دعاية ابن سلمان السلبية ضد فلسطين في السنوات الأخيرة وتأثيرها على السعوديين

ما كان الكيان الصهيوني ليتمادى حتى في وجوده وليس إجرامه فقط لولا دعم دول عربية للأسف سواء بشكل علني أو من تحت الطاولة، والمؤسف أن تتحول القضية الفلسطينية إلى قضية عادية تُذكر فقط لإخلاء المسؤولية، وبينما تعمل المقاومة بكل أطرافها على إنهاء الوجود الإسرائيلي، هناك من بين العرب للأسف من لا يشكل وجود دولة للكيان ضمن محيطنا العربي أي مشكلة أو عائق له.

اکتوبر 19, 2023 - 12:26
دعاية ابن سلمان السلبية ضد فلسطين في السنوات الأخيرة وتأثيرها على السعوديين
لا مشكلة سعودياً مع العدو الغاصب.. إذن مع من المشكلة؟

ما كان الكيان الصهيوني ليتمادى حتى في وجوده وليس إجرامه فقط لولا دعم دول عربية للأسف سواء بشكل علني أو من تحت الطاولة، والمؤسف أن تتحول القضية الفلسطينية إلى قضية عادية تُذكر فقط لإخلاء المسؤولية، وبينما تعمل المقاومة بكل أطرافها على إنهاء الوجود الإسرائيلي، هناك من بين العرب للأسف من لا يشكل وجود دولة للكيان ضمن محيطنا العربي أي مشكلة أو عائق له.

في مقابلة أجرتها معه مجلة "ذي أتلانتيك" الأميركية في آذار لعام 2018، قال محمد بن سلمان إنه ليس هناك أي "اعتراض ديني" على وجود "دولة إسرائيل".

ورداً على سؤال عما إذا كان يعتبر أن للشعب اليهودي الحق في أن تكون له دولة قومية على ما تسميها "إسرائيل" أرض الأجداد، قال ابن سلمان: "أعتقد بأن لكل شعب في أي مكان كان الحق في أن يعيش في وطنه بسلام". مضيفاً: أعتقد بأن للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي الحق في أن تكون لكل منهما أرضه".

إلا أنه، وتماشيا مع خطة السلام التي طرحتها مملكته، أشار ولي العهد السعودي أن الاتفاق مع الفلسطينيين هو شرط أساسي للعلاقات الرسمية، ولكن يجب أن يكون لدينا اتفاق سلام لضمان الاستقرار للجميع ولتكون لدينا علاقات طبيعية.

وعبر في المقابلة عن استعداده لتقاسم الكثير من المصالح مع "إسرائيل"، وقال "إذا كان هناك سلام، فستكون هناك الكثير من المصالح بين "إسرائيل" ودول مجلس التعاون الخليجي ودول أخرى مثل مصر والأردن".

ورداً على سؤال حول معاداة "السامية" في السعودية، قال محمد بن سلمان: “لا توجد لبلدنا مشكلة مع اليهود، ستجد الكثير من اليهود في السعودية الذين حضورا من أمريكا ومن أوروبا. لا توجد مشاكل بين المسيحيين والمسلمين واليهود. لدينا مشاكل ستجدها في أي مكان آخر في العالم، لدى بعض الأشخاص. لكن النوع العادي من المشاكل”.

محمد بن سلمان يسعى منذ أعوام لجعل فكرة تواجد ما يسمى "دولة اسرائيل" تلقى قبولا وخاصة لدى الفلسطينيين ضاربا عرض الحائط انتهاكات الاحتلال الغاشم لحقوق هذا الشعب وما ارتُكب بحقه من جرائم حرب يندى لها جبين الإنسانية.

وبهذا النهج الذي انتهجه بن سلمان فهو يمشي على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة فغايته هنا استجداء رضا القوى الصهيوأمريكية ظنا منه أن هذا سيمنحه قوة إقليمية إضافية في المنطقة وليعكس صورة أن السعودية هي دولة دينية متمسكة بشعائر دينها وملتزمة ولكن بنفس الوقت هي دولة منفتحة على الغرب.

وفي مقابلة أخرى قناة "فوكس نيوز"، عند سؤاله عن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، قال ابن سلمان: إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن "تسعى لتحقيق ذلك"، لكنه لا يكف عن الحديث بأنه بالنسبة للسعودية فإن القضية الفلسطينية مهمة للغاية، ويجب الوصول لحل بشأنها، وبأنه يوجد مفاوضات جيدة، ولا تزال مستمرة حتى الآن، سنرى إلى أين سنصل".

وأعرب عن أمله في "الوصول إلى حيث يمكن تحسين حياة الفلسطينيين، وجعل "إسرائيل" لاعباً في المنطقة" وهو بهذا متمسك بحق الفلسطينيين لكن بوجود الاسرائيليين وكأن للصهاينة حقا في هذه الأرض.

لطالما انتقد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان القيادة الفلسطينية لرفضها فرص لصنع السلام مع الإسرائيليين لعقود، وقال إن عليها البدء بقبول اقتراحات السلام أو “فليصمتوا”، مضيفاً: على مدى السنوات الأربعين الماضية، فوتت القيادة الفلسطينية الفرص مرارا وتكرارا، ورفضت جميع العروض التي أعطيت لها”.

وتابع: لقد حان الوقت بأن يقبل الفلسطينيون العروض وأن يوافقوا على العودة إلى طاولة المفاوضات – أو فليصمتوا ويتوقفوا عن التذمر”.

 وكثيرا ما أشار إلى أن “القضية الفلسطينية ليست على رأس سلم أولويات الحكومة السعودية. هناك قضايا أكثر الحاحا وأهمية للتعامل معها”.

ومع ذلك، فقد قال تقرير للقناة العاشرة الإسرائيلية إن بن سلمان أكد على ضرورة تحقيق تقدم جوهري في اتجاه اتفاق إسرائيلي-فلسطيني قبل أن يتمكن السعوديون ودول عربية أخرى من تعميق علاقاتهم مع إسرائيل، ونُقل عنه قوله “هناك حاجة إلى وجود تقدم كبير في اتجاه اتفاق مع الفلسطينيين قبل أن يكون من الممكن الدفع بالمفاوضات بين السعودية والعالم العربي وإسرائيل قدما.

وكثيرا ما كان بن سلمان يمارس ضغوطا على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للقبول باقتراح إدارة ترامب السابقة للسلام الذي طال انتظاره.

وبعد هذا كله تقول السلطة السعودية أنه لا تربط "إسرائيل" والسعودية علاقات رسمية ولا تعترف المملكة بالدولة اليهودية. في حين كانت "إسرائيل" قد لمحت إلى وجود علاقات سرية مع السعودية في السنوات الأخيرة، مؤكدة على أن للبلدين مصلحة مشتركة.

في حين نفى المسؤولون السعوديون الشائعات التي تحدثت عن علاقات سرية بين البلدين. ومع ذلك، في عام 2016 قام جنرال سعودي بزيارة القدس والتقى مع مشرعين إسرائيليين، والتقى مسؤولون سعوديون مع مسؤولين إسرائيليين في مناسبات عدة بصورة علنية.

وسابقاً سمحت السعودية لشركة “طيران الهند” بالمرور عبر مجالها الجوي في رحلاتها من وإلى "تل أبيب".

إن تصريحات ابن سلمان المستمرة عن ضرورة تسليم الفلسطينيين بوجود "اسرائيل" وكأن هذا ما يجب حدوثه أثر بشكل أو بآخر على صورة المواطنين السعوديين في أذهان العرب بشكل سلبي كبير فعادة ما تعبر الحكومات وقيادات الدول عن رأي مواطنيها ووجهة نظرهم وهذا ما وضع السعوديين محط اتهام اخوتهم في الدول العربية ولو كان قسم منهم رافضا لتلك السياسات.

وعلى المقلب الآخر لا بد لهذه التصريحات من أن تترك آثارها وأهدافها المرجوة في أذهان أصحاب الفكر السعودي لأن هذا هو الخط السياسي لمملكتهم فبدون أن يشعروا سيتبنون هذا الفكر والنهج ويتحدثون به وقد يدافعون عنه في محطات كثيرة.

 مجد عيسى

 

المصادر:

1- https://cutt.us/SlVbA

2- https://cutt.us/lzKrD

3- https://cutt.us/06WVA

4- https://cutt.us/7wY6u

5- https://cutt.us/YGclP