تزايد الأزمات الاجتماعية في الولايات المتحدة
يشعر الشباب الأمريكيون بشكل متزايد بضغوط اجتماعية كبيرة ناجمة عن مشاكل مثل العنف المسلح والعنصرية وعدم تحقق العدالة الإجتماعية و وجود فجو ة هائلة بين الفقر والثراء. ومن ناحية أخرى فإن اتساع تلك الفجوة بين الأغنياء والفقراء في الولايات المتحدة يخلق لدى الشباب الأمريكي شكوكًا كبيرة حول الوصول "للحلم الأمريكي"، حيث أنهم لا يرون أي أمل للمضي قدماً نحو ذلك الحلم. ولا يشعر الشباب بالفخر لكونهم أمريكيين بسبب تفاقم الفروقات الاجتماعية والصراعات العرقية وغيرها من المشاكل المجتمعية. في هذا السياق أظهرت النتائج المنشورة لاستطلاع "جالوب" أن التباهي بالإنتماء الأمريكي في الولايات المتحدة وصل إلى أدنى مستوياته في عام 2020، وقال 36 بالمائة فقط من المستطلعين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عامًا إنهم فخورون بكونهم أمريكيين، في حين أن 35 بالمائة لم يؤيدوا ذلك. في كانون الأول (ديسمبر) 2021م أصدرت كلية كيندي الحكومية للإدارة بجامعة هارفارد نتائج استطلاع أظهرت أن 52 في المائة من الذين أجابوا على الإستبيان يعتقدون أن الديمقراطية الأمريكية كانت "في أزمة" أو أنها "فاشلة" وأن 7 في المائة فقط من الشباب الأمريكيين، وصفوا الولايات المتحدة إنها "ديمقراطية صحيحة" و عبّر 51٪ من الشباب عن شعورهم "بالاكتئاب واليأس" عدة مرات على الأقل خلال أسبوعين ماضيين، كما إن 25٪ منهم لديهم أفكار لإيذاء أنفسهم و 25٪ اعتبروا سبب مشاكلهم النفسية هي المخاوف الإقتصادية. [1]
تسببت العديد من الأزمات الاجتماعية في انخفاض متوسط العمر المتوقع في الولايات المتحدة في عام 2020 ومرة أخرى في عام 2021 بعد عقود من التطور، ولعبت الوفيات المرتبطة بالكحول والمخدرات والانتحار دورًا رئيسيًا في تغيير هذا المؤشر المهم. لقد تسارعت وتيرة الجرعات الزائدة وحالات الانتحار وغيرها من "الوفيات الناجمة عن اليأس" في السنوات الأخيرة مع وفاة ما يقرب من 110 آلاف أمريكي بسبب تعاطي جرعات زائدة من المخدرات بين فبراير 2021 وفبراير 2022.[2]
على الرغم من أن التحدي الناجم عن تعاطي المخدرات يمثل تحديًا دوليًا، إلا أن هذا التحدي يعتبر أكثر حدة في الولايات المتحدة لدرجة أن 12٪ من متعاطي المخدرات في العالم هم من هذا البلد، وهو ما يمثل ثلاثة أضعاف نسبة سكان الولايات المتحدة. تؤدي الجرعات الزائدة من المخدرات إلى خسائر فادحة في سكان الولايات المتحدة لدرجة أنها تؤثر على القوة العاملة إلى حد كبير. وفقًا لتقرير نُشر في المجلة الأمريكية "ساينس" زادت الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة من المخدرات في الولايات المتحدة بشكل كبير خلال الـ 38 عامًا الماضية بمعدل نمو متوسط قدره 9٪ كل عام. عدد الأشخاص الذين يموتون من جرعات المخدرات الزائدة أعلى بثماني مرات من عدد حالات إطلاق النار، وتقريبًا ثلاثة أضعاف عدد الوفيات الناجمة عن حوادث السيارات و 70٪ من الوفيات هم من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و 54 عامًا.[3]
بالإضافة إلى تعاطي المخدرات وهو السبب الرئيسي للوفيات غير الطبيعية في الولايات المتحدة ، فإن الاستهلاك المفرط للكحول مسؤول عن أكثر من 140 ألف حالة وفاة سنويًا في الولايات المتحدة مما يقلل من حياة أولئك الذين يموتون بعمر 26 عامًا. وكان الاستخدام المفرط للكحول قد وصل لتكلفة اقتصادية قدرها 249 مليار دولار في عام 2010م.[4]
[1] https://www.fmprc.gov.cn/mfa_eng/wjbxw/202302/t20230209_11022554.html
[2] https://www.scientificamerican.com/article/rising-physical-pain-is-linked-to-more-deaths-of-despair/1
[3] https://www.fmprc.gov.cn/mfa_eng/wjbxw/202302/t20230209_11022554.htm
[4] https://www.cdc.gov/alcohol/fact-sheets/states/excessive-alcohol-use-united-states.html