إيران النووية ذريعة نتنياهو للهروب من المشاكل الداخلية للنظام الصهيوني
المشهد السياسي في تل أبيب في حكومة نتنياهو ينهار بسبب التناقضات. وتظهر هذه الانقسامات الداخلية عمق التفكك والانقسام السياسي في المجتمع الصهيوني وعدم وجود توافق في الآراء حول القضايا الداخلية. وفي هذا الشأن أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية بوجود خلافات شديدة داخل الحكومة خاصة بين أعضاء حزب "الليكود" بزعامة بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني و "القوة اليهودية" حزب يتزعمه "ايتمار بن جوير" وزير الأمن داخلي لهذا النظام.
أيضا مع استمرار الصراع على السلطة والتوتر السياسي في النظام الصهيوني المؤقت أتُهِمَ رئيس وزراء هذا النظام بنيامين نتنياهو بالتحريض على العنف ضد المتظاهرين المعارضين لمجلس الوزراء، ورفع حزب العمل التابع للنظام الصهيوني يوم الأحد دعوى قضائية ضد نتنياهو بسبب تصريحاته حول ضرورة "تنفيذ لكمة على وجه" المعارضة والتحريض على العنف ضد المتظاهرين. وبحسب موقع تايمز أوف إسرائيل طالب زعيم حزب العمل "ميراف ميكائيل" في تغريدة له إشار فيها إلى تقديم شكوى إلى دائرة الشرطة ضد نتنياهو وطالب بفتح تحقيق في تصريحاته الاستفزازية ضد المتظاهرين وقوى المعارضة.[1]
لا تنتهي الخلافات والانقسامات الكبيرة فقط بالبنية السياسية للنظام الصهيوني ونحن نشهد زيادة الانقسامات في المجتمع الإسرائيلي وهذا ما تدل عليه مؤشرات التماسك والتلاحم الإجتماعي التي تظهر معاناة المجتمع الإسرائيلي وانقسامه العميق، إن مؤشر التضامن الاجتماعي الإسرائيلي آخذ في الزوال وقد أظهرت نتائج استطلاع جديدة أن 76٪ من المشاركين يعتقدون أن المجتمع الإسرائيلي منقسم للغاية. وفي هذا السياق ذكر الإعلام الصهيوني "معاريف": إن هذه النتيجة زادت بنسبة 10٪ مقارنة باستطلاعات الرأي التي أجريت العام الماضي. من وجهة نظر المشاركين في هذا الاستطلاع فإن العوامل المساهمة في إحداث الإنقسامات في المجتمع الإسرائيلي هي كالتالي؛ القادة السياسيون 81٪ ، الإعلام الجديد 73٪ ، الإعلام التقليدي 68٪.
وبحسب رأي 27٪ من المشاركين في هذا الاستطلاع فإن الإثيوبيين هم فئة محرومة في الكيان الصهيوني. 55٪ من المشاركين يعتبرون الحريديم طيفًا محرومًا.
يُظهر نشر هذه الاستطلاعات في إسرائيل حقيقة الانقسام على جميع المستويات حتى أنه وفقًا لمسح حديث يعتقد ثلث المستوطنين أن إسرائيل لن تكون موجودة في غضون 25 عامًا القادمة. [2]
هروب نتنياهو إلى الأمام بمغامرةٍ ضد إيران
في موقف يكون فيه هذا النظام في أسوأ الأوضاع من حيث الخلاف الداخلي والضغط الخارجي ويعترف الخبراء والمحللون الصهاينة أنفسهم بضعف وعجز الجيش والجبهة الداخلية لهذا النظام، فإن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء النظام الصهيوني بدلاً من أن يقدم حلاً للتخلص من المأزق الذي وقعت فيه إسرائيل ، يتحدث عن مغامراته ضد برنامج إيران النووي السلمي، على الرغم من أن نتنياهو بصفته صهيونيًا مخضرمًا يعرف قواعد اللعبة ويحاول التعامل مع الرعب إيراني من أجل دفع مشروع تطبيع العلاقات مع الدول العربية وصرف الرأي العام المحلي عن السياسات العنصرية والمتطرفة لحكومته، لكن يبدو أن استخدام هذه الأساليب الرديئة لم يعد مجدياً ولم يعد قادرًا على وضع حد للالتهابات الداخلية في البلاد أو مواجهة الضغط الخارجي على هذا النظام.
النظام الصهيوني الذي عاصر خمس انتخابات في السنوات الأربع الماضية يواجه الآن حكومة هشة أخرى، وهذه الحكومة المهتزة إما أن تنهار مثل الحكومات السابقة أو تبقى وتؤدي إلى انهيار النظام بأكمله ، ونتنياهو يعلم جيداً عواقب المغامرة العسكرية ضد إيران خاصة في ظل الجاهزية والقوة العالية لمحور المقاومة الذي أحاط بالكيان الصهيوني من جميع الجهات، وبالتالي ما هي النتائج الكارثية التي سيجلبها على هذا النظام وسيقضي على بناينه بالكامل! لكن بالكلام وإثارة موضوع المواجهة ضد إيران يحاول التستر على أزمته الداخلية الحادة والهروب إلى الأمام. [3]