طوفان الاقصی
يعتبر يوم الغفران (يوم حرب أكتوبر أو حرب تشرين التحريرية) هو أقدس يوم عند اليهود. و قد تم التخطيط والتنفيذ لحرب الغفران بشكل مشترك من قبل سورية ومصر ضد إسرائيل بهدف استعادة مرتفعات الجولان وصحراء سيناء، التي تم احتلالها في حرب الأيام الستة عام 1967، والتي هُزم فيها النظام الصهيوني. وكانت هذه المعركة الأخيرة بين العرب والكيان الصهيوني، لأنه بعد ذلك تمكنت الولايات المتحدة بمساعدة إسرائيل من تقويض الوحدة العربية بشأن القضية الفلسطينية.
يعتبر يوم الغفران (يوم حرب أكتوبر أو حرب تشرين التحريرية) هو أقدس يوم عند اليهود. و قد تم التخطيط والتنفيذ لحرب الغفران بشكل مشترك من قبل سورية ومصر ضد إسرائيل بهدف استعادة مرتفعات الجولان وصحراء سيناء، التي تم احتلالها في حرب الأيام الستة عام 1967، والتي هُزم فيها النظام الصهيوني. وكانت هذه المعركة الأخيرة بين العرب والكيان الصهيوني، لأنه بعد ذلك تمكنت الولايات المتحدة بمساعدة إسرائيل من تقويض الوحدة العربية بشأن القضية الفلسطينية.
واليوم، مجدداً تكررت عملية "طوفان الأقصى" مرة أخرى في يوم الغفران (حرب 6 أكتوبر)، وفاجأت الكيان الصهيوني تماماً كما حدث في حرب تشرين عام 1973. وتشير الأدلة إلى أن حماس ومحور المقاومة بشكل عام كان لديهما خطة ذكية للغاية لتفيذ عملية طوفان الأقصى، سواء من حيث زمن العملية أو من حيث الإستراتيجية. بحيث نفذت هجمات برية وجوية وبحرية في وقت واحد، وتمكنوا من تحرير قاعدتين عسكريتين للكيان الصهيوني وعدة بلدات محتلة في فترة زمنية قصيرة. وكانت قضية أثارت الحماس الوطني عند محبي الشعب الفلسطيني وسط ذهول و خوب من قبل النظام الصهيوني وأعوانه.
التشجيع على عملية طوفان الأقصى
وإذا أردنا التحقق من الزمان الدقيق لبداية هذه العمليات، فعلينا أن نعود إلى مؤتمر الوحدة الإسلامية الذي انعقد قبل أسبوعين في طهران ولقاء ضيوف المؤتمر مع زعيم العالم الإسلامي السيد علي خامنئي حفظه الله. وفي هذا اللقاء تم التأكيد على أن النظام الصهيوني نظاماً مليئاً بالحقد والغضب تجاه الدول الإسلامية والشعب الإسلامي، وأن سبب سلوك هذا النظام الوحشي هو جشعه وأطماعه واحتلاله وقال ايضاً: لقد كان شعارهم "من النيل إلى الفرات" حسنًا، لم يحدث ذلك. وهذه الدول (مصر والعراق وغيرهما) لم تسمح بذلك على مدى مراحل مختلفة ولأسباب عديدة؛ [لذا] هؤلاء تملأهم الكراهية و الغيظ، ولكن بطبيعة الحال، يقول الله تعالى في القرآن الكريم : "قُل موتوا بِغَیظِکُم"، نعم فلتموتوا من الغيظ. وسيكون هذا هو حالهم والآن هم فعلاً يموتون من الغيظ. وهذا الهدف بفضل الله يتحقق في مقولة الله عزّ وجلّ " قُل موتوا بِغَیظِکُم" بالكيان الصهيوني.
وأشار كذلك القائدُ إلى مسألة تطبيع العلاقات من قبل بعض الدول العربية، وقال: إن الرأي الحاسم للجمهورية الإسلامية الإيرانية هو أن الحكومات التي تتخذ من مغامرة التطبيع مع النظام الصهيوني هدفاً واستراتيجية عملٍ لنفسها، هي عملية خاطئة وسوف تفشل؛ وبالتأكيد الخسارة تنتظر هؤلاء؛ وكما يقول الأوروبيون، فإنهم يراهنون على حصان خاسر. دولة الكيان الصهيوني اليوم ليست دولة تشجع على التقرب إليها؛ ولا ينبغي لهم أن يرتكبوا مثل هذا الخطأ، ويجب أن يعلموا أن النظام الغاصب ذاهب لا محال".[1]
هذه الكلمات التي قالها المرشد الأعلى الإيراني الحكيم كانت من ناحية، بمثابة حجة بالغة أمام النظام المحتل والدول التي تسعى لإقامة علاقات مع هذا النظام، ومن ناحية أخرى، شجعت قوى جبهة المقاومة على القيام بعمليات دقيقة وعمليات منظمة وناجحة.
ومن الواضح أن حماس كانت لديها خطة طويلة المدى لعملية طوفان الأقصى، لدرجة أن نتنياهو اعترف بأن الأجهزة الاستخباراتية والأمنية التابعة للكيان الصهيوني وقعت بسهولة تحت سيطرة الجماعات الفلسطينية في هذه العملية. وهذا يظهر أن الأزمة التي يعيشها النظام الصهيوني عميقة وخطيرة جداَ.
الهزيمة الكبرى الثالثة للكيان الصهيوني
الحقيقة يمكن القول أن هذه العملية كانت الفشل الاستراتيجي الثالث للكيان الصهيوني أمام جبهة المقاومة. خلال الساعات الثلاث الأولى من العملية النوعية، أسر المقاتلون الفلسطينيون 35 جنديًا إسرائيليًا. كما أن إحصائيات الكيان الصهيوني، رغم الرقابة الموجودة، تحدثت عن مئات القتلى والجرحى، وهي إحصائيات تظهر خسائر بشرية أكبر من ضحايا حرب الـ 33 يوماً. والآن أصبحت كل حدود قطاع غزة بالكامل تقريبًا في أيدي قوات المقاومة الفلسطينية. وفي هذه المناطق الحدودية من قطاع غزة بغض النظر عن المستوطنات المحتلة، هناك أيضًا قواعد عسكرية، فقد سقطت القواعد العسكرية الكيبوتس وموقع كرم شالوم شرق رفح في أيدي قوات المقاومة الفلسطينية أيضاً، مما يعني أنه حتى الجيش وقوات نظام الاحتلال المدربة التي لديها القدرة على المواجهة والقتال لم تستطع أن تقاوم هجوم المجموعات الفلسطينية.
ولذلك يسعى النظام الصهيوني بمساعدة مؤيديه الغربيين إلى جذب انتباه الرأي العام من خلال إظهار نفسه كمظلوم في هذه الحرب. في حين ينبغي القول إن عملية طوفان الأقصى جاءت ردا على المقاومة لعقود من العنف الذي مارسه جنود المستوطنين الصهاينة ضد النساء والأطفال الذين ذبحوا بأبشع الطرق الممكنة. فقط منذ عام 2008 وحتى اليوم تم ذبح 150 ألف فلسطيني، منهم 33 ألف طفل. إذا كانت المقاومة الفلسطينية تريد الانتقام لكل سنوات الاحتلال والعمليات الوحشية التي قام بها النظام الصهيوني ضد المدنيين الفلسطينيين، فلا بد من عدة عمليات مثل عملية طوفان الأقصى.
نتنياهو وحكومة الطوارئ الوطنية!
في رد فعل متأخر على العمليات الواسعة التي تقوم بها قوات المقاومة في الأراضي المحتلة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو: إن إسرائيل دخلت هذه الحرب وستنتصر فيها. وأعلن في لقائه مع رؤساء النظام ومسؤولين الحكومة أنه ينبغي عليهم النظر في ثلاثة أهداف:
1. القضاء على خطر الفلسطينيين الذين تسللوا إلى الأراضي المحتلة ومستوطنات النظام.
2. إلحاق خسائر فادحة بحركة حماس في غزة.
3. منع طرف ثالث من دخول الحرب (مثل حزب الله)
وبشكل عام، وبحسب أهداف نتنياهو المعلنة هذه، فمن الواضح أن قادة نظام الاحتلال يواجهون ظروفاً سيئة وحرجة للغاية، سلبتهم القدرة على اتخاذ القرار والإدارة الصحيحة في الأزمات. إن حالة الارتباك والفوضى التي يعاني منها نظام الاحتلال واضحة نم خلال العمليات الفاشلة التي استهدفت قطاع غزة ومحيطها كما أنهم يدركون جيداً أنه إذا انضم طرف ثالث إلى هذه الحرب، فسوف يُهزمون عاجلاً وبمزيد من الفضائح. وفي مثل هذا الوضع، تشير بعض الأخبار المنشورة أيضاً إلى وجود خلافات في إدارة النظام للحرب، ويعتقد لابيد وغانتس أن نتنياهو غير قادر على إدارة هذه الحرب. وقد اقترحوا على نتنياهو تشكيل حكومة طوارئ وطنية. ولا يبدو أن قبول نتنياهو أو عدم قبوله يمكن أن يؤثر على قرارات النظام في هذه الحرب. لأنه إذا زادت حدة الهجمات على غزة مع تشكيل حكومة الطوارئ الوطنية، فإن حزب الله وجماعات المقاومة الأخرى سوف تأتي لمساعدة حماس وستكون الحرب طويلة ومتآكلة وستزيد من أزمات النظام، لأن الداعم الرئيسي، هي الولايات المتحدة، وستواجه أيضاً أزمات وتحديات داخلية، ولن تتمكن في هذا الوقت من دعم مثل هذه الحرب.
1. https://farsi.khamenei.ir/speech-content?id=53980