جنرالات فرنسيون ينتقدون تورط فرنسا في الحرب الأوكرانية
بدأت أصوات ضباط من الجيش الفرنسي ترتفع مستنكرة دعم ماكرون اللا متناهي لسلطات كييف النازية، والعداء غير المبرر لروسيا، فقد أشار الجنرال دومينيك ديلاواردي، ضابط متقاعد في الجيش الفرنسي، إلى سؤال طرحته المجلة البريطانية “ذا سبكتاتور”، قبل أيام: “واشنطن تخسر وبوتين يفوز لماذا؟”، لتجيب بنفسها بالقول: “لأن النظام العالمي يتغير لصالحه”. وأضافت المجلة أنه بصرف النظر عن أتباع الولايات المتحدة الأوفياء، لم يقف أي شخص في العالم ضد روسيا، ويمكن اعتبار هذا بالفعل هزيمة لواشنطن. ويعقب الجنرال بالتشديد على أن الانتكاسات في أفغانستان، وفكرة أن الحرب في أوكرانيا كانت بسبب توسع الناتو، أدّتا إلى تأجيج التعاطف في البلدان الناشئة مع فكرة أن بوتين ببساطة يعارض الغرب المستبد، وتقدم موسكو نفسها على أنها معقل للاستقرار في عالم جنّ جنونه، وينظر إلى موسكو بشكل متزايد على هذا النحو، ذلك أن توسع الناتو شرقاً، والعقوبات الكيدية، والإكراه للغرب المستبد، من شأنه أن يؤدي الى تراجع الهيمنة، مهما كان الثمن.. وهي في النهاية تنهار.
ويضيف: أما بالنسبة لفرنسا، فيبدو أن لدى نخبها السياسية وصحافييها الوقت لشنّ الحرب.. ونأمل أن يستيقظوا قبل فوات الأوان. الكارثة الاقتصادية والكارثة العسكرية القادمة يتحمل تبعاتها أولئك الذين لم يتوقفوا عن الكذب بشأن اتفاقيات مينسك، ولا حول خط أنابيب نورد ستريم2، وحول القدرة على الانتصار، وحتى القدرة على الانتصار على فيروس كورونا. وبالتالي، سيتعيّن على السكان أن يدفعوا ثمن أخطاء حكامهم، من خلال التضخم، والخراب، وتلطيخ صورة الدولة، وتدني مرتبتها على الساحة الدولية عندما تنتهي اللعبة.
تجدر الإشارة هنا إلى أن هناك 4 جنرالات في الجيش الفرنسي تحدثوا عن موضوع الحرب في أوكرانيا، فقد أوضح الجنرال بيير دي فيلييه، الرئيس السابق لأركان الجيش، في تشرين الثاني الماضي، أن هذه الحرب لم تكن حربنا، ولم تكن لدينا السبل للقيام بها، ومصالح الولايات المتحدة لم تكن يوماً نفس مصالح فرنسا. ولأنه نطق بهذه الحقيقة، لم تتم دعوة هذا الجنرال إلى قنوات التلفزيون الرسمية مدة 4 أشهر، بل استضافة محللين على شاكلة غويا وياكوفليف والآخرين الذين تتماشى أقوالهم مع خطاب ماكرون. ومن ثم هناك الجنرال إيليك إيراستورزا، رئيس أركان الجيش السابق، والذي يتوافق استنتاجه تماماً مع مقال مجلة “ذا سبكتاتور” البريطانية، وحديثها عن العالم المولود من انهيار حلف وارسو قبل 30 عاماً، إذ يمكن أن يقدم لنا عام 2023 مخططاً لما سيكون عليه الغد. أما الجنرال الثالث فهو جان رينيه باتشيليت، المفتش العام السابق للجيوش، والذي نشر مقالاً في أيار 2022 بعنوان “الحرب في أوكرانيا وشفق الغرب”، أشار فيه إلى أن “أوروبا، بعد أن لعبت دورها على مدى القرون الماضية بنفاق ومكر، لديها الآن مهنة إعادة الغرب إلى المسار الصحيح، الطريقة الوحيدة القادرة على ضمان استدامة حضارتنا، في العالم الجديد في الظهور، لتعزيز ولادتها من جديد، ومن أجل ذلك، لتحرير نفسها من قبضة الصورة الرمزية عبر المحيط الأطلسي. وبدلاً من ذلك، عدنا إلى طاولة التجديف في المطبخ الأمريكي، لحفلة غرق محتم، منظور مؤلم في أمسية حياتنا”.
الجنرال الرابع هو جان ماري فوجير، لواء سابق في القوات المسلحة، والذي يقول أيضاً إن مصالح الولايات المتحدة ليست مصالح فرنسا، وأن فرنسا لا تملك الوسائل لشن الحرب. وفي الختام، يتساءلون جميعاً: تغرق قوارب الاتحاد الأوروبي، وفرنسا، لكن أوركسترا ماكرون تواصل العزف والجوقة الإعلامية الفرنسية تواصل الغناء، ولكن إلى متى؟!.
المصدر: البعث