فعلٌ مخزٍ ممنهج ضد المسلمين برعاية السويد
فعلٌ مخزٍ ممنهج ضد المسلمين برعاية السويد
ففي 21 يناير/كانون الثاني الماضي، أحرق زعيم حزب “الخط المتشدد” الدانماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان نسخة من المصحف قرب السفارة التركية في ستوكهولم، وسط حماية من الشرطة، مما أثار احتجاجات عربية وإسلامية، بموازاة دعوات إلى مقاطعة المنتجات السويدية.
وفي الإنتهاك الجسيم الذي إرتكبه الحاقد على المسلمين تحت حماية السلطات السويدية، مزّق المتطرف سلوان موميكا (37 عاما) نسخة من المصحف الشريف، وأضرم النار فيها عند مسجد ستوكهولم المركزي، بعد أن منحته الشرطة السويدية تصريحا بتنظيم الاحتجاج إثر قرار قضائي.
غضب عراقي
ردّا على هذا الأمر، طالبت وزارة الخارجية العراقية الخميس- السلطات السويدية بتسليمها العراقي الذي أحرق نسخة من المصحف الشريف “لمحاكمته وفق القانون العراقي”، ومع ذلك أعلن هذا الشخص عزمه حرق نسخة أخرى من القرآن الكريم في غضون 10 أيام رغم التنديد الواسع بفعلته على الصعد العربية والإسلامية والدولية. وكان متظاهرون عراقيون قد اقتحموا السفارة السويدية في بغداد أمس الخميس، احتجاجا على سماح ستوكهولم لسويدي من أصول عراقية يُدعى سلوان موميكا (37 عاما) بإحراق نسخة من المصحف يوم الأربعاء، بالتزامن مع احتفال المسلمين بعيد الأضحى المبارك. والخميس أيضا، أوعز رئيس مجلس القضاء الأعلى بالعراق فائق زيدان، بالتحرك قانونيا ضد الشخص الذي أساء للقرآن الكريم في العاصمة السويدية.
المُتطرف يتمادى
لكن، بالرغم من التنديد العربي والإسلامي الواسع، قال سلوان موميكا الذي فرّ من بلاده إلى السويد -لصحيفة “إكسبرسن” السويدية الخميس (أمس الأول)- “في غضون 10 أيام، سأحرق العلم العراقي ومصحفا أمام السفارة العراقية في ستوكهولم”. وأضاف أنه على علم بتأثير ما أقدم عليه، وقد تلقى “آلاف التهديدات بالقتل”.
إدانات إسلامية
وأدانت الدول الاسلامية هذه الجريمة بحق مشاعر المسلمين ومقدساتهم في أول أيام عيد الأضحى المبارك، حيث أدان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني جافي، ما حصل من حرقٍ للقرآن الكريم في العاصمة السويدية، مطالبًا مسؤولي السويد باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار الإساءة إلى معتقدات المسلمين.
وقد دان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان -في تغريدة نشرها عبر حسابه في تويتر- هذا “العمل الدنيء الذي ارتكب بحق كتابنا القرآن الكريم في أول أيام عيد الأضحى المبارك”. وأضاف: “إن السماح لهذه الأعمال المعادية للإسلام بحجة حرية التعبير أمر لا يمكن قبوله، وإن غضّ الطرف عن مثل هذه الأعمال الشنيعة يعني التواطؤ معها”.
وفي الردود العربية والاسلامية أيضاً، أعلنت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، الخميس، أنها ستعقد اجتماعا طارئا في مدينة جدة السعودية الأسبوع المقبل، على خلفية حرق نسخة من القرآن الكريم بالسويد، وذلك بدعوة من الرياض باعتبارها رئيسا للقمة الإسلامية في دورتها الحالية، بحسب بيان للمنظمة نشرته عبر تويتر.
توحش فردي تحت مسمى الحرية
قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على القره داغي -في بيان- إن إحراق المصحف “عنصرية وليست حرية، وتوحش فردي مدعوم من الجهات الرسمية لا ينبغي السكوت عنه”. كما أكد مجلس التعاون في بيان- أن تصرفات كهذه “تدل على حقد وكراهية وتطرف”، داعيا إلى ضرورة تحرك السلطات السويدية لوقفها “بشكل فوري”.
وقال البرلمان العربي -في بيان- إن ما حدث “عمل تحريضي من شأنه تأجيج مشاعر المسلمين حول العالم”، مستنكرا استمرار السلطات السويدية في مثل هذه الاستفزازات.
استفزاز لمشاعر المسلمين
وقالت وزارة الخارجية السعودية -في بيان- إن “هذه الأعمال البغيضة والمتكررة لا يمكن قبولها بأي مبررات، وهي تحرض بوضوح على الكراهية والإقصاء والعنصرية”. كما استنكرت الخارجية البحرينية في بيان الحادث، وعدته “عملا بغيضا يمثل استفزازًا لمشاعر المسلمين في العالم، وإساءة مرفوضة”، داعية إلى “اتخاذ إجراءات حاسمة لمنع تكراره”.
ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية حرق نسخة من القرآن الكريم، واعتبرته “اعتداء صارخا على مبادئ حقوق الإنسان وقيم التسامح وقبول الآخر والديمقراطية والتعايش السلمي بين أتباع الديانات كافة”. وشددت الخارجية اليمنية على أن “تعمد استفزاز مشاعر المسلمين حول العالم في مناسبات إسلامية مقدسة يستلزم محاسبة ومعاقبة كل من يشجع ويقف خلف هذه الإساءات المتكررة”. ودانت الخارجية الليبية في بيان هذه الواقعة، مطالبة بـ”اتخاذ إجراءات واضحة ضد مرتكبيها”. فيما حذرت الخارجية الكويتية -عبر بيان- من أن ما حدث “خطوة استفزازية خطيرة من شأنها تأجيج مشاعر المسلمين حول العالم”، داعية المجتمع الدولي والحكومة السويدية إلى “تحرك سريع لنبذ مشاعر الكراهية والتعصب ووقف هذه الإساءات”.
دعوات لمحاسبة ومعاقبة المُجرم
وشددت الخارجية اليمنية على أن “تعمد استفزاز مشاعر المسلمين حول العالم في مناسبات إسلامية مقدسة من قبل حركة متطرفة بغيضة، يستلزم محاسبة ومعاقبة كل من يشجع ويقف خلف هذه الإساءات المتكررة”. ودعت الوزارة إلى اتخاذ التدابير الكفيلة بمنع تلك الإساءات التي تستهدف نشر ثقافة الكراهية ولا تؤمن بقيم التسامح.
ودانت تونس بشدة واقعة إحراق نسخة من المصحف الشريف، معتبرة ما حدث “استفزازا صارخا ومتعمدا لمشاعرهم وازدراءً لمعتقداتهم”. كذلك شددت الخارجية الجزائرية في بيان “على أن هذه الممارسات المشينة والمتكررة من شأنها إثارة الكراهية واستفزاز المشاعر الدينية للمسلمين والإساءة البالغة لقيم الحرية التي ترتكز عليها المجتمعات بما تحمله من معانٍ للإنسانية”. وفي المغرب، استدعت وزارة الخارجية القائم بالأعمال السويدي في الرباط، كما جرى استدعاء السفير المغربي بالسويد للتشاور “لأجل غير مسمى”، وجاء في بيان لوزارة الخارجية المغربي أنه “تم التعبير للدبلوماسي السويدي خلال هذا الاستدعاء عن إدانة المملكة المغربية بشدة لهذا الاعتداء، ورفضها هذا الفعل غير المقبول”، ووصف البيان هذا العمل بـ”العدائي غير المسؤول”.
كما دانت دولة قطر بأشد العبارات سماح السلطات السويدية بحرق نسخة من المصحف الشريف، مشددة على أن هذه الواقعة الشنيعة تعد عملا تحريضيا واستفزازا خطيرا لمشاعر أكثر من ملياري مسلم في العالم، ولا سيما في عيد الأضحى المبارك. وشددت مصر على أن حرق المصحف “فعل مخزٍ يستفز مشاعر المسلمين حول العالم” وهو يحيون عيد الأضحى.
جريمة بإيعاز من الحكومة السويدية
ونددت الحكومة السورية بـ”العمل المشين” في أحد أقدس الأيام للمسلمين، “من قبل أحد المتطرفين بإذن وموافقة الحكومة السويدية”.
وفي الأردن، قالت الخارجية -في بيان لها- إن “إحراق المصحف الشريف هو فعل من أفعال الكراهية الخطيرة، ومظهر من مظاهر الإسلاموفوبيا المحرضة على العنف والإساءة للأديان، ولا يمكن اعتباره شكلا من أشكال حرية التعبير مطلقا”. ودعت الوزارة إلى “وقف مثل هذه التصرفات والأفعال غير المسؤولة، ووجوب احترام الرموز الدينية، والكف عن الأفعال والممارسات التي تؤجج الكراهية والتمييز”. وفي لبنان، أكد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى -عبر بيان- أن ما حدث “عدوان على الأمة الإسلامية وانتهاك فاضح لحرية الدين والمعتقد”. وطالب المجلس بوقفة “جادة أمام الحرب الدينية”، داعيا الشعوب والمثقفين إلى الضغط على الحكومة السويدية لـ”إيقاف هذا العدوان”.
كما أكدت الخارجية الفلسطينية أن “الاعتداء على القرآن الكريم من قبل متطرف حاقد، تعبير عن الكراهية والعنصرية واعتداء صارخ على قيم التسامح وقبول الآخر والديمقراطية والتعايش السلمي بين أتباع الديانات كافة”. وشددت على أن “هذا العمل العنصري يتناقض تماما مع حرية التعبير عن الرأي، ويمس بمشاعر ملايين المسلمين في العالم”. وقال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سامي أبو زهري -في تغريدة له- إن إحراق المصحف “هو استفزاز لمشاعر المسلمين في العالم وعدوان على معتقداتهم”، داعيا إلى “وقف هذه الأعمال العدائية”.
كما قال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب، لوكالة الأناضول، “ندين هذه الأفعال العدوانية”، محذرا من أن “هذه الاعتداءات على القرآن الكريم أو على المساجد من شأنها إشعال حرب دينية”.
تنديد دولي
كما دان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حرق المصحف، ونقلت وكالة سبوتنيك عنه قوله خلال زيارة لمسجد “الجمعة” الأربعاء في دربند: “روسيا تكن احتراما شديدا للقرآن ولمشاعر المسلمين الدينية، وعدم احترام هذا الكتاب المقدس في روسيا جريمة”. وأضاف بوتين “في بلدنا هذه جريمة (حرق القرآن)، بموجب الدستور والمادة 282 من القانون الجنائي لروسيا، هذه جريمة، عدم الاحترام والتحريض على الكراهية بين الأديان، وسنلتزم دائما بهذه القواعد التشريعية”. كما طالب رئيس الدوما (مجلس النواب) الروسي فياتشيسلاف فولودين بصياغة قرار يدين “ممارسات السلطات السويدية ضد المسلمين، والتي سمحت بحرق نسخة من القرآن الكريم”.
من ناحيتها، قالت الولايات المتحدة إنها تدين حرق مصحف أمام مسجد في السويد، غير أنها أضافت أن إصدار التصريح بالمظاهرة دعم لحرية التعبير وليس تأييدا لهذا الإجراء.
في مجموع الردود من قبل منظمات ندّد بالواقعة تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، والأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، ومجلس التعاون، والبرلمان العربي، والأزهر الشريف، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بلبنان.
المصدر: الوفاق