حرب روسيا الوطنية ضد الغرب
لقد مر عامين تقريبا على العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، والتي انطلقت في 24 فبراير 2022 م وخلال هذه الفترة، على الرغم من تدفق الأسلحة الغربية التقليدية وغير التقليدية إلى أوكرانيا وفرض جميع- أنواع العقوبات ضد موسكو، انقلبت في النهاية الموازين لصالح الكرملين.
لقد مر عامين تقريبا على العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، والتي انطلقت في 24 فبراير 2022 م وخلال هذه الفترة، على الرغم من تدفق الأسلحة الغربية التقليدية وغير التقليدية إلى أوكرانيا وفرض جميع- أنواع العقوبات ضد موسكو، انقلبت في النهاية الموازين لصالح الكرملين.
فشل العقوبات الغربية على روسيا
منذ بدء الحرب في أوكرانيا، واجهت روسيا مجموعة واسعة من العقوبات والصعوبات الاقتصادية، ولكن على عكس توقعات الغرب، لم تكن العقوبات ضد روسيا فعالة كما كان متوقعا. وفي أغسطس/ آب أعلن وزير المالية الروسي أنطون سيلفانوف، نمو الناتج المحلي الإجمالي لروسيا في عام 2023 إلى نحو 2.5 بالمئة أو أكثر. و تجدر الإشارة إلى أن 2500 عقوبة على موسكو قبل الأزمة الأوكرانية، و11 ألف عقوبة في عام واحد فقط منذ بدء الحرب، كلها تكشف عمق هذه الاختناقات؛ ومن العقوبات التي تم فرضها على روسيا: حظر نظام سويفت لعدة بنوك روسية، تجميد أصول البنك المركزي الروسي، إغلاق المجال الجوي للطائرات الروسية، حظر تصدير التكنولوجيا، استيراد الحديد والصلب، تصدير السلع الكمالية، واردات الطاقة، والعقوبات المالية، والقيود التجارية، والقيود على جواز السفر الذهبي الروسي، وما إلى ذلك. [1]
حرب أوكرانيا زادت من الدعم الشعبي لبوتين
على الرغم من التأثيرات التي خلفتها الحرب في أوكرانيا على حياة الشعب الروسي، إلا أن استطلاعات الرأي الجديدة تظهر أن غالبية الناس في هذا البلد ما زالوا داعمين و مهتمين بـ "فلاديمير بوتين" كرئيس لهذا البلد ويؤيدون بقوة مواقفه الحربية في أوكرانيا.
وفي هذا السياق، نقلت "يو إس نيوز" أن ما يقرب من ثلثي المشاركين في هذا الاستطلاع، أي 65%، قالوا إنهم يؤيدون اقتراح إعادة انتخاب بوتين رئيسا لولاية خامسة في انتخابات مارس المقبل في هذا البلد. 53 بالمئة يؤيدون "بشدة" ترشيحه. وفي الوقت نفسه، قال 66% من المشاركين في هذا الاستطلاع إنهم سيصوتون بالتأكيد لبوتين بدلاً من مرشح آخر في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ورغم أن روسيا في حالة حرب مع أوكرانيا وتواجه الغرب من تلك الناحية، إلا أن السلام لا يزال يسود هذا البلد ولا تعكس موسكو أي صورة لدولة متحاربة، وهذا ما توقعه الكثيرون أن يواجهه فلاديمير بوتين من صعوبات في الحرب بأن أوكرانيا تتسبب في اهتزاز موقفه، لكن لا يوجد ما يشير إلى حدوث ذلك. لا يزال الشعب الروسي يحتفظ بذكريات مريرة عن انكسار وتضخم السوق بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، ويعد فلاديمير بوتين الزعيم الوحيد الذي بعد أقل من عقد من الزمن و خلال العقد الأخير من القرن العشرين ورئاسة بوريس يلتسين تمكن من انقاذ الاقتصاد الروسي من الأوليغارش واستعادة بعض النظام في هذا البلد. واستطاع خلال هذه السنوات أن يحول روسيا إلى واحدة من أهم القوى العظمى في العالم، لذا يمكن القول إن بوتين استطاع أن يرسخ مكانته كرئيس لهذا البلد على رأس النظام السياسي في البلاد. [2]
تشكيل الجبهة الوطنية الروسية ضد الغرب
وكما قيل فإن الغرب كان يحاول وضع موسكو في مأزق من خلال تنفيذ تدابير مثل فرض الحظر وتقديم الدعم الشامل لأوكرانيا. ولكن ما حدث كان مخالفاً للتوقعات. وتظهر البيانات المنشورة أن غالبية الشعب الروسي لديهم ثقة كاملة في قدرة بوتين على ضمان استقرار روسيا وتنمية هذا البلد. وفقا للروس، فإن فلاديمير بوتين قام بالعديد من الأشياء القيمة لبلاده وشعبه. وبناء على ذلك، ينبغي القول إن شعب وحكومة روسيا تشكل جبهة وطنية موحدة ضد الغرب، وقد باءت محاولة الغرب للضغط على الشعب وارادته في الدعم الوطني في روسيا بالفشل. [3]
[1] https://www.irna.ir/news/85333141
[2] https://www.iras.ir/
[3] https://www.tasnimnews.com/fa/news/1402/07/15/2967394