لماذا تراجع ماكرون عن تزويد أوكرانيا بالمُقاتلات؟
ماكرون الذي أقام مأدبةُ عشاءٍ على شرف الرئيس زيلينسكي في قصر الإليزيه أثناء توقّفه في باريس بحُضور أولاف شولتز مُستشار ألمانيا لا يُريد لروسيا أن تنتصر.
نشرح أكثر ونقول إن ماكرون الذي أقام مأدبةُ عشاءٍ على شرف الرئيس زيلينسكي في قصر الإليزيه أثناء توقّفه في باريس بحُضور أولاف شولتز مُستشار ألمانيا لا يُريد لروسيا أن تنتصر، وعلى عكس نُظرائه في أمريكا وبريطانيا وبولندا الذين يُريدون القوّات الروسيّة أن تخرج خاسِرَةً من هذه الحرب التي يجدونها فُرصَةً ثمينةً لتدميرها حسب المُفكّر الروسي ألكسندر نازاروف.
الفارقُ كبيرٌ بين منع الانتِصار الروسي، وخُروج موسكو خاسرةً من هذه الحرب، فالأوّل يعني تقديم تنازلات لروسيا في أوكرانيا، أيّ الاعتِراف بضمّها لمِنطقة دونباس وأقاليمها الأربعة، أمّا الثاني، أيّ الخسارة، فيعني تدمير روسيا.
الأوروبيّون، وخاصّةً فرنسا وألمانيا، بدأوا يُدركون أن الولايات المتحدة تُريد جرّهم إلى حربٍ قد تُؤدّي إلى انهِيارهم، عسكريًّا واقتصاديًّا، وتعاظمت هذه المخاوف بعد كشْف الصّحافي الأمريكي المُخضرم سيمور كريش عن وقوف وحدة كوماندوز أمريكيّة خلف تفجير خطّ أنابيب السّيل الشّمالي (نورد ستريم)، واتّهام روسيا زُورًا بالإقدام على هذا التّفجير من أجلِ منعِ أيّ تعاونٍ ألمانيٍّ روسيّ.
الجيش الروسي لن يقوم بشنّ هُجومٍ على أوكرانيا في الرّبيع مِثلما تُروّج وسائل الإعلام الغربيّة، لأنّ هُجومه بدأ فِعلًا في الشّتاء الذي يُناسب خططه العسكريّة، واستطاعت قُوّاته حسب آخِر التّقارير الميدانيّة، من تحرير مدينة سوليدار، وإكمال سيطرتها على ياخموت بمُساعدةِ قوّات مجموعة فاغنر التّابعة له، وكذلك بلدة كراسنا غورا المُحاذية، والاستِعداد للهُجومِ الكاسِح على مدينة نابوروجيا النوويّة الاستراتيجيّة.
كان الهدف الأبرز من جولة زيلينسكي الأوروبيّة الحُصول على مُقاتلاتٍ هُجوميّةٍ، بعد أن ضَمِنَ مِئات الآلاف من الدبّابات، ومنظومات صواريخ الباتريوت لشنّ هُجومِ الرّبيع في مُقامرةٍ هُجوميّةٍ قد يُؤدّي فشَلها إلى انهِيارِ أوكرانيا ونظامها الحاكم.
الرئيس بوتين تعلّم من حُلفائه الإيرانيين سياسة النّفس الطّويل والصّبر الاستراتيجي طويل الأمد، وتُفيد بعض التّسريبات الإخباريّة على لِسانِ بعض المُقرّبين منه، أنه يُخطّط لحربِ استنزافٍ مُضادّةٍ في أوكرانيا قد تمتدّ لثلاثِ سنواتٍ أو أكثر، الأمر الذي قد يقلب الحِسابات الأمريكية رأسًا على عقب، فأمريكا تُريد إنهاء هذه الحرب بهزيمة الرّوس في غُضونِ عامٍ أو عامين على الأكثر للالتِفات إلى المُواجهةِ الأهم مع الصين وقبل انتهاءِ فترة جو بايدن في الحُكم.
مرّةً أُخرى نقول إن القِوى النوويّة لا تُهزَم، ولهذا قصف كيان الاحتِلال مفاعل تمّوز النّووي العِراقي، ومُنشأة دير الزور السوريّة التي كانت في طَورِ التّأسيس، وحاصر ليبيا العقيد معمر القذافي وأجبره على تفكيك طُموحاته النوويّة والكيماويّة، ويحاول حاليًّا، أيّ كيان الاحتِلال، ضرب المُنشآت النوويّة الإيرانيّة ولا نعتقد أنه سينجح.