عودة زيلينسكي من سويسرا خالي الوفاض

في 15 و16 يونيو/حزيران، استضافت سويسرا مؤتمرا يهدف إلى رسم الخطوات الأولى لتحقيق السلام في أوكرانيا. وعقد الاجتماع في "منطقة بورجنستوك" في هذه البلاد، الواقعة بالقرب من مدينة لوسيرن، ورغم أنه قبل بدء الاجتماع قال المسؤولون السويسريون الذين استضافوا المؤتمر إن حوالي 100 دولة ومنظمة، نصفها من أوروبا سوف تشارك في المؤتمر، وقد وافقت على هذا المؤتمر، لكن 57 دولة فقط حضرت هذا المؤتمر على مستوى قادتها.

يونيو 29, 2024 - 08:23
عودة زيلينسكي من سويسرا خالي الوفاض
عودة زيلينسكي من سويسرا خالي الوفاض

في 15 و16 يونيو/حزيران، استضافت سويسرا مؤتمرا يهدف إلى رسم الخطوات الأولى لتحقيق السلام في أوكرانيا. وعقد الاجتماع في "منطقة بورجنستوك" في هذه البلاد، الواقعة بالقرب من مدينة لوسيرن، ورغم أنه قبل بدء الاجتماع قال المسؤولون السويسريون الذين استضافوا المؤتمر إن حوالي 100 دولة ومنظمة، نصفها من أوروبا سوف تشارك في المؤتمر، وقد وافقت على هذا المؤتمر، لكن 57 دولة فقط حضرت هذا المؤتمر على مستوى قادتها.

موقف بايدن مع الصين وروسيا

رغم أن معظم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لم ترسل وفودها للمشاركة في هذا الاجتماع، إلا أن غياب الدولتين، الصين وروسيا، كان ملحوظا أكثر من الدول الأخرى بسبب الدور الذي يمكن أن تلعبه بالنسبة لمستقبل الحرب في أوكرانيا. ولم تشارك في هذا المؤتمر روسيا وهي أحد أطراف الحرب في أوكرانيا، والصين أيضاً التي يشير إليها الغرب والولايات المتحدة على أنها تهديد، وبحسب مراقبين، فإن إقصاء روسيا كلاعب رئيسي في المنطقة وغياب الصين والغياب الملحوظ للرئيس الأميركي جو بايدن، قلل من أهمية هذا المؤتمر. [1]

الحاضرين في الاجتماع إلى جانب روسيا

   أدانت القوى الغربية وحلفاؤها في المؤتمر السويسري الهجوم الروسي على أوكرانيا. حيث نصت الوثيقة النهائية التي وقعتها 78 دولة على أن ميثاق الأمم المتحدة واحترام السلامة الإقليمية والسيادة... يمكن استخدامه كأساس لتحقيق سلام شامل وعادل ومستدام في أوكرانيا. إلا أنهم فشلوا في إقناع بعض الدول المهمة الحاضرة في الاجتماع بالموافقة على البيان الختامي لهذا المؤتمر. ولم توقع الدول الأعضاء في مجموعة البريكس والعديد من الدول الأخرى التي شاركت في هذا المؤتمر على هذا البيان. تم التوقيع على هذه الوثيقة من قبل 80 دولة من أصل 92 دولة حاضرة في المؤتمر، لكن أرمينيا والبحرين والبرازيل والفاتيكان والهند وإندونيسيا وليبيا والمكسيك والمملكة العربية السعودية وسلوفاكيا وجنوب أفريقيا وسويسرا وتايلاند والإمارات العربية المتحدة لم توقع عليها. [2]

خيبة زيلينسكي في اجتماع السلام في سويسرا

   رغم إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال هذا اللقاء أن اجتماع السلام لحل الأزمة في أوكرانيا كان "ناجحا" واستطاع أن "يصنع التاريخ" بحسب تعبيره، إلا أنه كان واضحاً للشخصيات الأجنبية الحاضرة ووسائل الإعلام أن هذا الاجتماع لم يكن ناجحاً كما ادعى الرئيس الأوكراني. وفي يوم الأحد، وهو اليوم الثاني للمؤتمر، سعت القوى الغربية ودول أخرى إلى التوصل إلى توافق في الآراء بشأن إدانة روسيا والتأكيد على التكلفة البشرية لهذا الصراع، لكن بعض الزعماء غادروا الاجتماع مبكرا، وسعت محادثات الأحد إلى التوصل إلى موقف مشترك حول الحاجة إلى الأمن النووي والغذائي وعودة أسرى الحرب والأطفال النازحين من أوكرانيا. [3]

كيف تناولت وسائل الإعلام مؤتمر السلام السويسري؟

كتبت صحيفة التلغراف عن ذلك: نتائج المؤتمر مخيبة للآمال. ولم يتمكن المشاركون من تقديم خطوات ملموسة لحل النزاع. ولم توقع أي دولة في جنوب أو جنوب شرق آسيا على إعلان المؤتمر.

وكتبت صحيفة فايننشال تايمز أيضًا: إن قرار عدد من القوى الرائدة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بعدم دعم البيان الختامي للمؤتمر، يظهر قوة روسيا الاقتصادية ونفوذها على الساحة الدولية.

وأضافت بوليتيكو أيضًا: إن خطة بوتين المقترحة لإنهاء الصراع في أوكرانيا ذكّرت المشاركين في المؤتمر مرة أخرى بأن موقف الكرملين "يجب أن يؤخذ في الاعتبار في نهاية المطاف".

وأضافت بلومبرج أيضًا: إن غياب الصين عن هذا الاجتماع الذي يستمر يومين ووجود دبلوماسيين بمناصب رئيسية أقل قد طغى على الجهود المبذولة لكسب دعم "الجنوب العالمي". [4]

جولة سويسرية غير مثمرة لأوكرانيا

   أظهرت نتائج مؤتمر السلام الأوكراني الأخير في سويسرا أن الاجتماعات الأحادية الجانب التي عقدها الغربيون دون دعوة روسيا لحل الأزمة الأوكرانية و دون الاهتمام أساس الأزمة، فشلت تماما وتحولت إلى نوع من الاجتماعات لتصبح سياسية ودعائية فقط لا أكثر. الأمر المؤكد هو أن مسألة الأزمة الأوكرانية سيتم حلها من خلال التفاوض المباشر مع روسيا والاهتمام بأسباب الأزمة في أوكرانيا، وليس من خلال تنفيذ السياسات الأحادية للغرب والولايات المتحدة التي تريد أن تكون أوكرانيا مجرد درع لمواجهة روسيا وتنفيذ سياساتهم الخاصة.

مرضیه شریفی 

 [1] https://www.tabnak.ir/fa/news/1242935

[2] https://aftabnews.ir/fa/news/914832

[3] https://www.khabarfoori.com/fa/tiny/news-3078809

[4] https://www.khabaronline.ir/news/1920821