل السجن والاحتلال والأبرتهايد مستمران، مضيفةً أنّ "كلّ سيناريو آخر هو فانتازيا، فليس هناك سيناريو آخر وارد لإنهاء هذه الأزمة".
ورأت الصحيفة أنّ حكومة الاحتلال لن تسقط حتى لو استمرت الأزمة أشهراً طويلة وخطوات الاحتجاج تفاقمت وشُلّت "إسرائيل"، مشيرةً إلى أنه من المعلوم كيف يفكّر عضو الكنيست بيني غانتس ونتنياهو في أوضاعٍ كهذه.
وأضافت أنّ "هرتسوغ أيضاً يستهدف ذلك: حكومة نتنياهو – غانتس الثانية، فإيران هي دائماً مهرب نتنياهو، وهذه المرة أيضاً هي بطاقة خروجه الوحيدة من الجحيم"، مؤكدةً أنّه سيمنع كارثة الأزمة التشريعية من خلال التلويح بكارثة النووي الإيراني.
وشددت الصحيفة على أنّ طياري سلاح الجو الإسرائيلي ورأسماليي "الهايتك" (مجموعات الضغط الأقوى في المفترق الحالي) سيدعمون ذلك، "فمن دونهم ليس هناك احتجاج فعّال، وهكذا سينتهي هذا الأمر".
يُشار إلى أنّ الأزمة الحالية في "إسرائيل"، والتي لا تقف عند حدود الانقسام السياسي، تشكّل محنةً لم يعتَد الاحتلال على التعامل مع مثيلاتها سابقاً، إذ لم يسبق أن شهد حركة اعتراض واسعة ضدّ حكومة تقودها إحدى الشخصيات السياسية الإسرائيلية الأساسية، مثل نتنياهو.
كما لم تقتصر المظاهرات التي عمّت الاحتلال على فئات أو جماعات محددة، بل اتسعت رقعتها الجغرافية بصورة كبيرة، وصولاً إلى تنظيم احتجاجات فيما يقارب 100 موقع وشارع وساحة في فلسطين المحتلة.
المصدر: المیادین