تعاون إيران وتركيا في فترة ما بعد الأسد  

لكن في أي مجالات يمكن أن تتعاون إيران وتركيا معًا؟  

فبرایر 17, 2025 - 05:29
تعاون إيران وتركيا في فترة ما بعد الأسد  



أسفر سقوط الحكومة السورية في 8 ديسمبر وسيطرة جماعة "هيئة تحرير الشام" الإرهابية على البلاد عن تعزيز دور ونفوذ تركيا في تطورات الوضع السوري. وقد أتاح هذا الأمر فرصة فريدة لحكومة أردوغان للتأثير على مستقبل سورية، بعدما كانت إيران تلعب دورًا نشطًا في إعادة إعمار سورية بعد الحرب ضد الإرهابيين التكفيريين. تثير هذه الظروف سؤالًا حول كيف سيكون دور ومكانة إيران في ظل النشاط الفعال لتركيا في سورية بعد فترة الأسد وما هي طبيعة التوافق بين الدولتين فيما يتعلق بالأزمة السورية؟


مع أحداث سورية ودعم تركيا لهيئة تحرير الشام والتي اختيارت "أحمد الشرع" كرئيس للحكومة الانتقالية أصبحت أنقرة تتمتع بنفوذ كبير في البلاد. بناءً عليه تسعى تركيا للعب دور مهم في تحديد المستقبل السياسي لسورية. يتطلب تحقيق هذا الهدف التفاوض مع اللاعبين الإقليميين والدوليين الآخرين وإيجاد حل للأزمة السورية. إن هذا الدور يشكل أداة مهمة للتفاوض الإقليمي ويُسهل متابعة الأولويات والسياسات التركية بما يتماشى مع مصالحها. ونظرًا لتوافق طهران وأنقرة في مجالات جيوسياسية وسياسية متعددة فإن ذلك يمثل دافعًا للبلدين نحو تعزيز التعاون فيما يتعلق بالقضية السورية.


في هذا الصدد أشار هاكان فيدان وزير الخارجية التركي مؤخرًا إلى التغيرات الأخيرة في سورية معتبرًا هذه التحولات فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية بين تركيا وإيران. وأكد على انخفاض الاختلافات بين البلدين بشأن سورية مشيرًا إلى أن هذا الموضوع انتقل من كونه نقطة خلاف إلى فرصة للتعاون وأن الوقت الحالي هو الأنسب لتعزيز العلاقات الثنائية بين تركيا وإيران.


لكن في أي مجالات يمكن أن تتعاون إيران وتركيا معًا؟  
تعتبر قضية سورية ذات أهمية كبيرة لكل من إيران وتركيا فقد قام إبراهيم كالين وزير المعلومات التركي مؤخرًا بلقاء المسؤولين الأمنيين والاستخباراتين الإيرانيين مثل إسماعيل خطيب وزير المعلومات وعلي أكبر أحمديان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي. بناءً على هذا اللقاء يمكن القول إن تركيا تسعى لتحقيق الاستقرار في سورية لتأمين مصالحها وفي الوقت نفسه إدارة ومواجهة قضية الأكراد. ومن جهة أخرى أكدت إيران أنها ترغب في الاستقرار والاعتراف بحقوق الأقليات في سورية ولا تود أن تشهد تفاقم الأوضاع هناك خاصة مع تدخل دول أخرى تسعى لتحقيق مصالحها واحتلال الأراضي السورية. إضافة إلى ذلك فإن التعاون بين الجانبين أمام السياسات المزعومة لإسرائيل يستحق الاهتمام حيث أن هذه السياسات تبرز خطر تصاعد التطرف في المنطقة بالنسبة لإيران وتركيا.


مسألة أخرى مهمة هي الحفاظ على احترام أماكن العبادة والتي تسعى إيران لحلها بالتعاون مع تركيا. الموضوع الآخر الشائك لإيران هو الاتصال بلبنان عبر سورية حيث إن هذا الاتصال لا يعني بالضرورة التعاون العسكري أو تأمين السلاح. لطالما كانت إيران على اتصال بلبنان وظل الشيعة متواجدين هناك مما يجعل إيران تميل للحفاظ على هذا الاتصال ويبدو أن الأتراك يمكنهم مساعدتها في إنعاش وتعزيز هذه العلاقات.


بشكل عام يبدو أن إيران وتركيا تسعيان لإنشاء آليات للتعاون المشترك بشأن القضية السورية وليس فقط لمصالحهما الخاصة بل أيضًا للمساهمة في تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة. وفي الواقع يمكن لأنقرة وطهران كقوتين إقليميتين من خلال الدبلوماسية النشطة والتعاون البناء أن تلعبا دورًا رئيسيًا في تعزيز السلام والتنمية الإقليمية. 

مرضية شريفي