صراع الممرات!

 ممر الشحن هو مسار خطي لحركة البضائع وشؤون النقل على المستوى الإقليمي والوطني والدولي ومحور مهم لحركة البضائع. يتم نقل البضائع في ممر العبور باستخدام وسائل النقل المختلفة، بما في ذلك النقل البحري، والنقل بالسكك الحديدية، والنقل البري. تعمل الممرات على تقليل تكاليف نقل البضائع على المستويات الدولية وتوفير وقت إرسال البضائع من المنشأ إلى المقصد. اليوم أصبح لممر النقل والشحن تأثير كبير جدًا على الرخاء الاقتصادي، وتعزيز الاستدامة البيئية، ونوعية حياة الأشخاص الذين يعيشون في دول المناطق التي تمر عبرها الممرات.

يوليو 20, 2024 - 08:26
صراع الممرات!
صراع الممرات!

   ممر الشحن هو مسار خطي لحركة البضائع وشؤون النقل على المستوى الإقليمي والوطني والدولي ومحور مهم لحركة البضائع. يتم نقل البضائع في ممر العبور باستخدام وسائل النقل المختلفة، بما في ذلك النقل البحري، والنقل بالسكك الحديدية، والنقل البري. تعمل الممرات على تقليل تكاليف نقل البضائع على المستويات الدولية وتوفير وقت إرسال البضائع من المنشأ إلى المقصد. اليوم أصبح لممر النقل والشحن تأثير كبير جدًا على الرخاء الاقتصادي، وتعزيز الاستدامة البيئية، ونوعية حياة الأشخاص الذين يعيشون في دول المناطق التي تمر عبرها الممرات(1). ومن المزايا الأخرى للممرات نقل ثقافة البلدان من خلال التجارة الخارجية. حتى تاريخ عملية طوفان الأقصى في فلسطين المحتلة، كانت الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة تخطط لإنشاء طرقًا موازية ومعابر تحل محل خطة معبر الجبهة الشرقية (مبادرة الحزام والطريق)...(2). وكانت النقطة الأكثر شيوعًا في هذه الخطط هي تجاوز المسار الجغرافي لإيران ومد الخط إلى الأراضي المحتلة. وهذا يوضح أهمية جغرافية فلسطين المحتلة في حرب الممرات. لكن العالم بعد عملية طوفان الأقصى كان مختلفا كثيرا عما تصوره المخططون الغربيون، وسنناقش الاختلافات في ذلك بعد عملية 7 أكتوبر في هذا المقال.

الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا خارج التنفيذ (IMEEC): من المخططات التي كانت الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، تتطلع إلى تنفيذها اعتبارًا من عام 2021، خطة ممر الهند والشرق الأوسط وأوروبا، والتي تم إخراجها من دائرة التحليل والتخطيط والتنفيذ بعد عملية طوفان الأقصى، وقد أخرج محور مقاومة هذه الخطة الخطيرة والمضرّة بالمصالح الوطنية لإيران ( والصين وروسيا) من نطاق الاستخدام والتنفيذ الفعلي. كان لدى المخططين لهذا الممر المذكور أعلاه فكرة التخطيط الدقيق لمرور ونقل البضائع عبر هذا الطريق ذو الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الخليج العربي ومضيق هرمز بشكل كبير. وكان الهدف الآخر للولايات المتحدة هو تعزيز أمن النظام الصهيوني من خلال هذه الخطة. لإنه في هذه الخطة ومن خلال زيادة أمن النظام، سيتم التعامل بقوة مع أي حالة انعدام للأمن داخل الأراضي المحتلة، ومن الناحية الاقتصادية، سيتم أيضًا تلبية احتياجات شعب الأراضي المحتلة من خلال توفير مصالح الحكومة الصهيونية عبر هذا الممر.

محدودية التجارة البحرية للنظام: من المفاجآت الأخرى لمحور المقاومة للجبهة الغربية انخفاض التجارة البحرية في قناة السويس إلى النصف، وكانت هذه المنطقة الجغرافية مكانًا لحركة سفن النظام الصهيوني ومؤيديه، وبهذه العملية الإجرائية من قبل محور المقاومة، عملياً أدت إلى قيام العديد من موردي البضائع والتي كانت شركات شحن غربية كبيرة بتغيير وجهة أسطولهم عن هذا الطريق(3). بعد هذه الحادثة، تعرض النظام الصهيوني لصدمة عميقة في نظامه التجاري والاقتصادي، وفي الأشهر الأولى من هذه الحادثة، خلت العديد من موانئ النظام المهمة من البضائع، ونتيجة لذلك، أخذ التضخم داخل الأراضي المحتلة بالإرتفاع بالإتجاه التصاعدي. كما أرسلت أزمة التجارة الخارجية للنظام الصهيوني رسائل خطيرة إلى المحور الغربي مفادها أن محاور الاتصالات في الحروب المستقبلية هي أحد الطرق الأساسية والحيوية التي يجب الإهتمام بها، كما إن الدول التي لا تستطيع الدفاع عن أمن سفنها محكوم عليها بالفشل.

الضغط على موردي الطاقة للنظام الصهيوني، بعد عملية طوفان الأقصى، اتُهمت بعض الدول الإسلامية والعربية والأفريقية بتزويد النظام الصهيوني بمصادر الطاقة، واستطاعت تلك العملية الضغط على هذه الدول التي زودت الطاقة بشكل غير مباشر، وذلك من خلال الرأي العام في فلسطين المحتلة والتحذيرات غير مسبوقة لهم. وكانت مصر من الدول التي اتهمت بهذا الاتهام في دعمها للنظام، كما اتهمت أذربيجان وتركيا بنقل الطاقة لهذا الكيان، وعلى شعوب هذه الدول الإسلامية الضغط على حكوماتها لوقف عملية نقل الطاقة إلى فلسطين المحتلة بسبب المجازر غير المسبوقة المرتكبة بحق الشعب في قطاع غزة، حتى لا يتم اعتبارهم بهذا الدعم شركاء للنظام.

ورغم أن عملية نقل الطاقة إلى النظام لم تتوقف، إلا أن ضغوط الرأي العام للمسلمين في المنطقة شكلت صفعة قوية لخطة تطبيع العلاقات بين الدول العربية والإسلامية مع النظام الصهيوني.

وبشكل عام، ينبغي القول أن عملية طوفان الأقصى في منطقة غرب آسيا قلبت الكثير من خطط الدول الغربية، حيث شهدت الجبهة الغربية زوال خطط ممرها الذي كان سيتجاوز إيران ويسبب الضغط على الصين. ونحن نعيش الآن في زمن تتعطش فيه منطقة غرب آسيا لمخطط جديد لمحور المقاومة بعد اليوم الذي سيوقف فيه إطلاق النار في فلسطين المحتلة. لن يتمكن النظام الصهيوني أبداً من التطبيع  الفوضوي لأوضاعه في المنطقة لأن جبهة المقاومة دمرت كل خطط الجبهة الغربية في المدى المنظور بعملية طوفان الأقصى.

امیرعلی یگانه


1.      https://www.mdpi.com/2071-1050/11/19/5248

2.      https://www.financialexpress.com/business/defence-world-leaders-launch-india-middle-east-europe-economic-corridor-seen-as-counter-to-chinas-bri-3238862/

3.     https://theconversation.com/will-global-oil-supply-be-at-risk-if-iran-and-israel-pull-the-middle-east-into-war-228009