الإبادة الجماعية لمسلمي سربرنيتسا في البوسنة
الإبادة الجماعية لمسلمي سربرنيتسا في البوسنة
كثرت المحاولات العديدة لوصف أوروبا بأنها مظهر مجيدٌ للحضارة الغربية، لكن مراجعة تاريخ القارة الخضراء في القرن الماضي تظهر عكس الادعاءات الحالية، تسببت انتهاكات حقوق الإنسان في كوارث إنسانية وجرائم ضد المدنيين في بعض الحالات وسجلت أحداثا مريرة في تاريخ القارة. [1]
شهدت أوروبا واحدة من أكبر المجازر في تاريخ العالم قبل ثلاثة عقود. غزا الصرب البوسنة في عام 1992 وذبحوا200 ألف مسلم أوروبي من أصل بوسني أمام أعين العالم والمنظمات الدولية بحلول عام 1996 . لفهمٍ أفضل حول الحرب في البوسنة، يجب الإشارة إلى أن عدد السكان المسلمين في البوسنة في 1990 كان فقط 2 مليون شخص، استشهد منهم 200 ألف، أي حوالي 10 في المئة من السكان المسلمين في البوسنة .[2]
كانت ذروة الإجرام الدموية لحرب البوسنة هي جرائم القتل التي حصلت في مدينة سربرنيتسا، والتي أثارت المشاعر القومية والمطامع الإقليمية بعد انهيار يوغوسلافيا، والتي حرضت صرب البوسنة ضد الفصيلين العرقيين الرئيسيين الآخرين في البلاد، الكروات والبوسنيين .
في 11 يوليو 1995، استولى صرب البوسنة على ملجأ آمن محمي من قبل الأمم المتحدة في سربرنيتسا . وكان قد لجأ المسلمون إلى هذه المنطقة وفيها القوات الهولندية التابعة لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، حيث تم تسليمهم إلى الصرب من قبل الجنود الهولنديين، وبأمر من القائد راتكو ملاديتش قاموا بفصل ما لا يقل عن 8000 مدني من الرجال والصبية البوسنيين عن زوجاتهم وأمهاتهم وأخواتهم وقاموا بمطاردتهم وذبحهم في الغابات المحيطة بالمدينة الشرقية حيث دفنت جثث ضحاياهم في مقابر جماعية. [3]
بصرف النظر عن مذبحة مسلمي سربرنيتسا، هناك حدث مؤلم آخر يحدث وهو الإغتصاب المنظم والواسع للجنود الصرب من ل 12000 إلى 50000 امرأة مسلمة بوسنية ، والذي حدث بقصد التطهير العنصري . أراد الصرب من النساء المسلمات أن يلدن أطفالا صربيين ، لذلك أبقوا النساء في المخيم لعدة أشهر بعد الاغتصاب للتأكد من ولادة الأطفال. وقع الإغتصاب خلال ثلاث سنوات من الحرب وترك العديد من الآثار النفسية والنفسية على هولاء النساء. [4]
على الرغم من انتهاء الحرب بتوقيع اتفاقية دايتون للسلام في ديسمبر 1995، إلا أن الجريمة لا تزال حية ويستمر التحقيق في ضحايا الإبادة الجماعية حتى الآن، حيث تم العام الماضي اكتشاف جثثاً ل 50 ضحية تابعة للمجزرة تم دفنهم في مقابر جماعية. [5]
إن مأساة مذبحة المسلمين في سربرنيتسا هي تذكير بالفظائع والجرائم ضد الأبرياء والعزل الذين كانت جريمتهم الوحيدة هي اتباع دين الإسلام. والأسوأ من ذلك أن هذه الجريمة وقعت في قلب أوروبا حيث يدعي قادتها حقوق الإنسان وحرية التعبير، نقطة أخرى مهمة تكمن في قضية سربرنيتسا، وهي عدم مصداقية المنظمات الدولية والقوى العظمى، ولهذا السبب فإن الحفاظ على ذكرى مجزرة سربرنيتسا، بالإضافة إلى الحفاظ على ذكرى شهداء هذه الإبادة الجماعية، هو سبب لتجنب نسيان مثل هذه الجريمة التي كانت نتيجتها الأولى هي درسٌ عالميٌ لتجنب مثل هذه الأحداث المشابه لها في كل جزء من العالم، لذلك يقيم البوسنيون مراسم تذكارية لضحايا مجزرة سربرنيتسا كل عام، يجتمع شعب البوسنة والهرسك مع ضيوف من جميع أنحاء العالم قبل ثلاثة أيام من الذكرى السنوية لهذه الكارثة الإنسانية، وبمرافقة جماعية لأسر الشهداء والناجين من هذه الحادثة، يسيرون تمثيلاً للمجزرة على طريق طوله 110 كيلومترات إلى مدينة سربرنيتسا ويشيدون باستشهاد أفراد هذه المجزرة الجماعية من خلال الحضور في مقبرة بوتوشاري في ضواحي سربرنيتسا، وهو مكان دفن الشهداء الذين تم كشفهم في هذه الجريمة البشعة. تُعرفُ هذه الحركة الشعبية القيمة التي تقام سنويا بين 8 و 11 يوليو ، باسم مسيرة "مارش ميرا" للسلام، والتي تجذب إليها الكثير من الأحرار حول العالم. [6]
[1] https://www.mizanonline.ir/fa/news/802423
[2] https://farhikhtegandaily.com/news/57161/
[3] https://www.hawzahnews.com/news/967699
[4] https://www.mehrnews.com/news/4970274/
[5]https://www.aa.com.tr/fa/22634325 /
[6] https://www.jamejamdaily.ir/newspaper/146725