بعد 4 عقود من الفتور.. أنباء عن استئناف العلاقات بين إيران ومصر.. ما هي الأفق المستقبلية لهذا التطور المهم؟
بعد 4 عقود من الفتور.. أنباء عن استئناف العلاقات بين إيران ومصر.. ما هي الأفق المستقبلية لهذا التطور المهم؟
تسير منطقة غرب آسيا خلال الأشهر الأخيرة، على مسار تشكيل نظام جديد، كما يبدو أن الاتفاق التاريخي بين طهران و الرياض، حل عقدة أخرى من عقد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
فبعد أربعة عقود من فتور العلاقات الدبلوماسية بين طهران والقاهرة، باتت هناك رغبة لدى قادة البلدين في استئناف العلاقات أكثر من أي وقت مضى. قرار جاء نتيجة سلسلة من المفاوضات الدبلوماسية وإجراءات الوساطة من قبل دول مثل العراق وسلطنة عمان.
كما كانت إحدى ملفات سلطان عمان "هيثم بن طارق" أثناء زيارته إلى إيران مرتبطة بهذه القضية. حيث أشار قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، يوم الإثنين، خلال استقبال سلطان عمان هيثم بن طارق والوفد المرافق له، إلى تصريح سلطان عمان بشأن رغبة مصر باستئناف العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقال: نرحب بهذا الموقف وليس لدينا مشكلة في هذا الصدد.(1)
كما أكدت الحكومة الإيرانية، يوم الأربعاء، استعداد إيران لتعزيز العلاقات مع مصر. وأشار المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي بهادري جهرمي، في مؤتمر صحفي، "إلى تصريحات الامام الخامنئي، حول استعداد إيران لتطوير العلاقات مع مصر"، حسب وكالة "تسنيم" الإيرانية.
وأكد جهرمي، أن "الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أوعز لوزارة الخارجية باتخاذ الإجراءات اللازمة عقب تصريحات قائد الثورة الإسلامية".(2)
من جهته قال رئيس مجلس العلاقات الخارجية الإيرانية كمال خرازي، إذا تم قبول ومراعاة شروط إيران في المحادثات مع مصر، وإذا تحسنت علاقات إيران مع دول الجوار والمنطقة، فإن ذلك سيعود بالفائدة على الجميع.
وفي تصريح لوكالة تسنيم الدولية للأنباء أكد رئيس مجلس العلاقات الخارجية الإيرانية أن وزارة الخارجية على استعداد دائم للتحدث مع مختلف الدول لتحسين العلاقات الإقليمية والخارجية.
وأضاف، بطبيعة الحال، إذا تم قبول ومراعاة شروط إيران في هذه المفاوضات، وإذا تحسنت علاقات إيران مع دول الجوار والمنطقة، فإن ذلك سيعود بالفائدة على الجميع.
وتعليقا على تفاصيل المفاوضات وما إذا كانت إعادة فتح سفارتي إيران ومصر من بين القضايا المطروحة في المفاوضات، قال: ليس لدي معلومات مفصلة عن تفاصيل الجهود التي تبذل لاستئناف العلاقات بين مصر وإيران. لكن القاعدة العامة في خطط وزارة الخارجية هي التحدث مع جميع الدول من أجل تحسين العلاقات.(3)
في المقابل قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إنّ "القرارات الخاصة بتركيا وإيران خُفّفت حدتها".
وخلال استضافته على شاشة "إكسترا نيوز"، الخميس، أضاف أبو الغيط أنّ هذا الأمر كان له مقدمات، "إذ كانت هناك ملامح لأن يهدأ الخلاف التركي المصري على مدى نحو 3 أشهر سابقة للقمة"، وكذلك بالنسبة إلى الملكة العربية السعودية وإيران.
وأوضح أبو الغيط أنّ هذا الهدوء "انعكس على القرارات التي يتبناها العالم العربي تجاه دول الجوار".
ووجه المسؤول المصري الشكر إلى أطراف عربية مثل "سلطة عمان والعراق فيما يتعلق بإيران"، مشيراً إلى أحاديث كثيرة عن "جهد جديد للسلطنة فيما يتعلق بالعلاقات بين مصر وإيران".
أما فيما يخص تطبيع العلاقات الإيرانية المصرية، فكان وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أوضح الخميس ، تعليقاً على زيارة سلطان عُمان هيثم بن طارق الأخيرة لطهران، أنّ "سلطان عُمان حمل معه ملفات إقليمية ودولية، بينها استئناف العلاقات بين إيران ومصر، والمفاوضات النووية".
وأضاف أمير عبد اللهيان أن "سلطان عُمان نقل وجهة نظر القاهرة تجاه تطبيع العلاقات"، مؤكّداً أنّ "طهران ترحّب بأي مبادرة لتوسيعها، على أساس المصالح المشتركة بين إيران ومصر".
وكان أمير عبد اللهيان قد أعرب، منذ أسبوعين، عن أمله أن تشهد العلاقات الإيرانية - المصرية تطوراً وانفتاحاً جديَّين ومتبادلَين، في إطار سياسة حكومة رئيسي ورؤيته، واللتين تُوليان أهمية بالغة لتطوير العلاقات بدول المنطقة، مشيراً إلى ارتقاء مستوى العلاقات بين طهران والقاهرة، ولافتاً إلى أنّ "مكتب رعاية المصالح ينشط في البلدين، وهناك قناة رسمية للاتصال المباشر".
وقال إنّ "هناك دولاً تبذل جهوداً وتشجع إيران ومصر على ارتقاء مستوى العلاقات بينهما"، وأعرب عن أمله بـ"انفتاح العلاقات مع مصر، عبر اتخاذ خطوات جديدة ومتبادلة من أجل تحقيق ذلك".(4)
تسير منطقة غرب آسيا خلال الأشهر الأخيرة، على طريق تشكيل نظام جديد ويبدو أن الاتفاق التاريخي بين طهران و الرياض، حل عقدة أخرى من عقد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
حيث يبدو أن العودة المحتملة للعلاقات الايرانية - المصرية ضمن إطار التفاهمات الايجابية الأخيرة في المنطقة، لكن ذلك يرتبط باستقلالية القرار لهذه الدول في مواجهة الهيمنة الأمريكية، وقدرة دول المنطقة على تقديم أولوية مصالحها على المصالح الغربية.
عقب توقيع الاتفاق بين السعودية وإيران، أعلن بعض أصحاب القرار عن دفء العلاقات بين مصر وإيران بعد فتورها. فعلى سبيل المثال، في أواخر مارس، اتخذت وزارة السياحة المصرية خطوات لتسهيل دخول السياح الأجانب، بمن فيهم الإيرانيون، الذين مُنعوا من دخول هذا البلد الأفريقي لسنوات.
إن رغبة المصريين في استئناف العلاقات مع إيران واضحة للعيان والتي عكسها الرضا والآمال التي عبر عنها المحللون ووسائل الإعلام المصرية. لذلك سيثير استئناف العلاقات بين إيران والعالم الإسلامي، بما فيها السعودية ومصر، حفيظة أمريكا والكيان الصهيوني وبريطانيا؛ لأنها ستكون الخاسر الأكبر.
لكن الخاسر الأول في النظام الإقليمي الجديد هو الكيان الصهيوني، الذي دخل في سلام مع مصر قبل أربعة عقود في كامب ديفيد. حيث أدى ذلك إلى إنهاء العلاقات بين طهران والقاهرة. لا شك أن تحركات وممارسات حكومة "بنيامين نتنياهو" والأزمات الداخلية والخارجية لهذا الكيان لم تؤثر على توجه العرب نحو إيران.
فيما الخاسر الآخر هو الولايات المتحدة الأمريكية، التي ترى حلفاءها العرب يقفون إلى جانب الجبهة الشرقية أي إلى جانب روسيا والصين وإيران. وفي هذا الصدد، أبدت صحيفة "مكور ريشون" العبرية، في نفس الوقت الذي بدأ فيه عودة العلاقات بين إيران والسعودية، قلقها من بداية لعبة الدومينو التي ستؤدي إلى تلاقي المزيد من الدول مع إيران، وكتبت: "نظراً إلى تراجع دور الولايات المتحدة وتقدم الصين لتصبح دولة مؤثرة في المنطقة، يمكننا أن نتوقع أن تصعد مصر والإمارات والبحرين قريباً قطار التقارب مع إيران".
المصادر:
1- https://tn.ai/2903246
2- https://cutt.us/oe7yB
3- https://cutt.us/mzfHY
4- http://fna.ir/3cxkf7