سورية و دورها المقاوم في فلسطين

في زمنٍ أصبحَ فيه دعمُ المقاومة الفلسطينية ومساندتها ضد الغطرسة والإحتلال الصهيوني تهمةً في بعض الدول المحسوبة عربياً بحجة المساس بالأمن القومي للبلاد! تتسابق القوى المناصرة على الجانب الآخر في المواقف السياسية في كل دول العالم لدعم ومناصرة القضية الفلسطينية التي باتت معياراً لكشف ازدواجية المعايير وسياسة التمييز العنصري و فضحت الحكومات والدول الغربية ومنظمات حقوق الإنسان والديمقراطية المزيفة للولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، والمظاهرا ت التي تعم عواصم العالم أصبحت دليلاً واضحاً وعاراً على وجوه قاتلي الأطفال في غزة.

نوفمبر 4, 2023 - 11:28
سورية و دورها المقاوم في فلسطين
سورية و دورها المقاوم في فلسطين

    في زمنٍ أصبحَ فيه دعمُ المقاومة الفلسطينية ومساندتها ضد الغطرسة والإحتلال الصهيوني تهمةً في بعض الدول المحسوبة عربياً بحجة المساس بالأمن القومي للبلاد! تتسابق القوى المناصرة على الجانب الآخر في المواقف السياسية في كل دول العالم لدعم ومناصرة القضية الفلسطينية التي باتت معياراً لكشف ازدواجية المعايير وسياسة التمييز العنصري و فضحت الحكومات والدول الغربية ومنظمات حقوق الإنسان والديمقراطية المزيفة للولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، والمظاهرا ت التي تعم عواصم العالم أصبحت دليلاً واضحاً وعاراً على وجوه قاتلي الأطفال في غزة.

الجميع يعلم أن نواة المقاومة الفلسطينية تشكلت بدعم من سورية فمنذ ولادة البطل المجاهد عز الدين القسام في مدينة جبلة السورية عام 1930بدأ التاريخ يسجل ملاحم البطولة والفداء ضد المجموعات الصهيونية التي كانت تتجمع آنذاك مع بداية اتفاقيات الشر والتقسيم الإستعماري في المنطقة وتهجير يهود العالم باتجاه فلسطين العربية.

ومع وصول القائد الخالد حافظ الأسد إلى الحكم في سورية وقبلها كان زيراً للدفاع، كان همه الأول دعم المقاومين الفلسطينيين. وحينها تم فتح الثكنات العسكرية السورية لهم، وتخرّجت منها قيادات مهمة في المقاومة، مثل أحمد جبريل، قائد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة. 

لقد أصبحت قضية الشعب الفسطيني بوصلة الأمة العربية بفضل السياسة التي بنيت على أساس المقاومة وتوحيد النضال العربي ضد المستعمر والتي تبناها الرئيس الراحل حافظ الأسد من خلال قيادته لحزب البعث العربي الإشتراكي الذي وضع أول أهدافه الوحدة من أجل تحرير الجولان والقدس الشريف من المستعمر الصهيوني.

وتذكرنا عملية طوفان الأقصى التي قامت بها المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الماضي بحرب تشرين التحريرية التي بدأت في  السادس من تشرين الثاني عام 1973م وحقق الجيش العربي السوري فيها تقدما كبيراً ونصراً تاريخياً على الكيان الصهيوني.

إذاً كل تلك المراحل التي مرت بها المقاومة الفلسطينية منذ نشأتها وحتى الآن أدت إلى تطور سلاحها وعددها وعتادها وخاصة بعد أن دخلت أطراف داعمة مثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله في لبنان بعد عام 1985 وشكلوا مع سورية محور المقاومة الذي بات له وزن على الساحة الدولية والعالم كله يحسب حسابه.

ومازالت المواقف تتجدد دعماً لأهلنا في غزة في كل أرجاء الوطن السوري من خلال المسيرات المؤيدة والمظاهرات المنددة بالقصف العشوائي على المدنيين وقصف المشافي والأطفال، فقد نظمت كل الاتحادات والنقابات والفروع الحزبية والمؤسسات الحكومية مسيرات عمت كل المحافظات وخرج الشعب السوري داعماً للشعب الفلسطيني.[1]

 وبعد حادثة مؤلمة تعرضت لها الكلية الحربية في محافظة حمص نكست الأعلام حداداً على ضحايا هجوم الكلية في اليوم التالي، واحتل السواد لوحات الإعلان على الطرقات، وفي نفس الوقت جرى توزيع الحلويات في ساحة الأمويين مساء السبت احتفالاً بعملية «طوفان الأقصى» في غزة، ورفعت لافتات منها: "حزننا على شهدائنا واجب، وفرحنا بانتصاركم واجب".[2]

وفي حلب جالت المسيرات التي شارك فيها اللاجئون الفلسطينيون إلى جانب أبناء مدينة حلب شوارع مخيم النيرب وسط ترديد هتافات الفرح بالانتصار والدعم للمقاومين الفلسطينيين والفداء للمسجد الأقصى.[3]

وفي مخيمي العائدين في حمص وحماة وسط سورية، جابت مسيرات احتفالية شوارعهما، ابتهاجاً بمعركة "طوفان الأقصى"، رفع فيها اللاجئون الأعلام الفلسطينية، وسط دعوات لإسناد المقاومة في فلسطين.و في دمشق وريفها خرجت مسيرات حاشدة في مخيمات جرمانا، خان دنون، خان الشيح، سبينة، اليرموك، والسيدة زينب، رُفعت خلالها الأعلام الفلسطينية واللافتات احتفالاً بالعملية، كما قام الأهالي بتوزيع الحلوى احتفالاً وابتهاجاً بهذه العملية النوعية، ولإعلان تضامنهم مع أهلهم في فلسطين وغزة.[4]

 المواقف كثيرة والتصريحات الرسمية أكثر على المستوى السياسي والتواصل المستمر مع الفصائل المقاتلة و دول محور المقاومة يكاد يكون يومياً ولاشك أن كل مايحدث في غزة الآن سيكون محور المقاومة بأكمله معنياً فيه، فقد تتطور الأمور وهذا متوقع في الحرب الدائرة وقد تطول العمليات القتالية وخاصة أن اسرائيل لن ترضى فقط بقصف الأبرياء والمدنيين وإنما تريد أن تتوسع برياً وعسكرياً في القطاع لتهجير السكان وتخليته من المقاتلين كما تعتقد، لكن لن تحقق أي انتصار أو تقدم حتى اللحظة منذ بدء عملياتها البرية كما أعلنت وقد منيت بخسائر كبيرة وفقدت بين قتيل وأسير أهم ضباطها وعدد كبير من المقاتلين الإسرائيليين والأمريكيين من قوات المارينز.

تسخين جبهتي الجولان والجنوب اللبناني

 إن اعادة فتح جبهة الجولان، والسماح للمقاومة الفلسطينية، وربما السورية واللبنانية معاً بشن هجمات ضد اسرائيل عبرها، هو أحد الخيارات المتاحة وبالطبع لا يمكن ان يتم بمحض الصدفة، او بمبادرة فردية، وانما في إطار استراتيجية جديدة متفق عليها بشكل مسبق من قبل السلطات السورية وحلفائها مع محور المقاومة، وإذا استمرت إسرائيل ومعها حليفتها أمريكا في توسيع رقعة الحرب من خلال استمرار محاصرة قطاع غزة وقصف الشعب المدني والمستشفيات والتوغل في القطاع على حساب المدنيين وتهجيرهم وخاصة في حالة تفعيل سلاح البوارج الأمريكية ستلقى رداً موحداً وحاسماً سيؤدي إلى تطور الأمور عسكرياً.

لطالما اعتبرت سورية أن معركتها ضد اسرائيل هي معركة وجود أمام عدو مشترك كما هو الحال مع فلسطين المحتلة التي ومنذ عام 1948 تعاني من احتلال يقضم أراضيها ويحتلها في ظل صمت عربي ودولي مخجل وطمس لكل ماهو حقيقة تنصف الحق الفلسطيني وشعبه الذي يناضل لتحقيق النصر.

د.حسام السلامه


[1] https://2h.ae/Kpbg

[2] https://bokra.net/Article-1527567

[3] https://alkhabaralyemeni.net/2023/10/09/238738/

[4] ctionpal.org.uk/ar/post/19518/آخر-الأخبار/ابتهاجا-بـ-طوفان-الأقصى-مسيرات-وتوزيع-حلوى-داخل-المخيمات-الفلسطينية-في-سوري