كيفية مواجه تركيا لمشاكلها الداخلية

كيفية مواجه تركيا لمشاكلها الداخلية

يونيو 14, 2023 - 15:31
يونيو 14, 2023 - 15:41
كيفية مواجه تركيا لمشاكلها الداخلية
كيفية مواجه تركيا لمشاكلها الداخلية

بعد التقلبات التي صاحبت الإنتخابات التركية والتي شهدت مشاركة واسعة من أبناء هذا البلد تمكن الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان من الحفاظ على كرسي الرئاسة في تركيا لمدة خمس سنوات بالإضافة إلى التعامل مع المشاكل الاقتصادية التي تعد أحدى المشكلات الرئيسية لتركيا. هذه الانتخابات التي أجريت لرئاسة وبرلمان تركيا في نفس الوقت، ذات أهمية كبيرة لمنطقة غرب آسيا لأن تركيا وقعت أيضا تحت تأثير وجهات النظر الغربية المتطرفة وتتطلع الدول الغربية إلى تقريب البلاد من معسكرها قدر الإمكان، فكانت هذه الانتخابات أفضل فرصة لهذه الدول الغربية لتقريب تركيا من المحور الغربي في خضم الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ولإخراج روسيا التي كانت تتزود باحتياجاتها من الواردات والسلع والخدمات عبر تركيا من هذا المحور و تضييق الساحة الاقتصادية عليها قدر المستطاع.1

بعد الانتخابات أصيب الاقتصاد التركي بصدمة بسبب انخفاض قيمة الليرة مقابل الدولار. ومن خلال ضغوط حكومة أردوغان  من أجل قمع ارتفاع سعر الدولار خلال الانتخابات حيث تمكنت من السيطرة على السعر إلى حد ما، عاد و ارتفع السعر بشكل حاد بعد الانتخابات، واليوم أيضاً تواجه كل ليرة تركية مقابل الدولار انخفاض ملحوظ2 ويتوقع الخبراء أنه سينخفض ​​أكثر مرة أخرى.

المشاكل الاقتصادية التي ذكرناها يجب أن تعالج بسياسات أردوغان الذي هو شخصياً شخص براغماتي. سياسة أردوغان تجاه المشاكل الداخلية هي إرسال تلك المشاكل إلى الخارج. فعلى تركيا صرف الانتباه من أجل الهروب من مشاكلها التي تعاني منها. ويعتبر شمال سورية واليونان وآسيا الوسطى والقوقاز بعض الأماكن التي يوجد فيها احتمالات لحدوث بعض التوتر والنزاعات.

كما يجب أن نضيف إلى كل السيناريوهات المحتملة المذكورة أعلاه العنصر البراغماتي لشخص أردوغان ، وبالتالي يجب أن ننتظر قرارات السياسيين الأتراك الذين سيستخدمون التكتيكات للخروج من الأزمات الاقتصادية التي تنتظرهم. إن قرار الدول عبر الإقليمية (الغربية) بإحداث أزمات موازية للحرب الأوكرانية على مستوى العالم ، سواء كانت أزمة تايوان أو الأزمة في غرب آسيا ، أبقى جميع الحكومات في المنطقة يقظة وتدرس بعناية جميع الحركات في السياسة الدولية. يحتاج صناع القرار في دول المنطقة للخروج من المشاكل الداخلية لبلدانهم ، والتي واجهوها تدريجيا بعد انهيار حمى فيروس كورونا ، إلى الهدوء وتجنب التوتر على أي مستوى.اليونان هي أيضا واحدة من أكثر الأماكن المتنازع عليها مع تركيا بسبب المشاكل التي سنذكرها، ويوجد هناك احتمالٌ لفرض عمل عسكري تركي في المنطقة. في العقود الأخيرة كانت قضايا مثل المياه الإقليمية والمناطق البحرية المتنازع عليها(استكشاف الغاز)وتسليح الجزر وانتهاك حقوق الأقلية التركية في اليونان(المناطق التي يسكنها المسلمون في اليونان) من بين تلك التي تسببت في كثير من الأحيان في توترات بين أنقرة وأثينا. تظهر جميع الأدلة أنه في المستقبل القريب لا يوجد احتمال واضح للحد من التوترات بين البلدين4، والآن مع زيادة المساعدات العسكرية الأمريكية لليونان، ستبقى مشاكل البلدين دون حل مما يجعل المنطقة واحدة من أماكن التوتر في المستقبل.

ومنذ القدم لطالما فضل المفكرون العثمانيون في الحكومة التركية منطقة آسيا الوسطى والقوقاز للتأثير والتدخل وتقوية النفوذ.

تخطط السياسة الخارجية التركية إلى تطوير علاقاتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية الشاملة مع إخوانها الأتراك في آسيا الوسطى5. تاريخيا وجغرافيا تتمتع الجمهوريات الخمس الناطقة بالتركية والإسلامية في أذربيجان وأوزبكستان وتركمانستان وكازاخستان وقيرغيزستان بعلاقات تاريخية مع تركيا في منطقة آسيا الوسطى والقوقاز. اللغة المشتركة والطقوس والعادات المشتركة والحاجة الاقتصادية للمنطقة لجذب الاستثمار الأجنبي جعلت أهمية علاقات تركيا مع هذه الدول تأخذ بعدا رمزيا. وتتطلع تركيا إلى إنشاء ممر تركي في المنطقة وبسبب علاقة تركيا العدائية مع أرمينيا فإن بناء هذا الممر والتدخل العسكري يمكن أن يحدث في المنطقة ليؤمن المصالح التركية في هذه المنطقة الجغرافية.

كما يجب أن نضيف إلى كل السيناريوهات المحتملة المذكورة أعلاه العنصر البراغماتي لشخص أردوغان نفسه، وبالتالي يجب أن ننتظر قرارات السياسيين الأتراك الذين سيستخدمون التكتيكات للخروج من الأزمات الاقتصادية التي تنتظرهم. إن قرار الدول الإقليمية (الغربية) بإحداث أزمات موازية للحرب الأوكرانية على مستوى العالم، سواء كانت أزمة تايوان أو الأزمة في غرب آسيا، أبقى جميع الحكومات في المنطقة يقظة وتدرس بعناية جميع الحركات في السياسة الدولية. يحتاج صنّاع القرار في دول المنطقة للخروج من المشاكل الداخلية لبلدانهم التي واجهوها تدريجيا بعد زوال هجمة فايروس كورونا إلى الهدوء وتجنب التوتر على أي مستوى.

امیرعلی یگانه