سوء الإدارة و الحقائق المخفية في الولايات المتحدة

منذ يوم الثلاثاء (7 يناير) تسببت حرائق الغابات المتعددة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية في دمار واسع النطاق وأجبرت عشرات الآلاف من الأشخاص على إخلاء منازلهم. في الوقت الحالي لا تزال هناك أربع حرائق مشتعلة في مختلف أنحاء المنطقة وقد تم الإبلاغ عن ما لا يقل عن 11 حالة وفاة نتيجة لهذه الحرائق ولكن مع استمرار جهود الإنقاذ لم تتضح الأعداد الدقيقة للضحايا بعد.

ينايِر 18, 2025 - 17:48
سوء الإدارة و الحقائق المخفية في الولايات المتحدة
سوء الإدارة و الحقائق المخفية في الولايات المتحدة

منذ يوم الثلاثاء (7 يناير) تسببت حرائق الغابات المتعددة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية في دمار واسع النطاق وأجبرت عشرات الآلاف من الأشخاص على إخلاء منازلهم. في الوقت الحالي لا تزال هناك أربع حرائق مشتعلة في مختلف أنحاء المنطقة وقد تم الإبلاغ عن ما لا يقل عن 11 حالة وفاة نتيجة لهذه الحرائق ولكن مع استمرار جهود الإنقاذ لم تتضح الأعداد الدقيقة للضحايا بعد.

تعود حرائق كاليفورنيا الجنوبية بشكل رئيسي إلى مزيج من الظروف الناتجة عن الجفاف الشديد ورياح قوية آتية من البحر. منذ الأول من أكتوبر كانت هذه المنطقة قد شهدت أقل من 10٪ من معدل هطول الأمطار المعتاد، ما أوجد بيئة ملائمة لاندلاع الحرائق. بالإضافة إلى ذلك فإن الرياح القوية التي سجلت سرعتها أكثر من 70 ميلاً في الساعة قد زادت من خطر الحرائق حيث أصدرت إدارة الأرصاد الجوية الوطنية (NWS) تحذيراً أحمراً لـ19 مليون شخص وهو ما يدل على وجود مخاطر عالية من الحرائق.
 
علاوة على ذلك هناك ظاهرة تعرف بـ"التقلبات المناخية"، بحيث تشهد كاليفورنيا تقلبات شديدة بين الجفاف والأمطار الغزيرة والتي تم اعتبارها واحدة من العوامل الرئيسية التي تؤثر على ظروف حدوث الحرائق في هذه المنطقة. يمكن أن تؤثر هذه التقلبات المناخية الحادة على النباتات والثبات الجغرافي مما يجعل المنطقة أكثر عرضة للحرائق.
  
من المتوقع أن تستمر هذه الظروف وقد حذر المسؤولون من أنه من المحتمل أن تستمر التحذيرات الحمراء من خطر الحرائق حتى صباح يوم الاثنين.(1) لقد دمرت هذه الحرائق 12,300 مبنى ومن المتوقع أن يتجاوز عدد القتلى 11 شخصاً كما يُتوقع ارتفاع عدد المباني المدمرة.
  
تُظهر الصور التي تبرز حجم الدمار الهائل الناجم عن الحرائق في لوس أنجلوس تشابهاً ملحوظاً مع الصور التي نُشرت عن دمار قطاع غزة نتيجة الحرب والإبادة التي تعرض لها الفلسطينيون حيث تحولت منازلهم إلى أكوام من التراب.(2) مع الإشارة إلى أن آلاف النساء والأطفال قد فقدوا حياتهم في دمار غزة.
 
يعتبر عددٌ كبير من الأمريكيين - وخاصة أولئك الذين لديهم نظرة سلبية تجاه الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني - أن حرائق لوس أنجلوس وفشل السيطرة عليها نتيجة للإهمال في البنية التحتية. يعتقد هؤلاء المواطنون الأمريكيون أن المساعدات المستمرة سياسياً ومالياً وعسكرياً من الولايات المتحدة للكيان الصهيوني وإرسال معدات إطفاء زائدة من مدينة لوس أنجلوس إلى أوكرانيا قد أدى إلى إغفال الاهتمام بالبنية التحتية وأن الميزانيات تُصرف بدلاً من ذلك على إثارة الحروب في العالم. يرون أن الميزانيات التي كان يمكن أن تُخصص لتجهيز خدمات الإطفاء وتنظيف الأعشاب الجافة قد تم صرفها في إنتاج وإرسال الأسلحة للكيان الصهيوني وحكومة أوكرانيا.  

وادعى بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أن جزءاً كبيراً من إمكانيات إطفاء الحرائق من الولايات المتحدة قد تم إرسالها إلى أوكرانيا وأن عدم كفاءة رجال الإطفاء الأمريكيين في السيطرة على الحرائق هو نتيجة لهذه القضية. كما يشير بعضهم إلى أن أحد أسباب انتشار النار بشكل سريع وغير قابل للتحكم هو وجود الأعشاب الجافة التي ساهمت في انتشار النيران بشكل سريع إذ كان يمكن أن لا تكون الأمور بهذه الدرجة من السوء لو تم تخصيص الميزانية لذلك بدلاً من تقديمها للكيان الصهيوني.(3)

بإقرار إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس فإن انتشار هذه الحرائق يعكس بوضوح عدم استعداد المؤسسة المعنية لمواجهة الظروف الطارئة الأخيرة حيث تم "شلّها" من قبل الحكومة الحالية في الولايات المتحدة. فرغم نشوب حرائق واسعة في كاليفورنيا، قامت إدارة بايدن بتقليص ميزانية إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس لعامي 2024 و2025 بمقدار 17.6 مليون دولار.(4)
 
في ظل هذه الظروف يجب على المسؤولين الأمريكيين أن يكونوا مستعدين للإجابة على تساؤلات الرأي العام كما أن أنظار الناس في جميع أنحاء العالم قد اتجهت بشكل متزايد نحو السياسات الأمريكية المثير للاحتقان. ينفق الأمريكيون سنوياً مليارات الدولارات على إشعال النزاعات في الشرق الأوسط والعالم، ورغم ادعائهم أنهم قوة عظمى ويمتلكون تفوقاً تكنولوجياً على منافسيهم إلا أنهم يواجهون حالياً مشكلة كبيرة شهدت دول العالم بأسرها عجزهم وضعفهم أمامها.

ربما لو كانت الولايات المتحدة قد بذلت جهوداً في الماضي من أجل تحقيق السلام في العالم، وبدلاً من إرسال الأسلحة والمساعدات المالية إلى أوكرانيا والكيان الإسرائيلي لدعم الحروب، كانت قد استبدلتها بتكنولوجيا متقدمة ومبادرة "لوس أنجلوس الذكية"، لكان بإمكان ولاية كاليفورنيا الجنوبية أن تُعزز بنيتها التحتية المتاحة مثل تحسين وسائل النقل أو إضافة أنظمة الكشف عن الحرائق الذكية ولما واجهت هذه المشكلة الحالية.

حكيمة زعيم باشي 


1. https://www.nbcnews.com/weather/wildfires/california-wildfires-los-angeles-palisades-fire-evacuations-maps-what-rcna186879
2. https://fa.alalam.ir/news/713982
3. https://www.tasnimnews.com/fa/news/1403/10/22/3236346
4. https://www.jahannews.com/report/912545