رغم التصريحات العلنية الداعمة لفلسطين.. تحرك واهتمام سعودي بمواصلة التطبيع

بينما كان المئات من سكان غزة يستشهدون يومياً بقصف الاحتلال الإسرائيلي وينتظرون تحرك حكام العرب لنصرتهم، تحرك حكام السعودية ولكن باتجاه آخر إذ أعلنوا افتتاح بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية متجاوزين ما يحدث في غزة من مجازر.

نوفمبر 2, 2023 - 07:18
رغم التصريحات العلنية الداعمة لفلسطين.. تحرك واهتمام سعودي بمواصلة التطبيع
رغم التصريحات العلنية الداعمة لفلسطين.. تحرك واهتمام سعودي بمواصلة التطبيع

بينما كان المئات من سكان غزة يستشهدون يومياً بقصف الاحتلال الإسرائيلي وينتظرون تحرك حكام العرب لنصرتهم، تحرك حكام السعودية ولكن باتجاه آخر إذ أعلنوا افتتاح بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية متجاوزين ما يحدث في غزة من مجازر.

وفي الوقت الذي أعلنت دول مجاورة لها إيقاف مهرجاناتها السينمائية وحفلاتها تضامنًا مع غزة، أقامت الرياض أسبوع الموضة للأزياء، واستمرت هيئة الترفيه بالترويج لافتتاح موسم الرياض ولم يفكروا أبداً بتأجيله على الأقل.

سياسياً، استقبلت الرياض وفداً من الكونغرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، برئاسة السيناتور ليندسي غراهام، قبل أسبوعين، والتقى الوفد بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

حيث قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، للصحفيين الثلاثاء 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن السعودية أكدت لإدارة الرئيس جو بايدن أن المملكة لا تزال مهتمة بالسعي للتوصل إلى اتفاق من شأنه تطبيع العلاقات مع إسرائيل بعد انتهاء الحرب في غزة، وفق ما نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي.

كما قال كيربي: "دون الخوض في التفاصيل، خرجنا من تلك المناقشات واثقين من أن لدينا طريقاً للعودة نحو التطبيع وأن هناك اهتماماً من الجانب السعودي بمواصلة ذلك". 

ونقل الموقع عن مصدر مطلع على المحادثات في السعودية، أن الرسالة التي سمعها أعضاء مجلس الشيوخ من المسؤولين السعوديين هي أنهم "ما زالوا مهتمين بمحاولة التوصل إلى اتفاق تطبيع مع إسرائيل". 

من جهته قال مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، جاريد كوشنر، الذي زار مؤخرا السعودية، إن "المملكة لا تزال مهتمة بمتابعة اتفاق التطبيع مع إسرائيل بوساطة أمريكية، على الرغم من حرب إسرائيل المستمرة مع حماس".

وقال كوشنر: "بصراحة، لا يزال هناك الكثير من الحماس لمحاولة مواصلة المسار الذي تم تحديده في ظل إدارة ترامب، الذي تبنته إدارة بايدن، لمحاولة الجمع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية".

كما قالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية في تقرير لها، إن المسؤولين الأمريكيين والسعوديين مستمرون بالاعتقاد أن عملية التطبيع ممكنة التنفيذ خلال الأسابيع المقبلة.

وأشارت إلى أن الآراء الحالية لدى جميع الأطراف تتجه إلى إمكانية عقد الاتفاق بعد الانتهاء من المعارك التي تشنها إسرائيل ضد غزة، أو يمكن دمجه مع اتفاق للفلسطينيين، يضمن حقوقًا أكبر لهم.

ويرى مراقبون أنه على ما يبدو أن ولي العهد محمد بن سلمان يحاول اظهار مواقف تحاول تبني التوازن من العدوان على غزة وتأييد إسرائيل التي ظهر أقرب لها أكثر من الفلسطينيين وهو الذي يحاول منذ أشهر التطبيع العلني مع تل أبيب.

أثار القصف الإسرائيلي الوحشي على غزة ردود فعل داخلية كبيرة في السعودية مما جعل وزارة الخارجية تصدر تصريحات ضد الهجوم الإسرائيلي. حيث يعتقد مراقبون أن حدة تلك البيانات تأتي كصدى للغضب الشعبي الداخلي في السعودية، وأن القيادة السياسية لا تريد أن تكون في قطيعة مع الشارع ومواقفه بشأن غزة لما قد يكون لذلك من تأثيرات مستقبلية على واقع السعودية.

شعبياً، خرج في جميع البلدان المجاورة للمملكة تقريبا، المتظاهرون إلى الشوارع لمعارضة الحصار الإسرائيلي على غزة، وألغت الحكومات والشركات الحفلات الموسيقية وغيرها من الفعاليات تضامنا مع الفلسطينيين، لكن ذلك غائب في السعودية حتى وأن الحزن والخوف والغضب يغلي تحت السطح، كما قال السعوديون في مقابلات مع العديد من المواقع الإخبارية.

في العلن، ندد المسؤولون السعوديون بالغارات الجوية الإسرائيلية على غزة، ودعوا إلى وقف الحصار وحثوا على وقف فوري لإطلاق النار وإيصال المساعدات إلى الفلسطينيين. لكن بعض السعوديين يقولون إنهم التقطوا إشارات بأن إظهار المشاعر المؤيدة للفلسطينيين ليس موضع ترحيب كامل من حكومتهم.

إعلامياً، اختار الإعلام الرسمي السعودي عدم الوقوف بجانب سكان غزة ومقاومتها فجاءت لغة الخطاب مطالبة بإيقاف استهداف “المدنيين والأبرياء” من الطرفين وتناقلت القنوات الرسمية روايات الاحتلال. بل استنكف إعلامها أيضاً إطلاق كلمة “شهداء” على من ارتقى من سكان غزة واستبدلهم بكلمة “ضحايا.

فيما مواقف الذباب الإلكتروني الذين تحركهم أوامر الديوان كانت أشد شراسة وعداوة وخزيا. إذ انطلقت حملات التشويه والشيطنة والتخوين للمقاومة في غزة وحملتها مسؤولية القتل والدمار ووصل الأمر لاتهامها علانية "بالإرهاب."

وعلى صعيد التحركات الميدانية، لم تقم الرياض بأي دور فعلي، فلم توقف طيران طائرات الكيان الصهيوني فوق أجوائها ولم تطرد شركاتهم التي تستثمر في أراضي المملكة ولم تلوّح بإيقاف تصدير النفط للدول التي انحازت إلى الاحتلال ولم تدعُ الناس لمقاطعة الشركات التي تدعم الاحتلال.

لا بل اعترضت السعودية صاروخاً حلق فوق أراضيها أطلقته القوات اليمنية نصرة لغزة باتجاه إسرائيل، وفق وكالة "بلومبيرغ" نقلا عن أشخاص مطلعين لم تكشف عن هويتهم.

ختاماً يمكن القول إنه رغم عدم اكتمال صورة التطبيع العلني حتى الآن، علماً أن المسؤولين السعوديين أعلنوا لصحف غربية أن التطبيع مؤجل لا أكثر. لكن على الأقل أعاد العدوان على غزة الحياة لتعاطف سعت السلطات السعودية طيلة السنوات الماضية بكل أدواتها لتبديده، بداية بالاعتقالات السياسية مروراً بتصدير شخصيات منبوذة ومشبوهة تروج للتطبيع مع الكيان الصهيوني.

 مجد عيسى

 المصادر:

1-https://cutt.us/EY3TF

2-https://cutt.us/FHLs1

3- https://cutt.us/yRwGs

4- https://cutt.us/mMlAH

5- https://cutt.us/kMZco

6- https://cutt.us/SMdW7

7- https://cutt.us/gAQsa