من أجل السلام
بعد استشهاد السيد إسماعيل هنية الذي كان ضيفاً رسمياً للجمهورية الإسلامية الإيرانية على يد إسرائيل الغادرة، كان المجتمع الدولي وحتى الغربيون يعرفون أن هناك انتهاكاً للسيادة الوطنية ولاستقلال دولة إيران. وقد طرحت الجمهورية الإسلامية فوراً حقها في الدفاع المشروع، وبلّغت عن قواعد إسرائيلية ستقوم بمهاجمتها ردًا على هذا الانتهاك لاستقلالها ووحدة أراضيها.
بعد استشهاد السيد إسماعيل هنية الذي كان ضيفاً رسمياً للجمهورية الإسلامية الإيرانية على يد إسرائيل الغادرة، كان المجتمع الدولي وحتى الغربيون يعرفون أن هناك انتهاكاً للسيادة الوطنية ولاستقلال دولة إيران. وقد طرحت الجمهورية الإسلامية فوراً حقها في الدفاع المشروع، وبلّغت عن قواعد إسرائيلية ستقوم بمهاجمتها ردًا على هذا الانتهاك لاستقلالها ووحدة أراضيها.
ولكن الولايات المتحدة وإسرائيل أرسلتا رسائل إلى الجمهورية الإسلامية تتحدث فيها عن مسألة المفاوضات لوقف إطلاق النار والسلام. وأعلنتا أنه إذا أرادت الجمهورية الإسلامية الرد على النظام الصهيوني فإن عملية مفاوضات السلام ووقف إطلاق النار ستتعقد أكثر مما سيؤدي إلى زيادة التوتر في المنطقة. لذلك اختارت الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضبط النفس لكنها احتفظت بحقها في الرد.
ومع مرور الوقت لم يظهر أي مؤشر على تقدم في مفاوضات السلام ووقف إطلاق النار. وقامت إسرائيل بمساعدة أمريكا بعمليات عدوانية في لبنان مما أدى إلى خسائر في صفوف المدنيين تزامناً مع محاولاتها الاغتيالية ضد السيد حسن نصر الله. في الواقع كانت تصريحات الأمريكيين والإسرائيليين حول وقف إطلاق النار بمثابة وسيلة لشراء الوقت وتجهيز وإعادة بناء قوات النظام الصهيوني وهو الأمر الذي شهدناه بوضوح خلال فترة ضبط النفس الإيرانية.
كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤجل ردها انتظارًا للسلام وإقامة وقف إطلاق النار، ولكنها واجهت خيانة وتضليل من الأمريكيين. وبالتالي لم يعد هناك مجال للتأخير في الرد على النظام الصهيوني، حيث كانت دائرة جرائمه تتسع يوماً بعد يوم. وبعد اغتيال السيد حسن نصر الله، كانت إيران مهددة بشكل واضح حيث أرسل بنيامين نتنياهو رسالة للشعب الإيراني، كانت تحمل مضامين للخداع بهدف إبعاد الشعب عن حكومته.
في ظل هذه الأجواء حيث تم تهديد الأمن القومي الإيراني ورفع النظام الإسرائيلي مستوى التوتر في المنطقة، كان يجب على الجمهورية الإسلامية أن تستخدم حقها المشروع في الدفاع وفقًا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة. ولذلك نفذت عملية "الوعد الصادق 2" يوم الثلاثاء حيث تمكنت من تدمير الدفاعات الجوية للنظام الصهيوني باستخدام حوالي 200 صاروخ. على الرغم من أن هذا النظام كان في حالة استنفار، إلا أنه لم يتمكن من اعتراض تسعون بالمئة من صواريخ إيران، وتمكنت إيران من استهداف أكثر القواعد الإسرائيلية أماناً، القواعد التي كانت تُنفذ منها عمليات ضد غزة ولبنان.
هذا العمل من قبل إيران أسعد الشعب الفلسطيني في غزة ولبنان وبقية الفصائل والدول في محور المقاومة. لقد أظهرت إيران مرة أخرى قدرتها على الدفاع عن نفسها ومحور المقاومة، مما زاد من روح معنوية أهل غزة وفلسطين، حيث تأكدوا من أن لديهم داعمين يساندونهم من مسافة 1200 كيلومتر، وأنهم سيستخدمون كل إمكانياتهم من أجل السلام والأمن في المنطقة وموطنهم فلسطين. وكانت هذه أهم رسالة للعملية "الوعد الصادق 2"، والتي تعني أنه إذا أراد النظام الصهيوني المزيد من تصعيد التوترات وزيادة النطاق الجغرافي للاحتقان، فإنه سيكون أمام مواجهة قوية من قبل إيران بكامل قوتها الدفاعية.
في الختام يجب القول إن الحقيقة هي أن جبهة المقاومة تواجه عدواً قوياً يحظى بدعم المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والولايات المتحدة، وأن أي إجراء يتم اتخاذه ضد السلام لن يتم إدانته فحسب، بل سيُشجَّع ويتم دعمه أيضًا. بناءً على هذه النقطة يمكن القول إن ما نلاحظه من الإجراءات الأخيرة للنظام الصهيوني هو أنه يقوم بزيادة التوترات يوماً بعد يوم لأنه تعرض لهزيمة استراتيجية، ويسعى لتعويض الخسائر من خلال توجيه مزيد من الضغوط على محور المقاومة. لذلك ليس من المستبعد أن يتخذ إجراءً ضد إيران وما هو مؤكد هو أن الجمهورية الإسلامية تدرك ذلك جيدًا وتستعد لتوجيه ضربات أقوى للنظام الصهيوني.