حقوق للمرأة أم هي أداة لتحقيق الأهداف الاستعمارية للغرب!

فبرایر 28, 2023 - 07:23
فبرایر 28, 2023 - 07:28
حقوق للمرأة أم هي أداة لتحقيق الأهداف الاستعمارية للغرب!

بالنظر إلى الأحداث خلال العقود الثلاثة الماضية أصبح واضحًا للجميع أنه عندما يريد المستعمرون بقيادة أمريكا مهاجمة بلد ما أو أن سياساته لا تتوافق معهم فإنهم ينظرون أولاً إلى حقوق المرأة إلى جانب أعذار أخرى يتهمونهم بارتكاب مخالفات ويستخدمون قوتهم الإعلامية لإثارة الرأي العام ضدهم.

 تواصل الولايات المتحدة اتهام الإمارة الإسلامية بانتهاك حقوق المرأة بسبب استمرار سياساتها المنحازة، كما ذكر الرئيس بايدن هذه المسألة في الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ فترة. و وصف أيضاً نيد برايس المتحدث باسم وزارة خارجية لهذا البلد في حديث مع وسائل الإعلام أن الحجاب الإجباري للمرأة من قبل الإمارة الإسلامية انتهاك لحقوق الإنسان.

الحقيقة هي أن أمريكا وأصدقاؤها لا يحترمون حقوق المرأة فحسب، بل يستخدمون هذه القضية أيضًا كأداة لقمع منافسيهم. وفقًا للتحقيقات تحتل الولايات المتحدة المرتبة الثالثة في العالم من حيث الاعتداء الجنسي على النساء وتتعرض واحدة من كل ثلاث نساء أمريكيات لاعتداء جنسي في حياتها. وفي الوقت نفسه فإن 68٪ من حالات العنف الجنسي لم يتم إبلاغ الشرطة بها و 98٪ من الجناة لا يقضون حتى يومًا واحدًا في السجن.

وبناء على ماقاله تايلور رايسي وهو حقوقي مدافع عن ضحايا الاغتصاب فإنه ليس فقط رئيس الولايات المتحدة واللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، ولكن أيضًا الشرطة ووكالات التحقيق الجنائي تقيد التحقيقات المتعلقة بالاغتصاب وتتجاهل شكاوى ضحاياه. وقد أدى ذلك إلى زيادة هذه الجرائم. أيضًا وفقًا لتقارير الأكاديمية العسكرية الأمريكية لسنتي 2020-2021 ، تعرضت واحدة من كل أربع مجندات للاعتداء الجنسي أثناء الخدمة.

على الرغم من إقرار قوانين المساواة في الأجور في الولايات المتحدة منذ ما يقرب من 50 عامًا لا تزال النساء في هذا البلد يكسبن أقل من نظرائهن من الرجال. وهذا يعني أنه إذا كان متوسط ​​أجر الرجل دولارًا واحدًا لكل ساعة عمل فإن المرأة تحصل على 80 سنتًا لكل ساعة عمل وبالتالي يقل دخل المرأة السنوي عن الرجل بمقدار 9.900 دولار. على الرغم من كل هذا يأمل المعهد الأمريكي لأبحاث سياسات المرأة في أن يتم تطبيق هذا القانون بشكل صحيح بحلول عام 2059 والقضاء على الاختلاف في حقوق المرأة والرجل.

بالإضافة إلى ذلك وفقًا لمسح جديد أجري في عام 2022 ، فإن الولايات المتحدة هي الدولة الأولى في العالم التي تضم 231000 سجينة. وبهذا يوجد 33 امرأة من بين كل 100 امرأة أمريكية في السجون حيث يعانون من سوء الخدمات الصحية ويتم تجاهل حقوق الإنسان وأيضاً بعد ​​المسافة عن مكان إقامة الأسيرات حيث يصل الى 160 ميلًا مما يمنع الأسيرات من مقابلة أسرهن. 

تشير منظمة تحليلية تدعى "نون بوست" في تقرير لها إلى أنه عندما أصيبت ملالا يوسفزاي وهي ناشطة تعليمة للنساء في باكستان في هجوم شنته معارضة مسلحة في عام 2012 ، قامت الدول الغربية ووسائل الإعلام بحملات دعم لصالحها لدرجة أنها حصلت على جائزة نوبل للسلام عام 2014 ولا تزال تطرحُ في وسائل الإعلام الغربية، ولكن على العكس من ذلك هناك فتاة باكستانية أخرى اسمها "نبيلا رحمان" قتلت جدتها عن طريق طائرة أمريكية بدون طيار في نفس العام 2012 كما أصيبت شقيقتها بجروح خطيرة، وتوجهت إلى واشنطن لمخاطبة البرلمان عن القضية ذاتها وشارك فقط خمسة من أصل 430 نائباً ولم يكن لدى وسائل الإعلام تغطية كبيرة لهذا الأمر.

يظهر رد الفعل المتناقض للسلطات الأمريكية ووسائل الإعلام الغربية على هاتين الحادثتين أنها تستخدم دائمًا قضية حقوق المرأة لأغراض سياسية. ولهذا السبب في إطار مصلحتهم تم إعطاء موضوع ملالا اهتماماً واسعًا ولم تتم تغطية قضية نبيلا رحمن، لأن هذا الموضوع يفضح جرائم القوات الأمريكية للعالم والأميركيين.

 

المصدر: نن تکی آسیا