النفوذ المتزايد لأمريكا في الفلبين

Aug 17, 2023 - 12:27
النفوذ المتزايد لأمريكا في الفلبين
النفوذ المتزايد لأمريكا في الفلبين

   يعتبر بحر الصين الجنوبي جزء من المحيط الهادئ وتوجد هناك المئات من الجزر في البحر وهي عمداً غير مأهولة بالسكان، ولكن منذ العثور على موارد النفط والغاز بالقرب من هذه الجزر، ويمر ثلث خطوط للشحن في العالم عبر هذا الممر المائي ، لذلك أصبح الأمر مهما للغاية، على الرغم من أن جميع الدول المطلة على بحر الصين الجنوبي تدعي ملكيتها أيضاً لجزء من البحر على حدودها، فإن الدول الثلاث الصين وفيتنام والفلبين على الترتيب، هي الدول  الرئيسية التي تطالب بملكيتها لبحر الصين الجنوبي.[1]

لقد خلق وجود مثل هذه الظروف فرصة جيدة للولايات المتحدة لتقديم الأعذار لتزيد من وجودها ولزيادة التدخل في منطقة شرق آسيا من أجل المواجهة مع الصين، لذلك تحاول واشنطن إقامة علاقات أوثق مع الدول التي لديها صراعات مع الصين . [2]

على الرغم من أن الصين قد سلكت حتى الآن طريق العلاقة السلمية المتنامية والتزمت بمبادئ التعايش السلمي، إلا أن الولايات المتحدة كانت تستخدم دائماً أدوات مختلفة مثل "الترهيب" بين دول بحر الجنوب لجعل الصين تهديداً وخطراً على السلم والأمن الدوليين ، وأثارت العديد من المخاوف بين الجهات الفاعلة في المنطقة حتى تتمكن من زيادة نفوذها، ومن بينها الفلبين التي تعتبر ذات أهمية خاصة للولايات المتحدة بسبب سماتها الخاصة كدولة ذات موقع حساس . [3]

لكن السؤال هنا هو لماذا واشنطن راغبةٌ جداً بالمواجهة مع الصين في الفلبين؟ الفلبين مستعمرة أمريكية سابقة وأصبحت حليفة لها في عام 1951 ، بعد خمس سنوات من الاستقلال . خلال الحرب الباردة ، كانت جزءا من أكبر القواعد والمنشآت القريبة من الحدود الأمريكية و دورها الحاسم في حروب الولايات المتحدة مع كوريا وفيتنام في الفلبين، واليوم نظرا لموقعها الجغرافي، فإنها تلعب دوراً محورياً لخطط الولايات المتحدة لردع الهجمات الصينية والرد عليها في تايوان بسبب قربها من حلفاء الولايات المتحدة الخمسة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ ، بما في ذلك أستراليا وكوريا الجنوبية واليابان والفلبين وتايلاند ، وتعتبر البلد الأقرب إلى تايوان وتقع منطقتها الشمالية، لوزون، على بعد 200 كيلومتر من تايوان . [4]

على الرغم من حقيقة أنه في أواخر 1990، كان للولايات المتحدة قواعد عسكرية في الفلبين. ودفعت النزعة القومية الفلبينية واشنطن إلى إخلاء القواعد، ولكن في السنوات الأخيرة تعاون الحلفاء في مكافحة الإرهاب واستجابة للضغط العسكري الصيني المتزايد في بحر الصين الجنوبي حيث تدعي الفلبين الملكية إلى الحد الذي قدمت فيه اتفاقية تعزيز التعاون الدفاعي في عام 2014 ، وتسمح الاتفاقية التي يطلق عليها اسم "أدكا" للولايات المتحدة بالوصول إلى القواعد الفلبينية للعمليات المشتركة، بالإضافة إلى إضافة المعدات وبناء مرافق المطارات والمدارج ومستودعات الوقود والأبنية العسكرية . [5]

في فبراير من هذا العام ، بموجب اتفاقيات بين الفلبين والولايات المتحدة ، خصصت حكومة مانيلا أربع قواعد عسكرية أخرى للولايات المتحدة ، مما رفع عدد القواعد الأمريكية على الأراضي الفلبينية إلى تسع قواعد. وكانت المواقع الأمريكية الخمسة السابقة في الفلبين هي بالاوان وبامبانجا ونويفا إيسيجا وفيساياس ومينداناو. في أبريل، أعلنت الحكومة الفلبينية الموقع الدقيق لأربع قواعد أمريكية جديدة في الفلبين. وتمركز ثلاثة مواقع عسكرية، بينها قاعدة بحرية ومطار في إقليم كاجايان شمال الفلبين، ومعسكرًا عسكريًا في إقليم إيزابيلا المتاخم لإقليم كاجايان. القاعدة العسكرية الرابعة الجديدة للقوات الأمريكية في الفلبين هي أرخبيل بالاباك ، وتقع في الطرف الجنوبي من جزيرة بالاوان ، القريبة جغرافيا من بحر الصين الجنوبي. [6]

بالنظر إلى الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لزيادة وجودها العسكري في الفلبين ، يبدو أن القرب الجغرافي للفلبين من بحر الصين الجنوبي وفي نفس الوقت في عمق جنوب شرق آسيا قد جعل البلاد رصيدًا استراتيجيًا للولايات المتحدة مما يوفر وصولاً سهلاً إلى الأسطول الأمريكي السابع في اتجاهات شمال وجنوب المحيط الهادئ. من ناحية أخرى ، فُسرت العلاقة الوثيقة بين الفلبين والولايات المتحدة على أنها علامة على إظهار أمريكا القوة في مواجهة الصين، وربما تحاول حكومة مانيلا أيضًا استخدام هذه العلاقة للضغط على أوجه الضعف في قوتها العسكرية ضد الصين ، والتي كانت في السنوات الأخيرة حول نزاعات إقليمية في سكاربورو شول وجزر سبراتلي ، وهي واحدة من العديد من النزاعات الإقليمية التي جعلت هذه المنطقة من العالم عرضة لحرب إقليمية. [7]

 مرضیه شریفی

 

 [1] https://www.magiran.com/article/2568107

[2] http://drshafie.blogfa.com/post/202

[3] https://www.mehrnews.com/news/5559477

[4] https://www.irna.ir/news/85096833/

[5] https://www.irna.ir/news/84948495/

[6] https://parsi.euronews.com/2023/04/03/

[7] https://www.khabaronline.ir/news/1761135