مفاوضات لوضع النقاط على الحروف
بعد أن مضى 315 يومًا على حرب غزة مازال يسعى الوسطاء إلى إقناع النظام الصهيوني بالسلام، وهو أمر تم اختباره في المفاوضات السابقة، حيث تكررت هذه الاجتماعات دون جدوى في أرض المفاوضات الفاشلة (قطر) بجهود الولايات المتحدة والدول العربية. لقد تم تصميم هذه السلسلة من المفاوضات مع دعاية الذراع الإعلامي للجبهة الغربية والتي كانت تشير إلى احتمال كبير للتوصل إلى اتفاق وسلام، ولكنها انتهت مرة أخرى بالفشل بسبب إصرار النظام الصهيوني على إضافة شروط جديدة إلى طاولة المفاوضات.
بعد أن مضى 315 يومًا على حرب غزة مازال يسعى الوسطاء إلى إقناع النظام الصهيوني بالسلام، وهو أمر تم اختباره في المفاوضات السابقة، حيث تكررت هذه الاجتماعات دون جدوى في أرض المفاوضات الفاشلة (قطر) بجهود الولايات المتحدة والدول العربية. لقد تم تصميم هذه السلسلة من المفاوضات مع دعاية الذراع الإعلامي للجبهة الغربية والتي كانت تشير إلى احتمال كبير للتوصل إلى اتفاق وسلام، ولكنها انتهت مرة أخرى بالفشل بسبب إصرار النظام الصهيوني على إضافة شروط جديدة إلى طاولة المفاوضات.(1) إن إضافة شروط جديدة وغياب ممثلي حماس في هذه المفاوضات تشير إلى الأبعاد المعقدة لهذه الجولة من مفاوضات السلام، والتي سنقوم بمراجعة جانب من تصميمها.
دعوة إلى ضبط النفس في جبهة المقاومة
في هذه الجولة من مفاوضات السلام بين ممثلي فلسطين والنظام الصهيوني، يكتسب التركيز على متغير يسمى "وعد الانتقام" من جبهة المقاومة أهمية كبيرة. في الجولات السابقة كانت المفاوضات تدور حول محور السلام في فلسطين وتبادل الأسرى بين الجانبين، لكن في هذه الجولة من المفاوضات، اقترح على جبهة المقاومة وعد السلام وتوقيع اتفاق للحد من غضبها بسبب الاغتيالات العشوائية لممثلي حماس وحزب الله على يد النظام. تسعى الولايات المتحدة من خلال هذه الاستراتيجية، إلى تقويض هدف جبهة المقاومة المتمثل في الانتقام من منفذي ومأموري الاغتيالات. وقد أكدت إيران وحزب الله وأنصار الله على ذلك مرارًا في الأيام الماضية.
مع فشل هذه الجولة من المفاوضات، يبدو أن وعود الولايات المتحدة الخيالية والدول الأوروبية لجبهة المقاومة بشأن تحقيق السلام في فلسطين أصبحت فارغة.(2) وقد أظهر جبهة المقاومة مرة أخرى أن الهدف من الغرب في فلسطين ليس تحقيق السلام أو وقف آلة القتل للنظام الصهيوني، بل إنهم بحاجة إلى مفاوضات لا نهاية لها لتبرير سلوكهم المضلل.
استعداد محور المقاومة
في الأيام الماضية، كانت هناك حركة نقل كبيرة للأسلحة العسكرية في محور المقاومة، حيث زادت هذا المحور من استعداده لحرب شاملة تستمر لعدة أشهر،(3) حتى أن الدول الصديقة مثل الصين وروسيا قد أدت دورها أيضًا في هذا السياق. سيتم تعزيز الردع وتصميم عملية شاملة وناجحة من الغرب والشرق، بهدف توجيه ضربة قوية للنظام من قبل الضباط والقادة في محور المقاومة في الأيام المقبلة. وكان تأجيل العملية المرتقبة مجرد منح فرصة للوسطاء الإقليميين والدوليين. بعد فشل الجولة الأخيرة من مفاوضات السلام، أصبح الأمر واضحًا للدول العربية أيضًا، حيث يتوجب عليها تحديد موقفها في هذه الحرب. الدول الأوروبية، التي ظاهريًا قامت بدور الوسيط في المفاوضات، ستعاقب بسبب إهمالها ودعمها للقتل الوحشي للنظام الصهيوني.
توسيع نطاق الحرب في الساحة الدولية
واحدة من القضايا التي أكدت عليها القوى الدولية مرارًا هي محاولة السيطرة على نطاق الحرب في مناطق مختلفة من العالم. في الوقت الذي يمكن أن يقوم فيه محور المقاومة بالرد العسكري ضد أهداف النظام في أي لحظة، فإن توقع السيطرة على التوترات الدولية هو أمر بعيد عن الواقع. من المحتمل أن تشمل التوترات العسكرية في مناطق مثل الهجوم المحتمل من الصين على تايوان، وهجوم كوريا الشمالية على جارتها الجنوبية، وزيادة التوترات في أفريقيا. لما كانت البنية التي تم تصميمها بعد الحرب العالمية الثانية من قبل الغرب في حالة احتضار، فإن الضربة الأخيرة على هيكل النظام العالمي الجديد الذي خططت له الولايات المتحدة ستؤدي إلى انهياره نتيجة هجوم محور المقاومة على النظام الصهيوني.
بشكل عام، يجب أن نلاحظ أن الصبر الاستراتيجي الذي أبداه محور المقاومة في الأيام الماضية لمنح الفرصة للوسطاء كان له أبعاد أخرى بجانب وضع النقاط على الحروف مع الدول العربية والدول الأوروبية التي تبدو مسالمة. لقد أظهرت فشل مفاوضات قطر مرة أخرى للعالم أن الدول الغربية لم تكن في أي وقت من الأوقات تسعى للسلام في فلسطين، وأنها لن تتفاوض إلا كسباً للوقت ومنح الحد الأدنى من التنازلات. وسيتخذ محور المقاومة خطوات أكثر حزمًا لتنفيذ خطته الدقيقة لمهاجمة أهداف النظام الصهيوني، وبهذه الفعالية ستجلب السلام للفلسطينيين.
1. https://www.atalayar.com/en/articulo/politics/gaza-truce-talks-continue-in-qatar-after-first-day-of-talks-ended-without-progress/20240816144905204160.html
2. https://www.reuters.com/world/middle-east/only-gaza-ceasefire-can-delay-irans-israel-response-sources-say-2024-08-13/
3. https://www.voanews.com/a/iran-s-revolutionary-guards-hold-military-drill-in-western-iran-irna-says-/7738241.html