جرائم الكيان الصهيوني، الإعلام والرأي العام

جرائم الكيان الصهيوني، الإعلام والرأي العام

يونيو 13, 2023 - 15:18
جرائم الكيان الصهيوني، الإعلام والرأي العام
جرائم الكيان الصهيوني، الإعلام والرأي العام

على مر التاريخ كان مرتكبوا الجرائم دائمًا يستخدمون أدوات أخرى بجانب السيف لتبرير جرائمهم و لغسل آثار الدماء المهدورة ومحو صورتها من أذهان الناس. في عصرنا الحالي يتم اتباع هذا الإسلوب باستخدام قوة الإعلام، والنظام الصهيوني هو أحد الكيانات الإجرامية الإرهابية الرئيسية التي تتحرك في هذا الاتجاه. حيث يحاول الصهاينة تبرير جرائمهم والسيطرة على الرأي العام لشعوب العالم فيما يتعلق بأعمالهم الوحشية ضد الشعب الفلسطيني. وفي هذا الشأن فإن الكيان الصهيوني له هدفان رئيسان: إظهار صورة جميلة للكيان الصهيوني وتقديمها بشكل إيجابي. تشويه سمعة أعداء الكيان الصهيوني وحصر كل السلبيات والسيئات فيهم لتبرئة تفسه.[1]

في الواقع لا بد من القول إن النظام الإسرائيلي يحاول تقديم رواية غير واقعية عن القضية الفلسطينية لشعوب العالم، وعندما يقول الصحفيون الأجانب الحقيقة بلا قيود أو حدود، يتم اعتقالهم أو قتلهم برصاص المعارك.

وتخشى قوات الاحتلال الإسرائيلي من دور الإعلام في فضح جرائم هذا النظام وتغيير الرواية أو الدعاية التي يقوم المحتلون بالترويج لها اتجاه الشعب الفلسطيني. يحاول النظام الإسرائيلي المحتل نشر مواد إعلامية مختلفة عن واقع وحقيقة حقوق الفلسطينيين، فيحاول إسكات صوت الإعلام المستقل والحر.

عند وقوع حادثة أو توتر في مكان ما ويذهب المراسل أو المصور لتغطية النبأ، يطلقون النار عليهم بشكل مباشر كما حدث العام الماضي في قضية الشهيدة "شيرين أبو عقله".[2]

وفي عام 2002 استشهد على يد النظام الصهيوني الغادر صحفيين نذكر منهم: عصام مثقال و حمزة التلاوي وعماد صبحي أبو زهرة و أمجد بهجت العلمي وجميل عبد الله نواورة و أحمد نعمان ورفيلي تشريلو.

كما استشهد على يد النظام الصهيوني صحفيون آخرون هم محمد عبد الكريم البيشاوي (2001) وعثمان عبد القادر القطناني (2001) وعزيز يوسف التنح (2000).

وبنفس الطريقة وبحسب وزارة الإعلام الفلسطينية فإن النظام الصهيوني يعتقل الصحفيين الذين يعيشون في ظروف قاسية في السجون الصهيونية ويحرمون حتى من أبسط حقوق الإنسان التي تؤكد عليها المواثيق الدولية.

في عام 2012 استشهد محمد موسى أبو عيشة ومحمود علي أحمد الكومي وحسام محمد سلامة على يد قوات الاحتلال الصهيوني.

صحفيون آخرون استشهدوا كذلك مثل جودت كيليجلار (تركي عام 2010) ، علاء حماد محمود مرتجي (2009)، إيهاب جمال حسن الوحيدي (2009)، باسل إبراهيم فرج (2009)، عمر عبد الحافظ السيلاوي (2009)، فضل صبحي شناعة (2008)، حسن زياد شقورة (2008) ، محمد عادل أبو حليمة (2004) ، خليل محمد خليل الزبن (2004)، جيمس هنري دومينيك ميلر (بريطاني 2003)، نزيه عادل دروزه (2003)، فادي نشأت علاونة (2003).[3]

الحقيقة أنه في النظام الصهيوني، هناك قيود كثيرة على الصحفيين والمراسلين لتغطية الأخبار المتعلقة بالمظاهرات والصراعات في الضفة الغربية والقدس الشرقية. أحيانًا يتم إطلاق الغاز المسيل للدموع حتى بين المجموعات الإعلامية. لهذا السبب يجب على وسائل الإعلام والمجموعات الإخبارية حماية بعضها البعض حتى لا يتأذوا.[4]

جاء في تقرير جديد صادر عن لجنة حماية الصحفيين أنه منذ عام 2001 ، وثقت اللجنة ما لا يقل عن 20 حالة من الصحفيين قتلوا على يد الجيش الإسرائيلي، غالبيتهم العظمى من الفلسطينيين. في غضون ذلك لم يتم تقديم أي لائحة اتهام في جرائم القتل هذه. وهذا يعني أنه لم يتم تحميل أي شخص في الجيش الإسرائيلي مسؤولية مقتل 20 صحفيًا.

كما ذكر هذا التقرير أن القوات الإسرائيلية كثيرا ما تتجاهل علامات هوية الصحفيين وقد تم التعرف على ما لا يقل عن 13 صحفياً من بين 20 صحفياً قُتلوا بشكل مباشر بعد أن عرّفوا بأنفسهم بأنهم أعضاء في وسائل الإعلام أو كانوا يستقلون سيارات تحمل لافتات صحفية مطبوعة عندما تم استهدافهم وقتلهم. على سبيل المثال في عام 2008 ، وقف مصور رويترز فاضل شناعة، وهو يرتدي سترة واقية زرقاء مكتوب عليها كلمة "صحافة"، بالقرب من سيارة مكتوب عليها "تلفزيون TV"و "صحافة"، لكنه أصيب برصاصة في الصدر وفي الساق أدت لاحقاً لمقتله.[5]

يقدم تقرير لجنة حماية الصحفيين نموذجاً واضحاً عن سلوك نظام الإحتلال في مواجهتهم لحوادث اغتيال الإعلاميين من قبل جيش الكيان تحت عنوان "النموذج القاتل" ويعتبره حدثاً متسلسلاً وشائعاً عند هذا النظام. ويحدث هذا التسلسل في كل لحظةٍ يقتلُ الجيش الإسرائيلي فيها صحفيًا أو إعلامياً.

وأضافت اللجنة واصفة إجراءات الجيش الإسرائيلي في التحقيق في مقتل مدنيين، مثل الصحفيين، بمصطلح "الصندوق الأسود": "إن السلطات الإسرائيلية تنفي شهادات وادعاءات الشهود وغالبًا ما تحاول تبرئة جنودها على جرائم القتل مع إن التحقيق لا يزال جاريًا". ونتائج هذه التحقيقات تبقى سرية للغاية وغير معلنة.

وتقول لجنة حماية الصحفيين: "عندما تحدث التحقيقات، غالبًا ما يستغرق الجيش الإسرائيلي شهورًا أو سنوات للتحقيق في عمليات القتل، ولا تجد عائلات الصحفيين الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة سوى القليل من الحيل والخيارات للجوء إلى العدالة".[6]

لذلك وبحسب ما ذكر سابقاً فإن احتمال تكرار عمليات القتل هذه على يد جنود الكيان الصهيوني مرتفع للغاية. لأن تجربة العقدين الماضيين على الأقل، أظهرت أن جنود الإحتلال غير مُلامين على إرتكاب جرائم القتل العمد هذه. في حال أن قتل الصحفي يعتبر جريمة حرب.

ويشيرُ تقرير لجنة حماية الصحفيين إلى أن الجنود الإسرائيليين "لم يحترموا اللافتات الصحفية مرارًا وتكرارًا، وأرسلوا رسالة مفجعة إلى الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام في جميع أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة بإنهم هم أيضاً مستهدفون".

في النهاية يجب القول إنه على الرغم من كل جهود الكيان الصهيوني لفرض رقابة على جرائمه البربرية، فإن الرأي العام في العالم قد أدرك اليوم عدم كفاءة هذا النظام الزائف. اليوم لم يعد الحليف الأكبر والداعم للنظام الصهيوني أي حكومة الولايات المتحدة، قادرةً على دعم هذا النظام كما كان في السابق وخاصة تحت تأثير الرأي العام. في عام 1994خلال رئاسة نتنياهو للوزراء، قام النظام الصهيوني بتمويل 70٪ من ميزانيته من المساعدات الأمريكية والأوروبية، لكن اليوم شعوب أوروبا وأمريكا يحتجون على سبب دفع الأموال والمساعدات لمثل هؤلاء المجرمين.[7] في الواقع لقد أصبحت مساعدة إسرائيل هي تحدٍ لأوروبا وأمريكا، ولم يعد بمقدورهم الإجابة أمام رأيهم العام. الآن يتم تشكيل نظام جديد على أساس العدل والمقاومة والسلام. واستطاعت وسائل الإعلام والرأي العام إدارة هذا الأمر، ولا يمكن لقادة الدول أن يحكموا بقوة دون الإهتمام بوسائل الإعلام والرأي العام وإعطائه أهمية بالغة.

 حکیمه زعیم باشی


1. https://www.farsnews.ir/news/14000224000480

2. https://www.irna.ir/news/85046863

3. https://www.tasnimnews.com/fa/news/1401/02/22/2709398

4. https://farsi.palinfo.com/8887

5.https://www.maariv.co.il/news/military/Article-1004984

6. https://fa.alalam.ir/news/6612578

7. https://www.alef.ir/news/4020124035.html