انتهاك حرية التعبير وحقوق الإنسان في فرنسا
كان النهج المزدوج الذي اتبعته فرنسا في التعامل مع بعض التطورات مثيراً للجدل على الدوام؛ كما دفعت أحداث الأيام الأخيرة في فلسطين السياسيين الفرنسيين إلى إظهار موجة من ردود الفعل المتعارضة.
كان النهج المزدوج الذي اتبعته فرنسا في التعامل مع بعض التطورات مثيراً للجدل على الدوام؛ كما دفعت أحداث الأيام الأخيرة في فلسطين السياسيين الفرنسيين إلى إظهار موجة من ردود الفعل المتعارضة.
منذ تصاعد الصراعات بين فلسطين والكيان الصهيوني، تتجاهل الحكومة الفرنسية ومسؤوليها منظراً لجريح يبلغ من العمر 75 عاماً، وترى أنه من حق النظام الإسرائيلي الدفاع عن نفسه، لدرجة أن الرئيس الفرنسي أبدى كل استعداده لدعم الإبادة الجماعية في غزة، وقد تعهد لبنيامين نتنياهو بتوفير الأدوات والظروف اللازمة لإيجاد هامش آمان للصهاينة لقتل وإبادة الأطفال. [1]
تصاعد حدة الخلافات بين السياسيين الفرنسيين بشأن دعم إسرائيل
رغم دعم ماكرون للأعمال الإجرامية للكيان الصهيوني، إلا أن بعض الأطراف في هذا البلد عارضت مواقف الرئيس الفرنسي وأدانت الإجراءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، وطالبوا فرنسا بالضغط من أجل وقف إطلاق النار بين إسرائيل و والمقاتلين في الأراضي الفلسطينية، والنقطة المثيرة للاهتمام هنا هي أنه على الرغم من أن حماس قد تم تصنيفها كمجموعة إرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي، فإن ميلينشون وحزبه يشيرون إلى حماس باسم "القوات الفلسطينية" في البيان الذي نشروه، ولم يدينوا الهجمات التي قامت بها حماس في الأراضي المحتلة. [2]
حظر الدعم الفلسطيني هو انتهاك لحرية التعبير
على الرغم من أن فرنسا هي أحد أهم المطالبين الرئيسيين بحقوق الإنسان وحرية التعبير في العالم، إلا أن النهج الفرنسي الوقح في دعم إسرائيل وصل إلى حد حظر أي إعلان تضامن مع حماس وأطفال غزة، ومن ناحية أخرى، دعمت جرائم إسرائيل وأصبح بالنسبة للصهاينة بمثابة توجيه إعلامي حكومي لهم. وفي هذا الصدد قال وزير العدل الفرنسي: كل من تجمع أو تظاهر تضامنا مع غزة والمقاومة في هذا البلد سيحكم عليه بالسجن 7 سنوات.
وأضاف إريك دوبوند موريتي: " أذكركم بأن أي شخص يدعو الناس إلى موقف إيجابي تجاه حماس والجهاد الإسلامي سيواجه حكما بالسجن لمدة 5 سنوات وشدد الوزير الفرنسي المتطرف على أنه إذا أدلى الفرنسيون بتصريحات استفزازية على وسائل التواصل الاجتماعي ، فسيتم سجنهم ليس لمدة 5 سنوات ولكن لمدة 7 سنوات" .[3]
إن تبني مثل هذا النهج المناهض للإنسانية وحقوق البشر في الوقت الذي أعلن فيه الشعب الفرنسي دعمه للشعب الفلسطيني بغض النظر عن العقوبات المدروسة ونظم مظاهرات واسعة النطاق تدين النظام الصهيوني. كما أنه وفقا لنتائج استطلاع نشرته صحيفة لوفيجارو الفرنسية، أجاب أكثر من نصف الفرنسيين بالنفي على سؤال ما إذا كان ينبغي لفرنسا أن تدعم النظام الصهيوني عسكريا تماشيا مع رغبة الولايات المتحدة الأمريكية. [4]
ازدواجية معايير فرنسا في دعم شعار حرية التعبير
بينما تعتبر فرنسا دعم فلسطين معاديا للسامية وتجرمه ، يتم التعبير عن الأعمال المعادية للإسلاموفوبيا في نهج متناقض وتدعي أنه مؤيد للحرية، على سبيل المثال، نشرت مجلة شارلي إبدو الساخرة مرارا وتكرارا منشورات ضد المقدسات الإسلامية والتي أغضبت المسلمين في جميع أنحاء العالم، لكن الحكومة الفرنسية لم تدين عمل هذا المنشور فقط، بل ادعت أيضا أنها تعمل على تطبيق شعار حرية التعبير من خلال سماحها بتلك المنشورات المسيئة. [5]
خلاصة القول
رغم أن سلطات الدول الغربية وحكامها، بما فيهم فرنسا، غضت الطرف عن جرائم النظام الصهيوني في قطاع غزة، ولم تدخر جهدا لإنقاذ الصهاينة من الأزمة التي خلقوها من خلال الاحتلال وقتل الأطفال، إلا أنها بالتأكيد في الوقت الحالي لن تصل لأي تنيجة، وفي النهاية سيتحقق قبولهم للهزيمة في المعركة والانسحاب من غزة، وهذه هزيمة سيعتبر فيها قصر الإليزيه شريكاً بالتأكيد. إن أداء الحكومة الفرنسية في الدعم المطلق لجرائم نظام الإحتلال، اليوم أكثر من أي وقت مضى، أصبح تحت مراقبة وتحليل الرأي العام العالمي، وسيصبح بالتأكيد أحد أهم نقاط الضعف للسياسة التابعة والقمعية في هذا البلد. إن جبهة المقاومة لن تواجه الكيان المحتل فحسب، بل ستواجه أيضا الجهات التي تحاول تمهيد الطريق لجرائم هذا النظام المزيف والوضيع.
[1] https://www.farsnews.ir/news/14020801000222
[2] https://www.politico.eu/article/france-unbowed-insoumise-far-left-party-jean-luc-melenchon-refusal-condemn-hamas-attacks-israel-war/
[3] https://farsi.palinfo.com/news/2023/10/11/7
[4] https://farsi.iranpress.com/
[5] https://www.pishkhan.com/news/289787