عنف اليمين المتطرف ضد الإسلام

عنف اليمين المتطرف ضد الإسلام

يوليو 3, 2023 - 08:20
عنف اليمين المتطرف ضد الإسلام
عنف اليمين المتطرف ضد الإسلام

إن انتهاك حرمة القرآن وحرمة المسلمين في الدول الغربية ليس ظاهرة جديدة، ومثل هذه الأحداث لها تاريخ في هذه البلدان. آخر حادثة في هذا الشأن هي تدنيس القرآن  وانتهاك حرمته في السويد، والذي تم تنفيذه في عيد الأضحى من قبل متطرف يميني كان لديه أيضا تصريح قانوني بذلك. في الآونة الأخيرة بدأ متطرف دنماركي سويدي يدعى راسموس بالودان في الترويج لحرق القرآن في مدن مختلفة من السويد بإعلان مسبق. بعد هذه الخطوة تجمع المسلمون السويديون واحتجوا في مدن مختلفة في السويد ، والتي قابلتها الشرطة بعنف شديد. يشار إلى أن بالودان وحزبه المتطرف وأفعالهم في هتك حرمة المسلمين الأخيرة، كانوا قد تمكنوا من الحصول على إذن من الجهات الرسمية لتنفيذ برامجهم تلك. [1]

وبناء على ذلك وبعد تدنيس الأماكن الإسلامية المقدسة، يجب التحقيق في نمو التطرف اليميني في أوروبا. لقد أدى نمو اليمين المتطرف في أوروبا إلى زيادة العنصرية وكراهية الإسلام والسعي للتطهير العرقي في الدول الغربية وخاصة في أوروبا.

هناك سمتان مشتركتان في النهج العنصري للأحزاب اليمينية المتطرفة: الأولى التركيز على الاختلاف في المظهر مثل لون البشرة و نوع الشعر و... الثانية، التركيز على الاختلافات الثقافية والدين واللغة والملابس وما إلى ذلك ... كلاهما لديه أسلوب لتمييز تطرفه عن الآخر. لهذا السبب لدى العديد من الدول الأوروبية نظرة تحقير اتجاه المهاجرين، وخاصة المسلمين منهم. في هذه البلدان تم الاعتراف بنوع من الانقسام غير الرسمي بين مجموعات من الداخل والخارج؛ حيث شهد المهاجرون الآسيويون والأفارقة وأمريكا اللاتينية دائما نوعا من النظرة الهادفة والعنصرية من قبل المواطنين الأوروبيين الأصليين.

ونظرا لأن غالبية المهاجرين الأوروبيين مسلمون، فقد تم توجيه السياسات المناهضة للهجرة أيضا ضد المسلمين من قبل الأحزاب اليمينية المتطرفة.[2] يحدث هذا بينما يتزايد عدد السكان المسلمين يوما بعد يوم في أوروبا.

بالإضافة إلى الزيادة في عدد السكان المسلمين في أوروبا حسب الولادة والهجرة، فإن نمو الإسلام بين السكان الأصليين في أوروبا هو مصدر قلق للسياسيين وللكنائس الأوروبية. لذلك فإن إحدى الوظائف المهمة لتعزيز الإسلاموفوبيا من قبل المتطرفين في المجتمعات الأوروبية هي مواجهة الموجة المتزايدة للإسلام. بعبارة أخرى أحد عوامل نمو الإسلاموفوبيا  والإسلام في الغرب هو النهج التصعيدي للمفكرين وغير المسلمين تجاه الإسلام. في الواقع ازداد إضفاء الطابع المؤسسي اتجاه الإسلاموفوبيا من خلال صياغة قوانين وسياسات جديدة في أوروبا تتناغم مع ذلك. إن صعود الأيديولوجيات اليمينية المتطرفة ، وأزمة اللاجئين ، والهجرة ، والتصورات السلبية بين أتباع الديانات المختلفة ، والخطابات والإجراءات الاستفزازية من قبل بعض وسائل الإعلام لها تأثير كبير في هذه العملية.[3]

وقد أدت هذه القضايا إلى التوسع في انتهاك حرمة القرآن والمقدسات الإسلامية في أوروبا، والذي يرافق ذلك ومع الأسف صمت كامل أو دعم من قبل الحكومات وبعض المسؤولين السياسيين الأوروبيين. [4]

مع كل هذه التحليلات، المهم هو رد فعل المسلمين على الأعمال غير الأخلاقية للدول الأوروبية. وقد قوبلت القضية التي تكررت باحتجاجات غاضبة من قبل المسلمين ولكن يبدو أن المسلمين يجب أن يكون لديهم تخطيط إعلامي وثقافي دقيق في هذا الصدد. بالإضافة إلى التعريف بالهوية الحقيقية للإسلام الخالي من العنف ومناهضة العنصرية. كما أنها تكشف عن الطبيعة والأهداف الحقيقية للجماعات اليمينية المتطرفة في أوروبا لعامة الناس.

في الواقع، يمكن أن يكون لتدنيس مقدسات الإسلام وانتشار القومية والعرقية، خاصة مع الإسلاموفوبيا والسلوك المعادي للمسلمين، تأثير كبير على صحوة المسلمين وتسريع حركتهم نحو الهوية والتماسك الديني كأحد الطرق الرئيسية للتعامل مع التحديات القائمة ضد المسلمين.[5]ومن أجل مواجهة هذه التحديات، فإن التعاون والتنسيق بين المسلمين وتهيئة الأرضية القوية للتماسك الإسلامي على شكل هوية إسلامية موحدة تواجه الخطابات اليمينية المتطرفة أصبح أمر ضروري جداً. ولمواجهة هذه الموجة القوية من معاداة الإسلام في أوروبا والولايات المتحدة، يجب على الدول الإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي اتخاذ تدابير فعالة وجدية، لا سيما في تسليط الضوء على مخاطر اليمين المتطرف الجديد في أوروبا ونشر الوثائق والإحصاءات حول العنف العنصري لهذه الحركة على مستوى النظام الدولي، بما يتجاوز البيانات والاحتجاجات. يجب الكشف عن الإحصائيات التي تعكس النمو الخطير لليمين المتطرف في الأخبار ووسائل الإعلام، ويجب تذكير الجمهور العالمي بالتجربة المريرة للفاشية والنازية في جميع المجالات.

حکیمه زعیم باشی


1.        https://farhangemelal.icro.ir/news/11859

2.        خیزش مجدد گفتمان راست افراطی در اروپا و تقابل با مسلمانان در عصر بیداری اسالم/فصلنامه مطالعات بیداری اسلامی/ مهدی محمدنیا، محمود علیپور گرج/ زمستان 1400

3.        تشدید اسلام‌هراسی در اروپا: عوامل و پیامدها(با تأکید بر نحوه بازنمایی رسانهای مسلمانان)/ نورالدین اکبری/ پژوهشنامه رسانه بینالملل/ سال ششم/ شماره اول/ بهار و تابستان 1400

4.        https://farhangemelal.icro.ir/news/11859

5.       خیزش مجدد گفتمان راست افراطی در اروپا و تقابل با مسلمانان در عصر بیداری اسالم/فصلنامه مطالعات بیداری اسلامی/ مهدی محمدنیا، محمود علیپور گرج/ زمستان 1400